على الرغم من ظهور آثار العنف عليها، فجَّرت طفلة الصف الخامس الابتدائي "إيناس" عصر اليوم مفاجأة، بعد أن أنكرت تعرُّضها لجميع أنواع العنف ضدها، مفيدة بأنها كانت متعلقة بوالدها للغاية، ورفضت الذهاب مع أمها تماماً، على الرغم من جهود الباحثات معها. أوضح ذلك الناطق الإعلامي للشؤون الاجتماعية بعسير علي الأسمري ل"سبق"، مؤكداً أنه تم توثيق رد الطفلة بحضور هيئة حقوق الإنسان، وأنه تم أخذ الإقرارات اللازمة على الأب وزوجته، وتم بعث "إيناس" للمستشفى لأخذ تقرير عن حالتها، مؤكداً أن الطفلة طلبت العودة لوالدها، وتم تحويلها لأخذ تقرير طبي، وتسليمها لوالدها.
وكانت هيئة حقوق الإنسان قد باشرت حالة الطفلة المعنفة (11 سنة)، بعد أن رصدت الهيئة بلاغاً يفيد بتعرضها لعنف جسدي ونفسي، وتعرُّضها لحروق شديدة؛ ليتم على ضوئه تكليف فريق نسائي تابع لفرع الهيئة بعسير بزيارة الحالة بمقر المدرسة؛ للتحقق من صحة البلاغ، والتقَين بإدارة المدرسة، إلى جانب لقاء زوجة الأب (من جنسية عربية)، المتهمة بتعنيف الطفلة، كما تم الالتقاء بالطفلة المعنفة، وأكدت تعرُّضها للعنف.
وقد رُفع تقرير عاجل بذلك لأمير المنطقة، الذي وجَّه مشكوراً بشكل عاجل لجنة الحماية الاجتماعية بمباشرة الحالة، وتقديم الحماية اللازمة والعاجلة، والتحقيق في ملابسات القضية.
كما تواصلت الهيئة مع والدة الطفلة المعنَّفة، التي حضرت للمنطقة، وطالبت بضرورة تسليمها ابنتها وأشقاءها، الذين حُرمت منهم منذ سنوات عدة.
وأكد المشرف العام على هيئة حقوق الإنسان بعسير عضو مجلس الهيئة، الدكتور هادي بن علي اليامي، أن هيئة حقوق الإنسان تولي قضايا العنف ضد الأطفال أهمية قصوى، وتسعى لتعزيز حقوق الأطفال والحد من آثار سلطة الولاية، وأهمية توفير الحماية والعيش الكريم لكل طفل في إطار الأسرة.
وأشار "اليامي" في حديثه إلى أن الهيئة سارعت في مباشرة الحالة، وزيارتها، والتأكد من سلامتها، وتوفير الحماية العاجلة، والتحقيق في أسباب العنف، ومعرفة المتسبب في تلك الأضرار للطفلة المعنفة.. وتنتظر الهيئة قيام لجنة الحماية الاجتماعية بالمنطقة بتسليم الطفلة لوالدتها، وتقديم الحماية العاجلة بأسرع وقت ممكن؛ إذ إن الهيئة أنهت ما يتعلق بالأم والطفلة من إجراءات إدارية تختص بالحالة.
وتتابع الهيئة باهتمام قيام اللجنة المعنية بالمنطقة بإجراءات التدخل لتقديم الحماية العاجلة، وتسليم الطفلة على ضوء توجيهات أمير المنطقة للجنة الحماية.
ونشرت "سبق" تأكيد مديرة الابتدائية ال23 بخميس شيط مريم جابر صحة الرسالة التي نُشرت أمس على نطاق واسع على مستوى السعودية، الخاصة بإنقاذ طالبة تدرس بالصف الخامس الابتدائي، بعدما تعرضت لعنف أسري على يد زوجة والدها (عربية الجنسية).
ولاحظت المعلمات والمرشدة أن الطالبة كانت تحضر إلى المدرسة وعلامات تعرضها لضرب مبرح بادية عليها، وعند سؤالها تلتزم الصمت، بينما تقول زوجة والد الطالبة إن إخوانها هم الذين يضربونها. وحضرت الطالبة في إحدى المرات إلى المدرسة وعلى جسدها علامات حروق، وذكرت أن الشاي انسكب عليها.
وقالت المعلمات: "عندما تواصلنا مع زوجة الأب كانت تقول حججاً أخرى، بينما يقول والدها إن ابنته سقطت على الجمر، وهذا ما عزز الشك لدينا، وأصبحنا متأكدات أن الطالبة تتعرض فعلاً لعنف جسدي، خاصة أن ظهور الحروق على جسدها تكرر".
وأضفن: "أبلغنا الجهات المعنية، ووصلت القضية لهيئة حقوق الإنسان، وحضرت لجنة إلى المدرسة، وحققت مع زوجة الأب التي كانت تعنف الطفلة، وأخذوا أقوال الطالبة التي اعترفت بأن زوجة والدها كانت تعنفها".
وتابعت المعلمات: "حرصنا على التوصل إلى والدة الطالبة وتفاهمنا مع خالها لإنقاذها، بعد تسجيل أقوال زوجة والدها في محاضر رسمية".
وانتشرت رسالة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة "واتساب"، تشير إلى ضرورة إنقاذ الطفلة التي تدرس في الصف الخامس الابتدائي؛ لأنها تتعرض لعنف على يد زوجة والدها الوافدة.