** لم يعد مصطلح التطوع أو الهواة ذا قيمة وتأثير ودور في صناعة رياضة متطورة وكرة راقية ونتائج متقدمة ونحن في حقبة العولمة الرياضية والفكرية فالرياضة ليست ميدان فوز وخسارة فقط إنما ظاهرة اجتماعية حضارية تعكس مستوى التطور والرقي في المجتمعات المعاصرة التي تكرس المفهوم الحقيقي للاحتراف الشمولي وتطبيقه على جميع مكونات وفئات المنظومة الرياضية. لذلك أصبح الاحتراف كمنظومة متكاملة يعني التوافق والانسجام والتكامل.. يشكل رافدا هاما من روافد التطوير والتحديث والتقدم.. ويمثل أيضا ذروة الصناعة ومفتاح الثقافة وبوابة التجارة والاقتصاد.. وبالتالي أضحى الخوض والنقاش في الاحتراف الرياضي تحديدا.. قضية من القضايا الهامة خاصة بعد انطلاقة دوري المحترفين السعودي بنسخته الجديدة في الموسم الرياضي المنصرم بعدما شهد غياب المفهوم الحقيقي للاحتراف الشامل والمنهجية العلمية وتطبيق آلياته فضلا عن ضعف التنظيم وتحديث الأنظمة واللوائح الاحترافية بما يتماشى مع متطلبات ومكونات هذه المرحلة التي تشهد حراكا رياضيا يحتاج إلى احتراف منضبط في البناء والتأسيس لمفهوم صناعة رياضة تنتج كرة راقية ومتطورة ومؤهلة للمنافسة العالمية. ** الجزيرة استطلعت آراء نخبة من الأكاديميين والرياضيين والإعلاميين لمناقشة أوضاع اللاعب السعودي والاحتراف.. نتناولها من خلال هذا التحقيق الذي تنوعت ضيوفه إليكم حصيلة الآراء.. خطوة إيجابية * في البداية تحدث الدكتور عبدالرزاق أبو داوود رئيس النادي الأهلي سابقا قائلا: لا شك أن انطلاقة دوري المحترفين السعودي في نسخته الجديدة تعتبر خطوة إيجابية تسجل للقيادة الرياضية وأن بناء أي منظومة في أي مجال يبدأ بخطوة أولى ولا يمكن أن يكون البناء لهذه المنظومة الاحترافية الرياضية شاملا هكذا فجأة!! الأمر يتطلب الكثير من الإعداد والتخطيط والتنظيم وبناء وتأهيل الكوادر الإدارية والفنية وتحديث الأنظمة واللوائح الاحترافية الأخرى حتى تكتمل كافة جوانب احتراف كرة القدم في الوطن.. وأوضح أن الوضع يحتاج إلى كثير من الجهد والوقت والعمل والمال والرجال والفكر والدراسة واستحضار الخبرات والاستفادة عن تجاربهم وتلافي أوجه القصور مؤكدا أن كل هذه الجوانب لا يمكن أن تغيب عن المسؤولين عن الرياضة السعودية طالما أنهم بدؤوا يتخذون خطواتهم الدراسية بشكل صحيح والدوري بهيئته الحالية يحتاج بالتأكيد إلى دراسة أكثر عمقا وتفحصا. * وعن السبل أو الوسائل التي من الممكن أن ترتقي بفكر ووعي وثقافة اللاعبين المحترفين لمواكبة هذا النظام الجديد.. وقال إن مسألة تثقيف وتوعية عدد من اللاعبين يتطلب وقتا كبيرا وجهدا مضاعفا والمسألة مسألة وقت وبرامج وتخطيط وتعاون بين الأندية الرياضية والمسؤولية فيها ويعين اللاعبين والجهات الرسمية الرياضية وأضاف أن الوضع يتطلب وضع شروط مبدئية أهمها أنه لا يتم تسجيل اللاعبين المحترفين إلا من بين من استكملوا مرحلة دراسية معينة