الموقف المخزي للدوحة بتأييدها المطلق للنظام الإيراني يعني فيما يعنيه محاولة شق الصف الخليجي واصابته في مقتل، وهي محاولة لم تعد خافية على أحد، فهذا التأييد لحكام طهران وسياستهم الموغلة في الخطأ تجاه قضايا المنطقة من خلال تدخلاتهم السافرة في شؤون دولها انما يمثل خطرًا داهمًا استشعرته الدول الخليجية والعربية والإسلامية والصديقة وقاومته ومازالت تقاومه بكل قوة ورباطة جأش. والاجماع الخليجي والعربي والإسلامي والدولي يدين النظام الإيراني لقاء تدخلاته السافرة في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وموقف الدوحة الغاشم يرمز بوضوح إلى تأييد تلك التدخلات ومباركتها، وتعلم الدوحة يقينا أن موقفها هذا يضر بمصالح دول مجلس التعاون الخليجي، كما يلحق الضرر أيضا بكل التوجهات العربية والإسلامية من أجل الوصول الى ما يجب الوصول إليه من التضامن والتعاضد والتآزر وهي تواجه أعداءها. لقد ضربت الدوحة بكل التزاماتها وتعهداتها لمؤازرة الدول الخليجية عرض الحائط، وتلك الدول مازالت تواجه المد الإيراني الخطير في المنطقة، والخروج عن تلك الالتزامات إنما يعني الطعن بالظهر واستمراء سياسة خاطئة من شأنها الاضرار بالمصالح الخليجية، وليس من مصلحة الدول الخليجية خروج دولة قطر عن الخط الواضح الذي اتخذته دول المجلس لمواجهة الخطر الإيراني في المنطقة، والخطر المحدق بالمصالح الخليجية. المواقف الإيرانية تهدد بشكل علني استقرار وأمن دول الخليج، وتلك حقيقة لم تعد خافية على أي مراقب سياسي، وتأييد تلك المواقف من قبل الدوحة لا يصب إلا في مصلحة العدوان الإيراني وأحلام حكام طهران في التوسع بالمنطقة لتحقيق حلمهم البائد والمقبور باقامة الدولة الفارسية المزعومة على أنقاض المصالح الخليجية والعربية والإسلامية، وهو حلم يتكشف باستمرار من خلال ممارسات إيران العدوانية. وكان الأجدر بالدوحة أن تقف الى جانب صف الدول الخليجية والعربية والإسلامية والصديقة لادانة نظام ايران وهو يقوم بتدخلاته السافرة في الشؤون العربية الداخلية، ويقوم بتمويله للارهاب في كل مكان، ومحاولته الانقضاض على كل القرارات الدولية ذات العلاقة بعدوانه وتدخلاته في المنطقة، فالموقف القطري يشكل خيانة واضحة للاجماع الخليجي والعربي والإسلامي والدولي. ولاشك أن دولة قطر بارتمائها في أحضان النظام الإيراني المتسلط تعلن صراحة عن تأييدها ومباركتها للظلم والتعسف والجبروت والطغيان المتمثلة في نظام طهران، وتعلن عن تأييدها لظاهرة الإرهاب ومدها بكل الأسباب المقوية لأفاعيلها الشريرة والاجرامية داخل الدول العربية والخليجية، وذاك الارتماء انما يمثل تأييدًا لكل الجرائم التي ارتكبتها ايران ومازالت ترتكبها بحق الأمتين العربية والإسلامية. هذا الموقف الذي تقفه دولة قطر اليوم من الاجماع الخليجي والعربي والإسلامي والدولي لا يمثل في حقيقة الأمر إلا تأييدًا للظلم الذي تمارسه إيران ضد الحقوق الخليجية والعربية والإسلامية، ولن تتمكن بهذا الموقف من الحصول على أي مباركة من أي دولة في العالم، فالنظام الايراني أضحى معروفًا لكل دول العالم بأنه نظام يقوم على الإرهاب والتسلط ومحاولة الانقضاض على مصالح الشعوب.