تتجمل بأجمل الزينات وتتحلى بأبهى الحلي حتى تغدو حلوة نضرة تأخذ بالأبصار قبل البصر يفتتن بها الخلائق يخوضون في غمراتها ويتيهون في فضائها اللا واسع، يعيشون المتعة المزيفة والبهرجة المتلونة وفي غمرة الملذات وذروة الملهيات ترمي بسهم كالشرر فتخطف واسطة العقد وتفجعنا بخطف عزيز، تفجعنا بقطف ثمرة من ثمرات الحياة ثمرة من ثمرات القلوب أينعت وازدهرت وبدت تغمر من حولها بروائح الجنان، تخطف الأحبة على حين غرة تخطفهم بعدما أدمنا الاستئناس بهم وبحديثهم تخطفهم دون سابق إنذار. أيامًا عديدة جعلتنا نعيش العَبرة والعِبرة نتجرع شيئاً من كأس المرارة.. نعم نعيش لحظات الآخرة والتي طالما غفلنا عنها ترتسم على وجوهنا لمحة الحزن التي ترتسم وجوه المؤمنين الذين يحملون الهم والحزن ويعتصرون الألم رجاء وخوفاً من الله وليت أن ذلك الاحساس وتلك المشاعر تدومان حتى ننقلب الى ربنا مفلحين قد استوجبنا الغفران. إلا أنها ماكرة خادعة سرعان ما تعود تلك المطلقة بالثلاثة بعنوان جديد وزخرف جديد وشكل جديد ولا تجد منا أدنى مقاومة كيف نسينا أم تناسينا ما فعلته بنا بالأمس القريب ذلك الأمس الذي بتناه ودموعنا قد أغرقت وسائدنا كيف نسينا ذلك الأمس الذي رحل عنا فيه عزيز غال على قلوبنا وأصبحنا مكلومين فاقدين كيف تستطيعين أيتها الدنيا أن تقومي بهذا العمل على علم ومعرفة منا كيف ننسى كيف نغفل كيف نجهل ونتجاهل كيف وكيف وكيف...!! كم في القلب من أسى كم في القلب من حزن عميق كم في القلب من ألم يعتصر كم شغلت فكرنا كم أذهبت عقولنا كم بددت أحلامنا كم وكم وكم ماذا أقول الكلمات تنساب ولا تنقطع، الدرس قاس والجرح غائر ترى هل من صحوة ؟ أم إن عادت عدنا ولها في القلب مكان نتقلب بين أحضانها تارة وتعصف بنا أمواجا أخرى تبتسم ابتسامة الحيلة والمكر تارة وتكشرعن أنيابها ووجهها الخفي أخرى تقلبنا كيفما تشاء ونحن خاضعين خانعين.