ولتفرض المرحلة الثانوية في البداية ثم بعد أربع سنوات أو خمس يتطلب الأمر أن يكون اللاعب المحترف ملتحقا بالجامعة كما هو الحال في كرة القدم الأمريكية وشدد أن الوضع قد يكون في البداية صعبا لكن مع مرور الوقت من الممكن أن تصل إلى مثل هذا النظام الذي سينعكس على ثقافة وسلوك ووعي اللاعبين ومستوياتهم واحترافهم مع تطور بقية أضلاع المنظومة الاحترافية بالشكل السليم. الاحتراف قضية هامة!! * أما الدكتور عبدالعزيز المصطفى أستاذ التطور والتعلم الحركي الرياضي بجامعة الملك فيصل فقال: إن المجتمع العربي قد تأخر في الاحتراف الرياضي كثيرا واكتمال عناصره وأصبح الخوض والنقاش في الاحتراف الرياضي قضية هامة خصوصا عندما تقارن الميزانيات الخيالية التي تصرف على الرياضة مع ميزانيات عنصر التنمية وتعتبر دول شمال إفريقيا العربية من الدول التي ساهمت في نشر ثقافة الاحتراف الرياضي على مستوى العالم العربي إلا أن السعودية ودول الخليج العربي ساهموا مساهمة إيجابية في تقييم وتطوير الاحتراف الرياضي.. وأضاف البروفيسور المصطفى أن تطبيق دوري المحترفين السعودي هذا العام لا شك خطوة رائعة لكن أرى ضرورة اكتمال عناصر الاحتراف من إداريين وحكام حتى تحقق الأهداف المنشودة في ظل الاحتراف الجزئي.. وأكد أن رعاية الشباب نجحت هذا العام في الاستثمار في المجال الرياضي وأساليب ورعاية وتسويق الأنشطة الرياضية بدأ مثالا باستثمار حقوق الدعاية والإعلان والبث التلفزيوني والأحداث الرياضية تجاريا وأخيرا توقيع عقد شراكة مع شركة (زين) للاتصالات بمبلغ 300 مليون ريال مؤكدا أن هذا التوجه الاستثماري يعد أحد أركان التقدم الرياضي وبالتالي لا بد من تطبيق الاحتراف لكل أضلاع المنظومة الرياضية السعودية. * وعن سبل تطوير وتنمية فكر ووعي اللاعب المحترف قال أعتقد أن ذلك يتطلب من الأندية أن تسعى إلى تنظيم الورش التدريبية والندوات والمحاضرات التثقيفية التي تهم اللاعب والتي من أهمها النظر إلى حرفته الكروية على أنها مصدر رزقه وبالتالي العمل الجاد للمحافظة على مستوى هذا الدخل.. وشدد قائلا يجب أن يدرك اللاعب المحترف أن الوعي والثقافة والسلوك الرياضي والإحساس بالمسؤولية عوامل هامة تؤدي إلى الإبداع والتميز وتعزز من نجاحه داخل وخارج الميدان الرياضي. شمولية الاحتراف * في حين يؤكد الدكتور عثمان عبده هاشم رئيس تحرير صحيفة عكاظ سابقا أن السائد في معظم الدول التي تملك الإمكانات أن يكون الاحتراف شاملا كل مكونات المنظومة الرياضية من اللاعبين والإداريين واللجان وليس بالضرورة كل العاملين في المجال الرياضي والأهم أن يكون احتراف اللاعبين كاملا بمعنى أن يداوم اللاعبون في النادي من الصباح حتى ما بعد الظهر ثم يعودون في المساء مرة أخرى حيث يقضون الفترة الصباحية في تمارين التقوية والسباحة، الحديد.. إلخ إضافة إلى بعض التمارين الرياضية والتزود ببعض الدروس العملية والثقافية والدورات