وكان للزمن بين طيات التجاعيد في وجنتيهما موعد .. يتحدثن وكأنهن يرسمن خريطة للزمن ..ذاك الذي نحت أثاره على ملامحهما ! كلتاهما تعاني .. كلتاهما ترتطم في صخور الامس والألم يرافقها.. كلتاهما تتشهد بين الكلمة والأخرى ( سبحان من ملأ القلوب بالأمل ) في مناظرة حول الوجع اجتمعتا.. تنسج كل واحدة من شكواها قصيدة .. تشجي بها اسماع الحاضرات ..! فتعلو التمتمات .. الله يشفيكِ .. سلامات ياخالة .. ماتشوفي شر يا عمّة ... الخ .. ثرثرة تجاعيد في عيادة الحياة ترسم على وجه الزمن أمل و حياة و غدٍ يحمل الأحلام على كف تفاؤل .. بين اهة و اهزوجة سعادة .. ثرثرة نسوة .. و هرج رجال و أرقام تتوالى بين حين وآخر تخبر بتقدم احدهم ل مصير محتوم بين يدي من كان السبب للشفاء بعد الله ..! العيادة عالم صغير .. حياة استثنائية .. نعيش فيها فرح وحزن وألم و أمل و صرخة طفل وضحكة براءة و سعال شايب و تسبيحة عجوز وعيون ترمق بعين الرضا نظرة رجاء ..! بين الإنتظار و ضجة المرضى والزوار .. أتأمل في صمت .. كيف هو حال الإنسان بعد مضي العمر .. وحتى في عز شبابه وطفولته .. المرض لا يعترف بالعمر .. و الإبتلاء اما نعمة أو نقمة .. و كلٌ حسب مساحة الصبر في قلبه ...!! وَ .. يأتي دور احدهن .. لِ تتوالى الأدوار اما في علاج او تشخيص او موعد مع الموت لا مفر منه ..! التفت بوجهي بعيداً .. أرفع الغطاء عنه .. وَ امسك بمرآتي .. وَ ابدأ بعد تجاعيد الزمن على وجهي .. أتامل كم خط من العناء ارتسم عليه بعدما كان يجهز خلاياه لفرز عرق الفرح والسعادة ..! اتأمل وأتخيل وعيني في رحيل عبر تجاعيد العجوزتين أمامي ..! و كثير من التساؤلات تحتار في فلك خيالي ..! من سيشعر بي حين يأخذني العمر لمكان كمكانهما ..؟! ماحال الرضا حينَ عمر يرحل بنا لوطن الالم .. يلتفتان نحوي .. وكانهما شعرتا بتلك الدموع التي تختلط بحرفي .. ابتسمت لهما ثم اسدلت الغطاء على وجهي وَغرقت في بحر دموعي وكلي أمل ودعاء بحسن خاتمة ورضا الرب ..! بقلم أمل الحسن