لم تدم فرحتنا بعودة الثقة للحكم السعودي مع مطلع الموسم الحالي طويلاً، إذ عادت الأصوات (المشككة) مرة أخرى وبصورة أكبر، إذ تعدى الأمر انتقاد أداء الحكم أو حتى التشكيك في قدراته إلى الطعن في الذمم، وتلقي الرسائل بين شوطي المباراة! مباريات الأسابيع الأخيرة شهدت العديد من الأخطاء التحكيمية وهي أخطاء تكررت في ملاعبنا من الحكام الأجانب أيضاً، ولكن الفارق أننا افترضنا حسن النية مع الحكم الأجنبي وسوءها مع ابن الوطن. بعد نهاية مباراة الهلال والوطني خرج رئيس نادي الوطني متهماً حكم المباراة خالد الزهراني بمحاباة الهلال بعد تلقيه رسالة بين شوطي المباراة.. الطريف أن الرسالة تحولت إلى نظرة من أحد إداريي الهلال ثم إلى حديث مع الحكم مضمونه (خف علينا يا حكم) وهي الرسالة التي أدت إلى تحول في أداء الحكم الذي كان عشرة على عشرة في شوط المباراة الأول حسب رأي رئيس الوطني! ** وفي الرياض وعقب مباراة الشباب والنصر كان الهجوم الأعنف على التحكيم من الطرفين، فالشبابيون على لسان رئيسهم انتقدوا أداء الحكم خليل جلال ولكنه انتقاداً موضوعياً مؤدباً لم يسئ لشخصه أو نزاهته، وفي المقابل تعدى الحديث النصراوي حدود النقد الموضوعي إلى التشكيك في نزاهة الحكم واتهامه إتهامات خطيرة تتطلب وقفة قوية من المسئولين لوقف مثل هذه التجاوزات المرفوضة. الطريف أن الهجوم النصراوي وصل إلى حد تأييد مشرف الفريق (وبأثر رجعي) لتصريح سابق لرئيس اتحاد الكرة الإماراتي السركال تهجم فيه على جلال إثر خسارة منتخب بلاده أمام عمان في دورة الخليج الأخيرة! ** وفي مباراة قطبي بريده التعاون والرائد لم يسلم الحكم أبو زنده من الهجوم، وتعدى الأمر إلى التقليل من لجنة الحكام كما جاء على لسان إداري فريق التعاون الذي أكد أن أبو زنده لا يصلح للتحكيم أبداً ووصف المباراة بأنها أكبر منه ومن لجنة الحكام التي اختارته! تجاوزات كثيرة تعرض لها الحكام ولجنة الحكام تتطلب موقفاً حازماً من اتحاد الكرة قبل أن يستفحل الأمر وتصعب السيطرة عليه، وعندها قد لا نجد سعودياً يتجه لمجال التحكيم، وهناك الكثير من الشواهد التي تؤكّد أننا خسرنا عدداً من الحكام المميزين وكذلك استقالة أكثر من لجنة للحكام بسبب مواقف سابقة شبيهة بما حدث الأسبوع الماضي، ولعل أقربها التصريح بجهل رئيس لجنة الحكام السابقة. النقد مطلوب والتعبير عن الرأي حق مشروع للجميع ولكن يجب أن يتم ذلك في حدود احترام الآخرين ودون المساس بالجوانب الشخصية. ** في الملاعب يسعى مندوبو القنوات الفضائية - تحديداً - إلى إجراء اللقاءات مع اللاعبين والإداريين، ويحرصون كثيراً - مع الأسف - على اصطياد الأشخاص الأكثر انفعالاً بحثاً عن الإثارة حتى ولو جاءت على حساب المثل والأخلاق وحملت إساءات لآخرين، وهي إثارة ممجوجة وغير مقبولة، لأنها بالإضافة لإساءتها للأشخاص تؤدي إلى تأجيج الجماهير وزيادة احتقانهم، فلماذا لا يمنع هؤلاء المذيعون من الدخول لأرض الملعب بعد المباريات وتعويض ذلك بتنظيم مؤتمرات صحفية إلزامية لمدربي وقائدي الفريقين المتباريين بعد كل مباراة. ** منتديات الأندية (الرسمية) أصبحت ميداناً لتبادل السب والشتم بين أنصار الفرق من أبناء الوطن الواحد، كما أصبحت وسيلة للإساءة للكثير من المسئولين وبصورة تدعو للتقزز، وعلى الرغم من صدور بيان رسمي من رعاية الشباب يحدد مسئولية الأندية عن هذه المنتديات وما ينشر فيها إلا أن الأمر تطور للأسوأ لأن من أمن العقوبة أساء الأدب! فلماذا لا يحدد دور هذه المنتديات على تغطية أخبار النادي ومناقشة شئونه دون المساس أو التعرض لأي أمور أو أندية أخرى، ومراقبة المنتديات وتطبيق عقوبة الحجب أو الإيقاف لمن يتجاوز التعليمات! دراسة فرض عقوبات على الأندية التي يحدث من مسئوليها أو حتى أعضاء شرفها تجاوزات مسيئة وجارحة لمن يعمل في المجال الرياضي، فأقل واجب يفرض على رعاية الشباب كجهاز رسمي حماية العاملين في الحقل الرياضي من أية إساءات دون تفرقة. باختصار ** في مباراة الهلال والوطني اشتكى مساعد مدرب حراس الهلال من عدم السماح له ولأخصائي العلاج بالدخول لغرفة اللاعبين بين شوطي المباراة، بعد أن استبعدا من الجلوس مع احتياطي الفريق لعدم وجود اسمهما في كشف الفريق وكان حرياً بمساعد المدرب توجيه النقد لمن سمح لنفسه بالجلوس مع البدلاء على حسابهما وخاصة أخصائي العلاج الذي كان وجوده ضروريا! ** لاعب النصر النفطي قال في حديث للتلفزيون التونسي إن إداريي النصر حذّروه من الهلال ومن (هلالية) خليل جلال قبل لقائهم بالشباب! عندها عرفت السبب في توتر اللاعب بعد نيله الكرت الأحمر وانفعاله أثناء التصريح الفضائي، فالتحذير أدى إلى شحن اللاعب أثناء وبعد المباراة، كما كشف التصريح عن سوء إعداد لاعبي الفريق الأصفر للمباريات وإشغالهم الذي يؤدي إلى الشحن في لقاءات الهلال. ** رغم وضوح بيان لجنة الاحتراف بخصوص رفض توقيع هوساوي الوحدة للاتحاد، ورغم استنادها لمادة واضحة في لائحة الاحتراف إلا أن بعض الأقلام ما زالت تكتب دون أن يقرأ أصحابها اللوائح وإذا قرؤوا فهم للأسف لا يفهمون أو لا يريدون أن يفهموا!