المناسبة.. وزاد قائلا كنت ضمن وفد رياضي كبير من مختلف دول العالم قمنا بزيارة رياضية لبعض الأندية الأوروبية وتحديدا إلى هولندا وبلجيكا والوقوف على مدى استعداد الدولتين لتنظيم بطولة كأس أوروبا عام 2000م فكانت فرصة مناسبة لمشاهدة أندية عريقة مثل إياكس وأيندهوفن وغيرهم للوقوف على معرفة مفهوم الاحتراف الشامل وتطبيق آلياته وكذلك الأكاديميات وطرق عملها وكيف أن اللاعبين المحترفين ينشغلون بدورات صباحية خاصة في تعليم اللغات والكمبيوتر وفي المساء يعودون لمزاولة التدريبات ولهذا تصبح لياقة اللاعب البدنية والفكرية عالية.. وتمنى د. هاشم أن تطبق الأندية الاحتراف الصحيح وتفرضه على جميع اللاعبين الانضباط والتفرغ التام لأنديتهم كي يمكن تأهيلهم بدنيا وفنيا وثقافيا والقضاء على السهر والممارسات الخاطئة التي يمارسها البعض وشدد أن على الأندية أن تزيد من حصيلة اللاعب التعليمية من خلال إخضاعه في الفترة الصباحية لحصص دراسية ودورات تثقيفية مختلفة لتنمية فكرهم والعمل على رفع مستوى الوعي والسلوك وتعزيز ثقافته من أجل العلم والمعرفة فقط وليس من أجل نيل الشهادات.. التفرغ مطلب * كما تحدث الناقد الرياضي والكاتب المعروف الأستاذ عبدالله العجلان قائلا: إن الاحتراف بكل مكوناته والمنتمين إليه من لجان وإدارات أندية وحتى الهيئة نفسها يدار للأسف بكوادر تعمل في هذا المجال من باب الهواية أو التطوع لأسباب عاطفية لا غير وهنا نجد أن يحدث العكس والأغرب من ذلك أن الاحتراف بدأ قبل 16 عاما أي أنه تجاوز مراحل التأسيس وبات الوقت مناسبا للخروج من هذه التجربة بنظام احتراف متكامل يشمل كافة الأطراف المرتبطة به وأن يكون التفرع الإداري شرطا أساسيا للعمل في اتحاد الكرة واللجان التابعة له وهيئة المحترفين وكذلك الأندية المشاركة في دوري المحترفين إضافة إلى ضرورة أن يكون تشكيل الاتحاد واللجان وإدارات الأندية عن طريق الانتخابات لضمان وجود عقول خبيرة ومؤهلة وقادرة على العمل باحترافية إضافة إلى الاستعانة بخبراء من هيئات ودول لها باع طويل في تطبيق الاحتراف. * وعن ضعف التحصيل العلمي للاعبين المحترفين وتواضع فكرهم وثقافتهم الاحترافية قال هذا أمر طبيعي في ظل غياب العلمية والمنهجية وأيضا الاحترافية لدى الأشخاص والقيادات والقطاعات التي تدير وتشرف على هؤلاء المحترفين بمعنى أن الأجواء والقرارات واللوائح والممارسات المنتجة للاحتراف هي أصلا تفتقد الفكر والوعي والرقي وبالتالي لا بد أن تعكس هذا على اللاعب المحترف وزاد أعطيك مثالا على ذلك لاعب يتمادى في تهوره وأخطائه ومخاشناته وفي كل مرة يعاقب يحظى بعفو عن نصف المدة وآخر يتلفظ بعبارات نابية وجارحة ضد الحكام واللجان واللاعبين وغيرهم ولا تصدر ضده أية عقوبة فهل تتوقع منه أن يكف هذا أو ذاك عن تصرفاتهما. لماذا نطالب المحترف بأن يكون لديه الفكر والثقافة والاحترام في الوقت الذي يغيب فيه مبدأ الثواب والعقاب يتساوى