أكد الكاتب الإماراتي محمد خلفان الصوافي، في دراسة بعنوان «كيف تستفيد إيران من الأزمة الخليجية؟»، أن الطرفين الإيرانيوالقطري يمارسان «لعبة التناقضات»، وبالتالي فإن كلًا منهما لا يمكن أن يثق في الآخر، ما يعني أن أي تفاهم قد يحدث بينهما سيكون تكتيكيًا قصير المدى. طهران تخدع الدوحة وأوضح الكاتب في دراسته أن البراجماتية الإيرانية قد تحرق الطرف الآخر إذا ما اقتضت المصلحة السياسية ذلك، ولهذا ربما تنخدع قطر بتصريحات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بأن «إيران ستوفر لقطر الاحتياجات الإنسانية اللازمة التي تحتاجها». مبدأ المصلحة الإيراني ونوهت الدراسة إلى ملاحظتين حول نسق العلاقات الإيرانية – العربية؛ الأولى هي أن إيران تسعى دومًا للاستفادة من أي خلافات تحدث في المنطقة، سواء على مستوى الدول أو خلافات داخل الدولة العربية الواحدة، وهذا سببه تعنت بعض الدول والتنظيمات الموجودة داخلها دون اعتبار إلى الأمن القومي العربي، والثانية هي أن إيران ليست تلك الدولة التي تقدم خدمات ولو إنسانية من دون مقابل، وأحيانًا كثيرة يكون هذا المقابل باهظ الثمن. فرصة ذهبية ولفتت إلى أن إيران بذلت دون جدوى، خلال أكثر من ثلاثة عقود محاولات عديدة لإضعاف منظومة مجلس التعاون الخليجي، وتمثل الأزمة الخليجية الحالية فرصة لها لاستكمال هذه المحاولات، ويساعدها على ذلك التقارب القطري معها، على الرغم من أن الدوحة تدرك مخاطر الاستعانة بطهران ضد جيرانها في الخليج والمنطقة. وأضافت الدراسة أن السياسة القطرية في الشرق الأوسط، وما تقوم به من مناوشات أو مشاحنات، تشكل فرصة مواتية لإيران لاختراق الصف العربي، لأنها «الثغرة» الإستراتيجية التي تحاول إيران الدخول منها للتأثير سلبًا على المنظومة الخليجية. نافذة طهران لضرب الخليج وشددت الدراسة على أن النافذة القطريةلإيران جاءت مباشرة بعد نجاح الدبلوماسية الخليجية ممثلة في المملكة والإمارات في إقناع المجتمع الدولي، وعلى رأسه الإدارة الأمريكية، خلال ما يُعرف ب»قمم الرياض» في مايو الماضي، بالخطر الذي تمثله التدخلات الإيرانية في الشؤون الخليجية والعربية، وبأن سياسات النظام الإيراني هي السبب المباشر للتطرف والإرهاب الذي تعيشه المنطقة. علاقات شاذة عربيًا واعتبرت أن ما تقدمه الحكومة القطرية من خدمات للسياسة الإيرانية، يمثل وضعًا استثنائيًا في تاريخ منطقة الخليج العربي، ولا يمكن بأي حال مقارنته بسياسة أية دولة أخرى، كما أنه لا يمكن تصور حدوثه في المستقبل القريب، لأن طهران لها مصالح متعارضة مع دول الخليج العربية، ولن يهدأ لها بال إلا بعد أن تحدث انشقاقًا بين دول الخليج. تصعيد الأزمة وتوقعت الدراسة أن تقدم إيران مزيدًا من الدعم لقطر في أزمتها الحالية، رغبةً منها في أن يطول أمد هذه الأزمة، وعلى نحو يحقق مصالحها، سواء السياسية المتمثلة في إضعاف الجبهة الخليجية والتوسع بشكل أكبر داخل المنطقة، أو الاقتصادية من خلال زيادة عدد الطائرات القطرية عبر مجالها الجوي وتعزيز الصادرات الغذائية للدوحة.