استوقفتني سيِّدة مثقلة بالهموم، ابن معاق، وزوج متوفى، وسبع بنات في رقبتها، حسب ما ذكرت.. تقول «أعملُ في خياطة النقابات، وبيعها في الأماكن العامَّة، وهي لا تكاد تكفي حاجتي وأسرتي، الدنيا غالية يا بنيتي، إيجار البيت ثمانية آلاف ريال! من أين لي بهذا المبلغ؟ سوف يرمي بي صاحب البيت في الشارع إن لم أدفع له قبل نهاية الشهر، تكاليف المعيشة في ازدياد، وما تقدِّمه الجمعيَّات والضمان من أعانه لا يكفي.. الدنيا تضيق عليَّ بما رحبت». يُعدُّ هرم «ماسلو» لترتيب احتياجات الفرد هو الأبرز، حيث يبدأ من القاعدة في ترتيب الاحتياجات الأكثر أهميَّة، ويتدرَّج بها إلى الأقل أهميَّة. وقد بدأها بالحاجة إلى الطعام والشراب والراحة والتكاثر، وهي احتياجات فسيولوجيَّة يشترك فيها الإنسان والحيوان.. ثمَّ انتقل إلى الحاجة إلى المأوى والأمان، وهي حاجة يحرص عليها الإنسان والحيوان على حدٍّ سواء.. يعقبها الحاجة إلى الحب والانتماء، وهي الحاجة إلى الأسرة والوطن، الحاجة إلى الأقران والأصحاب.. يتبعها الحاجة إلى إثبات الذات أو تقدير الذات، أيّ أن يوجد المرء لنفسه قيمة، أو كيانًا في مجتمعه، وهنا يكون التمايز بين أفراد المجتمع، سواء كان التمايز في بيئة العمل، أو بين أفراد الأسرة، أو في إتقان مهارة أو تنمية هواية، وكلها تعزز من قيمة الفرد لذاته وتقديره لها.. ثم جعل ماسلو قمة الهرم لتحقيق الذات ورضاها في تحقيق مرادها وبروزها.. ووفقًا لهرم ماسلو، نجد بأنَّه من الواجب على مؤسَّسات الدولة المعنيَّة، خدمة المواطن، وتسهيل سبل الحياة له، ومساعدته في تحقيق احتياجاته الأساسيَّة من مأكل ومسكن وخلافه. ولن يتأتَّى لنا ذلك ما لم تُوجد فرص عمل مناسبة للمواطنين، لتوفير حياة كريمة لكلِّ فردٍ من أفراد المجتمع.