النجم المحترف الخلوق المثقف مع محترف آخر ثقافته معدومة وتعليمه متدن ويمارس الإيذاء والعنف وقلة الأدب، لذلك أرى أن الوضع يحتاج إلى إعادة صياغة جميع لوائح وأنظمة وطريقة إدارة الاحتراف لتتماشى مع ما هو معمول عالميا وساعتها سيكون لدينا احتراف قوي ومنضبط وحقيقي يشمل الإداري واللاعب والمدرب والحكام وبالتالي ينتج كرة قدم راقية ومتطورة. البداية مرضية * الأستاذ سليمان العساف نائب رئيس القسم الرياضي بالزميلة الرياض أدلى بدلوه في هذا الموضوع وقال: دوري المحترفين السعودي كبداية يعتبر جيدا إذ لا يمكن أن نصل لدرجة الكمال والرضا في عامه الأول صحيح هناك أخطاء ونواقص اعتبرها إفرازا طبيعيا جدا لحداثة النظام بهيئته الحالية لكن المسؤولين في اتحاد القدم خاصة والعاملين بالاتحاد أدركوا أخطاء الموسم الأول ووضعوا الإستراتيجية المناسبة والخطط اللازمة لتدارك هذه الأخطاء والسير بالدوري موسما بعد موسم حتى يصل إلى درجة النجاح.. وأضاف أن الاحتراف الجزئي المقتصر على فئة اللاعبين يفترض إعادة النظر فيه وذلك بتطبيق الاحتراف الشامل لكل أضلاع المنظومة الاحترافية من إداريين ولجان لأن الاحتراف المتكامل يعزز من نجاح العمل الرياضي والإنتاج الأفضل كما هو معمول في الدول المتقدمة رياضيا. * وحول ضعف ثقافة معظم اللاعبين المحترفين وتواضع تحصيلهم العلمي قال إن قضية ضعف التحصيل العلمي للرياضي السعودي لا تمثل مشكلة نعاني منها نحن في المملكة إنما في كل دول العالم لأن كرة القدم موهبة واستشهد بالنجوم العالميين والأفارقة خاصة وهم مبدعون كرويا رغم ضعف تحصيلهم العلمي وأكد أن التعليم والفكر والثقافة مطلب للرياضي لكنها في كرة القدم لا تقف عثرة أمام الإبداع وشدد أن العلاج يمكن في تكثيف الدورات التثقيفية والتوعوية للاعب المحترف وكيفية استيعاب دوره وانضباطه ومحافظته على نفسه وصحته من خلال الالتزام بنظام غذائي صحي والنوم مبكرا وترك السهر والمؤثرات السلبية التي تسهم في تدمير مستقبل اللاعب وأكد أن المسؤولية تقع على الأندية بدرجة كبيرة أولا. ثقافة متدنية!! * الخبير الرياضي المعروف الأستاذ غازي كيال أشار أن اللاعب المحترف السعودي دخل بوابة الاحتراف وهو مع الأسف غير مهيأ للتعامل مع متطلبات ومكونات الاحتراف بمفهومه الشامل لأن النظام يدار بعقلية هاوية أو من باب التطوع لأسباب عاطفية في الوقت الذي يفترض فيه وجود عقول متخصصة محترفة تدير النظام الاحترافي على صعيد الأندية وحتى اللجان العاملة في الاتحاد.. وأكد خبير التحكيم أن الدوري الاحترافي السعودي متوفر لديه كل مقومات التطور وبنسبة كبيرة متى ما توفرت العقول الاحترافية التي تستطيع التعامل مع نظام بكل فكر أو منهجية ونضج ساعتها فستشاهد إيقاع العمل الاحترافي في الأندية يسير إلى أفق التطور والرقي المنشود. * وحول ثقافة اللاعب الاحترافية قال إن ثقافته للأسف متدنية لأن همه الاحترافي يدور في فلك المال