الغرور هو الخداع للنفس وسكونها إلى ميل الطبع وموافقة الهوى، وهو افتتاح واتباع الشيطان، ويعتبر الغرور نوعاً من الجهل والحنق، إلا أنه قد يصيب بعض أهل العلم أنفسهم، لا سيما إذا كان ذا علم ناقص، فالمغرورون بما يعرفون أو بما يتصورون معرفته ويتفلسفون بميلهم للسخافات والبدع والانحراف واتباع الآراء والأهواء، وقد يؤدي الغرور الى العجب والكبر، فالعجب هو استعظام المرء لنفسه، والكبر هو استعظام النفس مقرونة باحتقار الغير، ومن علاماته النظر شذراً، والغطرسة والتعالي والتفاخر بالكلام، أو التبختر بالمشي أو التصدير بالمجالس، وعلى كل حال فهو غرور الصدور، ويكسب غضب الغير ويورث الاحتقار والسخرية من الناس حتى تنهار معنوياتك. قال الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام"لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر"، وطُرد إبليس من الجنة لتكبره على آدم قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين. وقد عُد التواضع في أعلى مراتب الفضائل، لما فيه من الدلائل على الشهامة والمروءة، ومما يساعد على الاتصاف بالتواضع والقضاء على أسباب العجب والكبر، وتفكير المرء في النظر الى عيوب نفسه والتفكر فيمن هو أفضل منه، والتذكر بأن النعم لا تدوم والتيقن من التعذر والحصول على كل ما يتمناه المرء، والحقيقة أن المرء كلما تواضع رفعه الله، ومن فروع التواضع تجنب الرياء، وهو الاهتمام بإظهار الأعمال بقصد اطلاع النساء عليها للمباهاة وطلب المنزلة والشهرة، والمرائي من يتظاهر بالصلاة وهو ساهٍ عنها، أو من يتبع صدقته بالمن قاصداً بذلك التفاخر والتظاهر والتباهي. محمد سعيد بن صبر - أبها