ما أجمل هذه الصفة! وما أنبل من يتحلى بها! حقيقة قد اصبحت هذه الصفة نادرة في زمننا هذا وذلك نظرا لتطور الركب الحضاري ونظراً لأنه اصبح زمن ماديات ومصالح وبالتالي بدأت هذه الصفة تتلاشى شيئا فشيئا حتى بدأت تندثر وأنا لا أُعمم حديثي هذا على جميع البشر بل هناك اناسٌ يحفظون لك الجميل ويكنون لك كل حُبٍ وتقدير وبالتالي تجدهم يقابلونك بالبشاشة وحسن الاستقبال عكس أناس آخرين ينكرونك بمجرد انتهاء مصالحهم الدنيوية وبالتالي تجدهم وكأنهم لم يعرفوك من قبل فتجدهم دائما يقابلونك بوجه عابس كالح رافعين انوفهم إلى السماء ولسان حال أحدهم يقول مين قدي أو يا أرض انهدي ما عليك قدي ناسين ومتجاهلين بذلك قول الرسول عليه الصلاة والسلام رحم الله امرأ عرف قدر نفسه . وأنا في حديثي هذا اوجه كلامي للانسان المتعلم المثقف الواعي المدرك لجميع الامور فعلى هذا المتعلم ان يتحلى بأخلاق تليق بمكانته في المجتمع، إذن فعليه ان يدع الاغترار بنفسه ويدع الغرور والتكبر جانبا ويتحلى بتلك الصفة الجميلة ألا وهي التواضع فقد حثنا عليها الرسول عليه الصلاة والسلام ونهى عن التكبر لأن التكبر صفة رذيلة تدعو إلى الجفاء والعداوة والبغضاء ولقد قال عنها الرسول عليه الصلاة والسلام لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر اما صفة التواضع فهي ترفع من شأن صاحبها وتُعلي من مكانته بين الناس. فمن تواضع لله رفعه,, وقد صدق الشاعر حين قال: إن شئت أن تزداد قدراً ورفعه فلن وتواضع واترك الكبر العجبا وأيضاً قوله ممتدحاً مكارم الأخلاق: إن المكارم أبواب مطهرة فالعقل اولها والدين ثانيها والعلم ثالثها والحلم رابعها والجود خامسها والصدق ساديها والبر سابعها والصبر ثامنها والشكر تاسعها واللين عاشيها فاحترام الفرد ينتج اساسا مما يتحلى به من اخلاق كريمة وسجايا نبيلة ولذلك حث الدين الاسلامي على التمسك بالاخلاق الكريمة فقد وصف الله نبيه الكريم لجمال أخلاقه ومنبع اصالته بقوله تعالى: وإنك لعلى خلقٍ عظيم وهذه دلالة على اهمية الاخلاق وأروع هذه الأخلاق هو صفة التواضع فما زاد الله عبداً تواضعاً إلا رفعه, فما أحلى من البساطة والبشاشة وعدم التكلف والتصنع والنفاق المزيف, فهذا شاعر يصف البر قائلاً: أبني إن البر شيءٌ هين وجهٌ طليق وكلامٌ لين وأخيراً أطلب من كل من يقرأ هذه المقالة أن يدع الغرور والتكبر وأن يتحرر من الصفات الغربية والأفكار الهدامة ويبتعد عن التقليد الأعمى الذي اصبح هدف المستشرقين وأعداء الاسلام للدخول إلى قلب كل مسلم والعمل على اضعاف الوازع الديني عنده ولكن,, هيهات هيهات مافاز باطلٌ بطائل هذه العبارة أقولها لكل مستشرق يريد هدم الدين الاسلامي بأخلاقهم الفاسدة واحتقارهم للانسانية وأفكارهم الدنيئة وأقول دعوا ما فات وابدأوا بالتحلي بالأخلاق الكريمة متخذين الرسول عليه الصلاة والسلام قدوة لنا بتواضعه وأخلاقه الجمة لتكسبوا بذلك محبة ورضا الله سبحانه وتعالى ثم محبة الناس ولكم مني هذه الأبيات: تواضع تكن كنجم لاح لناظرٍ على صفحات الماء وهو رفيع ولا تكن كدخان يعلو بنفسه في طبقات الجو وهو وضيع منيرة عبيد التميمي حائل