والكرة فقط وقليل منهم من يملك الفكر والعلم والثقافة الاحترافية وأعتقد أن الأندية يفترض أن تكرس الأنشطة الثقافية لصالح البناء الاحترافي للاعبين وتنمية وعيهم وفكرهم بما يعزز نجاحهم في الملعب إضافة إلى تنظيم الندوات والمحاضرات المختلفة وإلزام اللاعبين بالحضور سواء في النادي أو في معهد إعداد القادة وتكون هذه الدورات أو الندوات تركز على الجوانب الصحية والسلوكية والثقافية وغيرها من الندوات المختلفة التي تسهم في النهوض الفكري والثقافي للاعب. غياب شروط الكفاءة * يرى الناقد الرياضي المخضرم الأستاذ محمد صالح الدويش أن الاحتراف لدينا رغم مرور أكثر من 17 عاما على تطبيقه لا يزال غير مكتمل الأركان فممارسة قواعد الاحتراف - كما يطبقها من سبقونا - لا نطبقه لدينا سوى في مجالين أولهما عقود اللاعبين والأخرى عقود المدربين باعتبار أن عملهم يدخل في إطار ممارسة مهنة التدريب كحرفة ومصدر للدخل. وأضاف قائلا إن الاحتراف بمعناه الشامل هو منظومة متكاملة وإذا تأخر جانب من جوانبها عن التطوير والتحديث تداعت له الجوانب الأخرى بالتأخر والتخلف.. وإذا كان الاتحاد الآسيوية قد اتجه إلى استكمال بعض جوانب احتراف كرة القدم بإلزام الأندية تعيين مديرين إداريين فإنه لا يكفي لتحقيق الأهداف المرجوة من هذا القرار إلحاق إداري يتولى شؤون المحترفين بل إنه من الضروري في هذا المجال توفر شروط الكفاءة الإدارية من خلال الدراسة الأكاديمية والخبرات العملية في من يتولى هذا المنصب والتفرغ لمسؤولياته طوال الوقت. وفي المقابل يؤمن حاضره براتب مناسب كما يضمن مستقبله بمكافأة أو تعويض إذا ما تم عزله وما أكثر العزل وتغيير الأجهزة عند تعثر.. وأكد أن الأمر لا يختلف بالنسبة لأعضاء لجان كرة القدم بالأندية والاتحاد مشيرا أن كثيرا من التقصير لا يجد له مبررا سوى حجة العمل (التطوعي) وفي عالم أصبحت فيه لعبة كرة القدم صناعة متكاملة لها مدخلاتها ومخرجاتها لم يعد العمل التطوعي يجدي نفعا أمام متطلبات الشفافية والمسؤولية. وأوضح أنه من الطبيعي في عالم تزيد فيه المعارف ويتسارع فيه انتقال الأفكار والثقافات فإن تطبيق الاحتراف الحقيقي يتطلب قدرا من الثقافة الاحترافية في الممارسة والإدارة ومن ثم لم تعد تكفي مهارات أقدام اللاعبين إذا لم يصاحبها من مهارات في الفكر والتطبيق والثقافة والسلوك وأقل المتطلبات وأدناها في هذا المقام قدرا من التأهيل العلمي لا يقل عن الثانوية العامة لدى اللاعبين لأن التعليم عنصر بارز وفاعل في البناء الفكري والثقافي للاعب وتشكيل وعيه وانضباطه الاحترافي. الدوري أعرج!!1 * ويلتقط الدكتور صالح الحمادي مدير الشؤون المحلية بصحيفة الوطن خيط الحديث عن الموضوع قائلا: دوري المحترفين لدينا أعرج ما دام يقتصر على فئة اللاعبين فقط وإذا أردنا دوريا مثاليا فعلينا معرفة واقع الاحتراف في الدول الأوروبية المتطورة ومن ثم رسم خطوات منظومة العمل بشكل شامل.. والاحتراف