أحدثت الصين مؤخرا إنجازا كبيرا في مجال الذكاء الاصطناعي بإطلاق تطبيق جديد يُدعى "ديب سيك"، الذي تفوق على التطبيق الأمريكي "تشات جي بي تي". تعكس ثورة "ديب سيك" استخدام تقنيات البحث العميق والذكاء الاصطناعي المتقدم لاستكشاف البيانات المعقدة وغير المباشرة. بعد إطلاقه، أصبح "ديب سيك" التطبيق الأكثر تحميلا، مما أدي إلى انخفاض أسعار أسهم شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى. يتميز التطبيق بتكلفة تطوير منخفضة، مقارنة بالمليارات التي أنفقها منافسوه. يمثل "ديب سيك" تحديا كبيرا للاعتقاد السائد بأن الولاياتالمتحدة هي الرائدة الوحيدة في هذا المجال. وقد جاء ظهوره نتيجة تعاون المطورين الصينيين في تطوير نماذج ذكاء اصطناعي تتطلب قدرات حوسبة أقل، مع أداء متميز في إنجاز مهام معقدة مثل حل المسائل الرياضية والبرمجة. وقد وُصف بأنه يمثل لحظة تاريخية مشابهة لإطلاق القمر الاصطناعي "سبوتنك" من قبل الاتحاد السوفيتي. تتضمن ميزات "ديب سيك" كفاءة الأداء وسرعة الاستجابة وقدرة فائقة على معالجة المعلومات، مما يجعله أكثر قدرة على التعامل مع الاستفسارات المعقدة. يوفر التطبيق خيارات تخصيص متعددة للمستخدمين، مما يمكّنهم من ضبط تجربة الاستخدام وفقا لاحتياجاتهم ورغباتهم، مع دقة معلوماته وموثوقيته في تقديم إجابات دقيقة ومحدثة. كما يدعم التطبيق عدة لغات، مما يجعله متاحا لمجموعة واسعة من المستخدمين حول العالم. علاوة على ذلك، يتميز "ديب سيك" بقدرات متطورة في تحليل البيانات، مما يساعده على تقديم رؤى أعمق وإجابات أكثر تفصيلاً. يتلقى التطبيق تحديثات مستمرة وميزات جديدة، مما يعزز من قدراته ويجعله يتكيف مع احتياجات المستخدمين المتغيرة. باختصار، يتميز "ديب سيك" بقدرته الفائقة على التعلم العميق، وتحليل البيانات غير المنظمة، ودقة الاستنتاجات، والتوسع التلقائي، والكفاءة في الاستكشاف والتنبؤ، بالإضافة إلى التفاعل الذكي. تسهم هذه المميزات مجتمعة في تعزيز شعبيته وجعله الخيار المفضل للعديد من المستخدمين. في هذا السياق، وبالدعم المستمر من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد حفظهما الله، تُعتبر "موهبة" إحدى المبادرات الرائدة التي أطلقتها المملكة في وقت مُبكر، والتي تتبع مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع. تهدف هذه المبادرة إلى اكتشاف وتعزيز المواهب العلمية والإبداعية، وقد حققت إنجازات بارزة على المستوى العالمي في مجالات الإبداع والابتكار. كما أسست المملكة "الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)"، التي تركز ضمن أهدافها على الأبحاث والابتكار، وتوفير الإمكانيات المتعلقة بالبيانات والقدرات الاستشرافية في قطاع البيانات والذكاء الاصطناعي. كما ساهمت جهود وزارة التعليم في تحقيق التعليم المبتكر من خلال إنشاء مناهج تشجع على التفكير النقدي والإبداع، وبرامج خاصة للمتميزين، وتنظيم مسابقات تحفز على الابتكار. تجمع هذه الجهود لتصنع بيئة محفزة على المنافسة بجدارة في عالم سريع التغير، حيث حصل عدد من السعوديين على براءات اختراع ومراتب متقدمة في مجالات متعددة مثل العلوم والرياضيات والتكنولوجيا من خلال مشاركتهم في المسابقات الدولية. يمثل هذا التقدم الذي أحرزته المملكة في مجالات الموهبة والابتكار خطوة مهمة نحو بناء مجتمع معرفي متطور، مما يضمن مستقبلاً مشرقا في الحاضر وللأجيال القادمة. كما يُبشر بمواكبة الذكاء الاصطناعي والمنافسة في هذا المجال، ويسهم في تعزيز مكانة المملكة على الساحة العالمية.