قال لي ابني- حين حصل على رخصة القيادة بعد أن أنهى اختبارات الثانوية العامة- «أمي انظري لتلك السيارة، سائقها يخيط» قلت: وماذا تعني يخيط!! قال: يتجاوز من خط إلى آخر، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ثم إلى الوسط وهكذا، بدون تنبيه قائدي المركبات الأخرى بإشارة أو بدون التأكد من خلو الخط الذي ينوي التحول عليه من السيارات»!! «خسرنا خلال العشرين عاما الماضية نحو 100 ألف فرد في وطننا بسبب حوادث الطرق، معا سنجعل من القيادة ثقافة لإنهاء نزيف الطرقات».. المرور السعودي تغريدة أصابتني بالأسى والحزن.. هل من المعقول أن نفقد أحبابنا وفلذات أكبادنا بسبب حوادث سيارات، التي يجب أن تكون معينة لنا في حياتنا، لا أن تأخذها منا!! السيارات نعمة وتنوعها وتوفرها نعمة أكبر، فما بالنا جعلنها نقمة!.. كلما رأيت أو قرأت أو سمعت عن حادث سيارة، أتذكر أحبابي الذين فقدتهم بسبب شاحنة توقفت في منتصف الطريق دون أن تعطي إشارة نتبيه لتوقفها في ظلمة الليل!! قائد متهور دون السن القانونية يخترق الشوارع المكتضة بالمارة دون أن يخفف من سرعته، باص يحمل أطفالًا يسير دون مراعاة للصغار وهم يعبرون الشارع!!.. أكاد أجزم بأن الجميع تذوق من كأس الحوادث المرورية، منهم من فُقد ومنهم من أُعيق ومنهم من غاب عن الوعي.. «حياتك أمانة» شعار جميل لأسبوع المرور الخليجي، والذي يهدف إلى نشر الوعي والثقافة المرورية للحد من المخالفات، ومعالجة السلوكيات المرورية الخاطئة، وتعزيز الجوانب الإيجابية، وتوعية أفراد المجتمع بمخاطر الحوادث، نأمل أن لا يكون شعارًا فقط، بل أن يكون منهجًا دائما للجميع.. تقدر خسائر المملكة من حوادث المرور سنويًا ما يزيد على عشرين مليار ريال! وثلث أسرة المستشفيات مشغولة بإصابات الحوادث! وينتهي أكثر من ألفي مصاب بإعاقات مستديمة سنويًا! وتحصد تلك الحوادث أرواح 17 شخصًا يوميًا أي بمعدل شخص لكل أربعين دقيقة!! إن الحاجة ماسة جدًا لمزيد من التوعية المرورية عبر مؤسسات التعليم وفي جميع مراحله، وعبر وسائل الإعلام الحديث والتقليدي، ولا ننسى أهمية الرسائل المرورية على الطرقات والتنبيه المستمر لأنظمة السلامة. وضرورة تطبيق قوانين السلامة المرورية، مثل الالتزام بالسرعة المحددة لكل طريق، واستخدام الكتف، وعكس السير، وتجاوز الإشارة الحمراء، وربط حزام الأمان، وكرسي الأطفال، وسن قائد المركبة، وغيرها من القوانين، التي إن تم تطبيقها بعد تثقيف المجتمع بها، فإننا بإذن الله سوف نسهم في تقليص نسب الحوادث وما تخلفه من خسائر مادية وبشرية، وضياع لثروات الوطن وأبنائه.