لدينا بدأ قبل سنوات قليلة وتحتاج لعدة سنوات كي نطبق الاحتراف الشامل بمعناه الحقيقي خاصة في ظل التوجه للرساميل التي تثري الساحة الرياضية ويعد محاصرة الاتحاد الآسيوي للدول الراغبة الدخول إلى دوري المحترفين الآسيوي بضوابط دقيقة ومتطورة.. وأضاف من حسن الحظ أن مقومات الدوري الاحترافي متوفرة لدينا بنسبة كبيرة لذا كانت السعودية ضمن أفضل سبع دول آسيوية قادرة على تنظيم دوري المحترفين بمواصفاته الجديدة.. وأكد أن مؤتمر الأمير نواف بن فيصل الذي عقد خلال استضافة المملكة لنهائيات كأس آسيا للشباب في الدمام زاد من مساحة التفاؤل والمرحلة المقبلة حيث الجوائز التحضيرية الكبيرة والبرامج التدريبية للكوادر السعودية في أوروبا وبهذه الخطوات المتسارعة وضعت القيادة الرياضية اللبنة الأولى في طريق بناء الهرم الرياضي الاحترافي المثالي. وشدد أن السعودية ستكون ضمن أفضل (20) دوريا في العالم خلال السنوات المقبلة وهي تمضي نحو مجد كروي وفق أسس علمية متطورة. وعن وسائل تطوير ثقافة اللاعب الاحترافية قال يجب الاعتراف أن ثقافة اللاعب السعودي متدنية للغاية وأن فكره الاحترافي يدور في جانب المال والكرة وقليل منهم ينمي ثقافته الرياضية وثقافته الأدبية وأوضح أن الأندية مطالبة بتكريس الجهد التثقيفي لرفع اللاعبين لمرحلة الاحتراف الشامل في الغذاء والنوم والأداء الفني والبعيد عن الأخطاء الفنية والسلوكية مشيرا أن إنشاء أكاديميات رياضية في كل مدن المملكة ستنتج لاعبين قادرين على استيعاب الاحتراف ومواكبة التطورات الرياضية والفكرية وتقديم نماذج سعودية تجعل الجميع يتفاءل بالمرحلة المقبلة. الخصخصة ستقضي على المشكلة!! * أما الأستاذ مزيد السبيعي عضو الشرف بنادي الشباب والإعلامي المعروف فيؤكد أن الاحتراف يفترض أن يكون شاملا لكل المنظومة الرياضية أما بوصفه الحالي المقتصر على فئة اللاعبين دون الإداريين فلن يجدي ولن يحقق تطلعات الجميع في ظل السباق المحموم عالميا مشيرا أنه أي خلل في أي ضلع سيؤثر على هذه المنظومة مستشهدا بالشكاوى المتراكمة محليا وحتى داخل أروقة الاتحاد الدولي لكرة القدم.. وشدد أن الخصخصة هي الحل الأمثل لوجود احتراف حقيقي متكامل مؤكدا أن هذا المشروع العملاق سيدخل الرياضة السعودية في تحد قوي بين الشركات الطامحة للربح والتطور.. وحول تواضع ثقافة اللاعب السعودي الاحترافية.. قال لدينا لاعبون موهوبون ومبدعون دون أن يكون هناك توافق مع الفكر والثقافة والوعي الاحترافي والدليل ما نتابع من قرارات تصدر من لجنة الانضباط مرارا وتكرارا وقبل أن نلوم اللاعبين علينا التوقف عند دور الإعلام وقبله لجنة الاحتراف ماذا قدما أو بشكل احترافي في غرس مبادئ وقيم الاحتراف بوقت مبكر قبل أن تزج باللاعب في دائرة الاحتراف بشكل مفاجئ دون مقومات أو لياقة فكرية وثقافية. تجربة حديثة! * ويقول الحارس الدولي سابقا الأستاذ عبدالله آل الشيخ إن تجربة المجتمع