كلّ منّا تساءل في مرحلة من حياته لماذا لم يحقِّق ما خطّط له أو لماذا يصعب عليه الوصول لما يطمح له وفي حالات: لماذا هو "مكانك سر"..! أطرح لكم نظريّة ملهمة وجميلة قد تفسِّر اللغز وتجيب عن التساؤلات وربّما تطرح الحلول.. ضمن نظرية محفِّزات الإنسان، قدَّم ابراهيم ماسلو هرم الاحتياجات والذي يصف من خلاله الأنماط التي تؤثر في عامل الحافز لدى الإنسان وتتأثَّر به. يجدر ذكر أن ماسلو كان يعتمد في اختيار عيِّنة دراساته على أصحّ 1% من مجتمع البحث لإيمانه بأن شمول العيِّنة لمشلولين أو متخلفين عقليا أو أشخاص غير أصحّاء أو غير ناضجين في بحث غير متخصِّص بتلك الفئات يؤدي الى نتائج مشلولة. في هذا الهرم يرتِّب ماسلو الاحتياجات الأساسيّة للإنسان حسب أهمّها من أسفل الهرم لأعلاه. وحسب الباحث لا يمكن أن يتكوَّن لدى الفرد حافز لحاجة تقع ضمن طبقة من طبقات الهرم الخمس قبل أن تكتمل لديه الحاجة الأسفل منها، حيث يبدأ بالحاجات الجسديّة متمثِّلة في ما يلزم الإنسان ليبقى على قيد الحياة من هواء وماء وغذاء ومسكن وملبس. فقط في حال أُشبع الحد الأدنى من هذه الاحتياجات الأوّليَّة، تُهيَّأ التُّربة لنمو حافز الحاجة للشُّعور بالأمان والتي تحتل الطّبقة الثّانية في الهرم. يحتاج الإنسان في تلك المرحلة لأن يأمن على شخصه وماله وصحّته و_في حال وُجدت_ عائلته. والآن وقد تجاوز أحدنا خوفه على حياته وأمنه سينتقل للطّبقة الثّالثة من هرم ماسلو والذي سيحاول من خلاله إشباع حاجته للإنتماء والقبول و يقع ضمنها العائلة والأصدقاء والحبيب. وقد شذّ عن هذه القاعدة الأطفال المعنَّفين والذّين قد تطغى حاجتهم للإنتماء لأهلهم والقبول منهم على حاجتهم للأمن فيتشبّثون بمعنِّفيهم. حاجة الإنسان لأن يشعر بحاجة الغير له تشكِّل حافزه في الطّبقة الرّابعة من هرم احتياجاته. وليشبع هذه الحاجة قد يُنجز الشَّخص عملا مّا أو يُطوِّر هواية ليستشعر أهميَّته في حياة النَّاس ممّا يحقِّق شعوره بقيمته. عندما لا يبقى لدى أحدنا شحّ في ما سلف من احتياجات يكون قد وصل لآخر طبقة من طبقات الهرم حيث يتسنّى له تحقيق ذاته. في هذه المرحلة نكتشف طاقاتنا وقدراتنا ويصل أداؤنا الى أقصى درجاته وهنا فقط تتحقّق رغبتنا في الوصول لما نطمح له و بإنجاز كل شيء في سبيل ذلك. نصل هنا الى محور مهم يمكن أن يسكن أية طبقة من طبقات الهرم في وقت من الأوقات وهو "العنف" وقد عرّفه ماسلو ببراعة على أنّه أي مؤثر من شأنه أن يمنع أحدنا من الوصول لحاجة من احتياجاته سواء كان مؤثر نفسي أو جسدي أو سلطوي بحيث يشكِّل ذلك المؤثر حاجز يمسك الفرد من الإنتقال من طبقة للطّبقة الأعلى منها في الهرم.