أتابع ما ينشر في صفحات جريدة الجزيرة حول دعم الموظفين وتقديرهم فانطلاقاً من نظرية ابراهام ماسلو للحاجات الإنسانية أو ما يسمى بهرم ماسلو التي يرى فيها هذا العالم أن للإنسان حاجات فسيولوجية أساسية كالمأكل والمشرب والنوم والملبس والإخراج لا غنى له عنها وتأتي تلك الحاجات في قاع الهرم أي تأخذ الحيز الأكبر منه ثم يليها في الأهمية حاجة الإنسان إلى الأمن كحاجته إلى السلامة الجسدية والأمن الوظيفي وأمن الموارد والأمن الأسري والصحي وأمن الممتلكات ويعقبها الحاجات الاجتماعية كالصداقات والعلاقات الأسرية ويلي ذلك في الترتيب الحاجة إلى التقدير وتشبع تلك الحاجة من خلال تقدير الذات والثقة وتحقيق الإنجازات واحترام الآخرين والاحترام من الآخرين، وهذه الحاجة محور هذا المقال، وآخر هذه الحاجات وأقلها أهمية الحاجة لتحقيق الذات كالابتكار وحل المشاكل، ويسعى الإنسان في هذه الحياة إلى تلبية تلك المطالب تباعاً وفق ترتيب مبتدئاً بالحاجات الجسمية كما أسلفنا وكلما أشبع حاجاته حسب تلك الأولوية دعته بقية الحاجات على التوالي ويستحال للإنسان أن يقفز مباشرة لقمة الهرم لتحقيق حاجة الذات قبل إشباع ما يسبقها من حاجات. وهذه الحاجات تؤثر على سلوك الإنسان فالحاجات غير المشبعة تسبب توتراً لدى الفرد فيسعى للبحث عن إشباع هذه الاحتياجات، والحاجات غير المشبعة لمدد طويلة قد تؤدي إلى إحباط وتوتر حاد قد تسبب آلاماً نفسية ويؤدي ذلك إلى العديد من الحيل الدفاعية التي تمثل ردود أفعال يحاول الفرد من خلالها أن يحمي نفسه من هذا الإحباط. والموظف الذي يشعر بالحاجة إلى التقدير من رئيسه أو إدارته ولم يشبعها كونه مقصراً أو مهملاً أو لسوء معاملة أو تهميشاً ونبذاً أو لسوء العلاقات واللوم والتأنيب الدائم والخلافات المستمرة بين الرئيس والمرؤوس سيؤثر ذلك على سلوكه وحالته النفسية وقد يصاب بالتوتر والإحباط، فينعكس ذلك سلبياً على أدائه الوظيفي وإنتاجيته، وبذلك يكون مكان العمل عامل طرد لا عامل جذب للموظف. إن الرئيس والقائد والمدير الناجح إدارياً يوفر بيئة صحية مبتدئاً أولاً باحترام وتقدير الموظفين حتى يتم إشباع الحاجة إلى التقدير ويكون ذلك التقدير عينياً كتهيئة مكان العمل وتوفير كافة طلبات الموظفين ومعنوياً كالتشجيع والشكر والثناء والمعاملة الحسنة والاحترام والتقدير وذلك من منطلق شجع الموظف ليتغير.