جلست مع صديقاتها في مطعم هادئ يتناولن وجبة العشاء بعد أسبوع عمل مضنٍ، وهن يتبادلن أطراف الحديث شعرن بحركة غريبة وارتباك في المطعم، التفتن إلى مصدر الجلبة فإذا بطفل لم يتجاوز عمره التسعة أشهر بين يدي والده لا يعلم كيف يتصرف معه، والأم تبكي منهارة، قامت من عند زميلاتها وهي تقول يبدو أنه مختنق.. ذهبت إلى موقع الأسرة، وسألت هل الطفل مختنق؟ أشارت الأم أي نعم.. قالت اقلب الطفل على ذراعك واضرب ظهره من المنتصف إلى الأعلى.. لكن الأب كان خائفا وغير واثق بنصيحتها.. صرخت الأم افعل ما تقول.. وبعد عدة محاولات وبفضل الله عادت الحياة للطفل وأخذ يبكي، قالت للأم خذوه إلى أقرب مستشفى للتأكد من سلامة مجرى التنفس.. غادرت العائلة وانفض الجمع.. كانت تصلي في مصلى السوق مع والدتها واختها، سمعت طلق ناري، هرعت إلى مخرج السوق للنجاة بنفسها، لكنها عادت أدراجها لتأتي بوالدتها التي لازالت في المصلى.. وحين عودتها فوجئت بالضحية مضرجا بالدماء وملقى على الأرض.. لم تستطع تركه فباشرت انقاذه بما استطاعت، استخدمت من الملابس المعروضة لايقاف النزيف، وأخذت تحادثه وتطمئنه إلى حين وصول سيارة الاسعاف، وقيام المسعفين باللازم وأخذه إلى المستشفى.. وقت الإفطار والكل منشغل بالتجهز له، انسكب الزيت الحار على حفيدتها واشتعل جسدها الغض، لفتها بغطاء كان بقربها واخذتها الى اقرب مستشفى لعمل اللازم، وبحمد الله لم تؤثر تلك الحروق على جسد الصغيرة، بل لا تكاد تظهر عليها.. هذه الحادثة وغيرها الكثير تحتاج لمساعدة صغيرة تنقذ بسببها أرواح، إن تعلم مهارات الانقاذ والاسعافات الأولية أمر غاية في الأهمية، وخصوصا في البيئات التي من المتوقع حدوث مفاجآت فيها.. حبذا لو يلزم أصحاب المطاعم والفنادق والمدارس وأماكن التجمعات، بتدريب منسوبيها على الإسعافات الأولية، لإنقاذ الحالات بشكل سريع وللحد من تفاقم المشاكل المترتبة عليها.. حسن التصرف والحكمة والهدوء هي من تقود إلى علاج المشاكل قبل تفاقمها.