السعودي الرياضي مع الاحتراف تعتبر قصيرة في عمرها مقارنة بأعمار المجتمعات المتقدمة التي خاضت هذه التجربة سواء في أوروبا أو أمريكا الجنوبية لذا لا بد أن تظهر هناك بعض الأخطاء والتقصير وأضاف أن القيادة الرياضية حريصة على بناء منظومة رياضية احترافية وفق أسس ومعايير علمية ورؤية احترافية تقود الكرة السعودية إلى بوابة التطور والوهج الرياضي وشدد أن الوضع يحتاج إلى الكثير من الوقت والعمل حتى نصل بمنظومة العمل الرياضي إلى أعلى المستويات وإلى مزيد من الدراسة العلمية ومع مرور الوقت ستكون للرياضة السعودية انضباط احتراف على صعيد الأندية.. وأكد على ضرورة تطبيق الاحتراف الشامل على الإدارتين واللجان والحكام لترسيخ المفهوم الحقيقي للاحتراف الرياضي والنهوض بالقالب الاحترافي كما هو معمول في الدول الأخرى المتطورة كرويا. وحول التحصيل العلمي للاعب المحترف قال يمكن الارتقاء بثقافته ووعيه وسلوكه من خلال مواصلة التعليم أو تأهيله من خلال الدورات المختلفة أو الندوات العلمية التي تنظم في أروقة الأندية أو في معهد إعداد القادة مؤكدا أن هناك علاقة بين ثقافة اللاعب ووعيه وبين أدائه في الملعب وهنا المسؤولية تقع على كاهل الأندية أولا. الاحتراف الجزئي لا يفي * أما الإعلامي والكاتب الرياضي الأستاذ صالح الورثان نوّه قائلا: إن تطبيق دوري المحترفين السعودي بهيئته الجديدة لا شك خطوة إيجابية حقا لكن هناك ما يعزز إيجابيتها أو ما قد يكون العامل الرئيس في إعاقة توجه بهذه المستوى الاحترافي وعلى ذلك الأساس فإن تطبيق احتراف جزئي يقضي على مستوى المخرجات والنتائج إلى عمل (مشلول) وإذا كنا نتحدث عن رؤية احترافية سليمة فلا بد من تبني الأسس لإطلاق عمل احترافي منضبط طبقا للمنظومة العلمية المتكاملة في التأسيس والبناء لمفهوم صناعة رياضة وإلا فإن النتائج ستكون مخالفة لمستوى الطموح فالطموح شيء والعمل الاحترافي (علميا) شيء آخر وأضاف أن معظم اللاعبين ينصف وهذه حقيقة لابد من مواجهتها في خانة (الأمية) ولا أريد القول بأن الكثير من النجوم جهلة وأعني الجهل المقابل للعلم أما ذلك الجهل فيعود إلى تعلق العاشقين للرياضة باللعب دون الاكتراث بجوانب التحصيل العلمي.. وعن الحلول قال تبدأ من اهتمام اللاعب بالتحصيل العلمي فطرق العلم الآن تطورت واختلفت عن طرق التلقين التي تسبب في كره الشباب للدراسة وحاليا تعيش عصر العولمة العلمية بوجود نظام التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد وأعتقد أن هذا النظام يناسب نجوم الملاعب ولا يحتاج إلى تفرغ كامل أو ملازمة لمقاعد الدراسة وهو نظام يعتمد على الدراسة الذاتية والبحثية بأساليب أكاديمية ناجعة ومن يريد أن يتعلم ويتثقف في مكانه فعل ذلك دون التقيد بالنظم العقيمة والقديمة في تحصيل العلم وبالذات في المجتمعات العربية. السكرتير فقط!! * وينطلق الزميل الأستاذ عبدالمحسن الجحلان المحرر بصحيفة الرياضية