تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (رعاه الله).. ينظم مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني يوم السبت القادم ملتقى المدربين المعتمدين لنشر ثقافة الحوار.. هذا الاهتمام الملكي يعكس لنا مدى أهمية الحوار بمفاهيمه وقيمه المتعددة في نشر مبادئ الوسطية والاعتدال والتسامح وتعزيز الوحدة الوطنية.. وبهذه المناسبة الهامة أحببت أن أدلي بدلوي بخواطر عن حالات الحوار المحتملة متمنياً أن يكون الحوار ثقافة أصيلة في مجتمعنا الفتي. - الحوار إما أن يكون مع من يجهلك مع رغبة في التعرف عليك وإما أن يكون مع من يعرفك لكنه يرفضك وبإصرار. - الحوار إما أن يكون بدافع الرغبة في التقرب إليك.. وإما أن يكون بدافع التعرف للتأليب عليك. - الحوار يمكن أن يكون وسيلة تقارب وتكامل وتعاون والتحام.. ويمكن أن يكون وسيلة تباعد وتشاحن وقطع. - الحوار يمكن أن يكون في المساحات المشتركة ومناطق التعاون ومجالات التكامل.. ويمكن أن يكون في مساحات الاختلاف ومناطق التوتر ومجالات التناقض. - الحوار يمكن أن يكون بقصد البحث عن حلول والوصول إلى خطط وأفكار مبدعة بناءة ويمكن أن يكون جدلاً عقيماً غوغائياً منفعلاً مدمراً. - الحوار يمكن أن يكون مع المقابل المواجه.. ويمكن أن يكون مع البعيد الذي لا نراه ولا نحاوره إلا من خلال وسيط. - الحوار يمكن أن يكون مع الآخر.. ويمكن أن يكون مع النفس. - الحوار يمكن أن يكون حول القيم والمفاهيم والأعراف والمذاهب والأديان.. ويمكن أن يكون عن المعاملات اليومية والعلاقات الحياتية. - الحوار يمكن أن يكون عقلياً محدد المناهج مبنياً على دراسات وأرقام وحقائق من أرض الواقع.. ويمكن أن يكون عاطفياً يقوم على ردات الفعل ومبنياً على ثارات قديمة. - الحوار يمكن أن يكون ذا اتجاه واحد من الأعلى الذي هو القوي المتحكم المؤثر إلى الأسفل الذي هو المتلقي الذي لا حيلة له ولا قوة.. وفي هذه الحالة لا يكون حواراً بل إملاء. - الحوار يمكن أن يكون ممارسة يومية ودودة.. ويمكن أن يكون ممارسة قسرية متوترة. - الحوار يمكن أن يكون بوعي واعتدال وقياس واقتناع واتفاق.. ويمكن أن يكون بجهل وتطرف ورفض واختلاف. - الحوار يمكن أن يتدرج فيبدأ بالنفس أو مع الأهل.. ويكون بدافع خلق مشتركات عامة.. أو يمكن أن يبدأ بالقضايا العظمى الكبرى التي تشاحنت عليها المجتمعات قروناً ولم تتفق عليها.. فيجهض الحوار.