أكدت دراسة بحثية إماراتية أن حقيقة النوايا القطرية وتداعيات مواقفها وأفعالها على زعزعة أمن واستقرار منطقة الخليج والعالم، يوما بعد آخر بدأت تتكشف للعالم، وآخرها خطوة الدوحة الأخيرة بعودة سفيرها إلى طهران، ما أسقط القناع عن الوجه الحقيقي للنظام القطري. وأشارت الدراسة إلى أن قرار الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب كان خطوة حازمة وضرورية للدفاع عن مصالحها وأمنها الإستراتيجي، عكس ما تروج له الدوحة من أن ذلك كان تدخلا في شأنها الداخلي. تهديد أمننا وشدد بحث حمل عنوان «قطر.. إصرار على تهديد الأمن القومي الخليجي والعربي»، صدر عن «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية»، على أن قيادة قطر -التي لطالما تبنت مواقف معادية لدول الجوار من خلال قيامها بالعديد من الخطوات التي تمس مصالح تلك الدول- لم تكن يوما هدفا للانتقاد أو الشجب أو الإدانة، من شقيقاتها المملكة والإماراتوالبحرين، إلا بعد ثبوت تورطها في دعم الإرهاب، وذلك مراعاة لعوامل الأخوة وحسن الجوار والعلاقات التاريخية الممتدة بين الشعوب الخليجية والشعب القطري المغلوب على أمره، وأشار الى أن النظام القطري أثبت مع مرور الوقت أنه مستمر في غيه، ضاربا بعرض الحائط كل التحذيرات والأساليب المرنة التي أظهرتها دول الخليج، تجاه القيادة الرافضة لوحدة المصير المشترك، وهو ما حدا بها أن تواصل سياستها التي تهدد الأمن القومي الخليجي والعربي. استيعاب الدرس وتابعت النشرة وفقا ل«وام»: إن النظام القطري يثبت اليوم أنه فشل فشلا ذريعا في استيعاب الدرس بعد أكثر من ثمانين يوما على تبني القرار الدبلوماسي ضده، محاولا في كل مرة إثبات قدرته على الصمود بطريقة كاريكاتيرية أشبه بالتخبط فيزداد سقوطا في عمق الوحل السياسي والإستراتيجي.. كاشفا بذلك زيف ادعاءاته السابقة واللاحقة بالبراءة من تهمة دعم الإرهاب والتورط في تقويض استقرار دول المنطقة. وأشارت الدراسة إلى أن التحالف مع النظام الإيراني وإعلان عودة السفير القطري إلى طهران كان أبرز قرار أسقط القناع عن الوجه الحقيقي لنظام الدوحة وعرى مواقفها التي ظلت تداهن بها دول العالم وخاصة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، وأضافت: إن خطوة الدوحة الأخيرة أعطت دليلا ساطعا لأصحاب المواقف المترددة في الحكم، على علاقة الدوحة بقوى الإرهاب التي تثير الاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط والعالم بوجه عام، ومن المعلوم للجميع مدى تورط إيران في نشر الفوضى والاضطرابات في العديد من بلدان العالم سواء بتمويل وتجنيد وتدريب العصابات الإجرامية أو استخدام أذرعها المسلحة مثل ميليشيا حزب الله وعصائب الحق والفاطميين وغيرهم، لضرب استقرار الدول. إيرانوالدوحة وقالت نشرة مركز الإمارات: «إن العلاقة بين قطر والنظام الإيراني لم تعد بحاجة إلى ما يوثقها بعد تحرك الدوحة الأخير وإعلانها التطبيع الكامل مع طهران بعد أشهر عدة على سحب سفيرها منها»، متسائلة هل تغيرت سياسيات طهران مثلا تجاه دول المنطقة..؟ أم أن النظام الإيراني أصبح راعيا للسلام والاستقرار في المنطقة؟ وأكدت «أن الدوحة تدرك جيدا طبيعة النظام الإيراني وطموحاته التوسعية لكن تجاهلها تلك الحقيقة يضعها مع النظام الإيراني في خانة واحدة، وهي خانة المصلحة المشتركة، من أجل التعاون الأمني والسياسي الإقليمي على حساب أمن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ومصر، وغيرها من دول العالم». وبينت الدراسة «أن توطيد الدوحة اليوم لعلاقاتها مع طهران -رغم تورط الأخيرة في الهجوم على سفارة المملكة العربية السعودية ومخالفتها بذلك لكل المواثيق الدولية- يضع قطر أكثر في عمق المربع الإيراني على حساب الأمن القومي العربي والخليجي، ويمثل استمرارا للنهج القطري الذي بات يتلاقى بشكل مكشوف مع السياسة الإيرانية، وهو خيار يخدم طهران أكثر مما يخدم نظام الدوحة نفسه». منفذ اختراق واستدركت الدراسة الإماراتية قائلة: «إن طهران التي فشلت أكثر من مرة في إيجاد منفذ لاختراق أمن دول الخليج، ستجد اليوم ضالتها في نظام الحمدين ومن ثم ستسعى جاهدة لاستخدام علاقاتها الوطيدة مع الدوحة لتمرير أجندتها العدائية ضد دول المنطقة، في حين تسعى الدوحة لإيجاد غطاء يمكنها من الاستمرار في دعم الجماعات المتطرفة مثل تنظيمي القاعدة وداعش، وجبهة النصرة وأنصار الشريعة وغيرها من الحركات المتطرفة». وأضافت النشرة: «إنه برغم كون خطوة قطر بالارتماء في أحضان إيران لم تكن مفاجأة لدول المقاطعة، فإنها من ناحية نبهت بعض دول العالم لخطورة تغلغل أذرع قطر الإرهابية وخطورتها على أمنها، ولهذا بدأت التحركات ضدها في تونس بسبب تورطها في تجنيد الشباب التونسي لصالح التنظيمات الإرهابية وإرساله إلى بؤر التوتر»، مشيرة إلى «أن تشاد اتخذت خطوة حازمة بإغلاق السفارة القطرية في العاصمة أنجمينا متهمة الدوحة بزعزعة استقرارها انطلاقا من ليبيا». وأكد «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية» في ختام بحثه «أن استمرار الدوحة على المنوال نفسه سيعجل في أن تتخذ دول عديدة مواقف مشابهة من النظام القطري».