من زاوية أخرى قائلا: إن منظومة الاحتراف بمعناها الدقيقة غير متوافرة في دهاليز الأندية الرياضية والذي نشاهده أن إيقاع العمل بالأندية منقسم إلى شقين هناك إداريون غير متفرغين بمعنى أنهم يعملون متطوعين باستثناء سكرتير النادي وهو في العادة غير السعودي أما البقية فهم يأتون للعمل من باب العشق لهذا النادي أحيانا وأحيانا أخرى يكسب موردا إضافيا وفي الاتجاه الآخر وتحديدا بالنسبة لصعيد اللاعبين هناك لاعبون تبرم معهم العقود الاحترافية وثلة ما زالوا هواة وزاد قائلا إن الجميع يؤدي نفس المهمة ولا شك أن تلك الاختلافات تحدث ربكة في صيغة العمل الذي يدار بعقلية هواة وأعتقد أن تفريغ الإداريين بمعنى يكون متفرغين (محترفين) في الأندية يحتاج إلى عمل جبار لكي يكمل منظومة هذا العمل فخصخصة الأندية هو السبيل الوحيد بأن نرى الطاقم الذي يعمل جميعهم متفرغين فضلا عن الاستعانة بالخبراء والمتخصصين الذين يمنحون العمل الرياضي الصبغة الاحترافية. وعن أهم الوسائل التي تسهم في تعزيز ثقافة اللاعب الاحترافية قال لا شك أن التحصيل العلمي يسهم في رفع الفكر والثقافة والأهم من ذلك إدخال اللاعبين في دورات متقدمة تقام في معهد إعداد القادة إلى جانب الدورات التي تقام في الأندية والمحاضرات المختلفة وتكون هذه المحاضرات والندوات في العادة تميل إلى الجوانب السلوكية والاجتماعية والرياضية والصحية وطريقة التفكير والتفاعل الجيد مع الظروف وغيرها من الدورات المختلفة التي تلعب دورا بارزا في الارتقاء بمستوى تفكير ووعي وثقافة اللاعب السعودي. ضعف التأهيل * ويعترف الإعلامي في القناة الإخبارية الأستاذ عبدالرحمن الحسين أن الاحتراف لم يعد صناعة مجردة بل هو ذروة الصناعة لذلك الدوري السعودي في هيئته الحالية ما هو إلا احتراف (اسمي) وليس احترافا (فعليا) هناك متطلبات للمنظومة الاحترافية التي تدير العملية الرياضية وتضمن حقوق اللاعب والواجبات عليه ما زالت بعيدة عن التطبيق هناك خلل في بعض النصوص التي تدير عملية الاحتراف إضافة إلى مشكلة عدم وجود الكوادر المؤهلة لقيادة اللجان الرياضية العليا.. وأضاف حتى نضمن جودة وصول المنتج الاحترافي لا بد من تأهيل بقية أضلاع الاحتراف وهم الإداريون والعاملون في لجان النادي المختلفة وذلك حتى يسير رتم العمل بشكل متنافس وليس ذلك خيارا بل ضرورة ملحة لا بد من التفرغ حتى تتفاعل مع هذا النظام بشكل سليم. * وأكد الحسين أن إدارات الأندية أنانية تدار بعقليات (تعلّم) كيف تركل الكرة فقط.. لا أعرف ناديا سعوديا قام بإيفاد لاعبيه أو منسوبيه للالتحاق بدورة علمية أو ندوة رياضية لتأهيلهم فكريا.. فقط كل هم الإدارة هو جسد هذا اللاعب وآخر اعتباراتها هو فكره أو تثقيفه وشدد أنه لا بد من وضع روزنامة شروط تضمن ترقي اللاعب في مرتبة الاحترافية بناديه صحيا يتجاوز اللاعب عددا معينا من النقاط بحضوره دورات علمية وثقافية محددة في علم الاحتراف الرياضي.