مازال التشكيك في التحكيم والحكام مستمراً، فما إن تنتهي مباراة إلا وتعلق المشانق لحكام المباراة ويصب الجميع جام غضبه على لجنة الحكام التي اختارت هذا الحكم للمباراة ولم تختر الحكم الآخر بغض النظر عن نتيجة المباراة ودور الحكم سلبًا أو إيجابًا فيما آلت إليه نتيجة المباراة، وتحت وطأة تلك الضغوط يدخل الحكم لدينا المباراة مما يجعله مهزوزًا في اتخاذ قراراته وبالتالي يزداد التحكيم سوءًا لدينا يومًا بعد آخر، بعكس ذلك عندما يكلف أحد حكامنا بإدارة إحدى المباريات الخارجية فإنه يبدع أيما إبداع لأنه يتحرر من الضغوط الآنفة الذكر لدينا وخير مثال على ذلك نجاح خليل جلال في قيادة بعض مباريات كأس العالم الأخيرة وغيره كثيرة ومما يؤسف له أن التشكيك من قبل البعض تعداه إلى الدخول في نوايا الحكام فكل يفسر نية الحكم على يريد بل إن البعض يجزم بتعمد الحكم هزيمة فريقه وسرى ذلك على الجماهير التي انساقت خلف تأجيج الشارع مما جعل بعض الجماهير ترفع المبالغ المالية في بعض المباريات إشارة إلى الرشوة أو أخذ بعض المبالغ المالية لهزيمة وهكذا تجد الحكم يدخل المباراة وهو بين سندان الجماهير ومطرقة رؤساء الأندية والضغوط الأخرى ونتيجة لتلك الأسباب يفشل الكثير من حكامنا في إدارة المباريات المحلية، بل إن البعض منهم يخطئ في أبجديات التحكيم ويقع في بعض الأخطاء التي لا يمكن أن يقع فيها بعض الحكام المبتدئين وكل ذلك بسبب ما يتعرضون له من ضغوط داخل وخارج الملعب، تلك الضغوط غير المبررة التي أفقدت التحكيم هيبته وجعلت الكثير من حكامنا البارزين يتركون مجال التحكيم وبذلك فقدنا الكثير من حكامنا المبدعين، لذا فلا بد من خطوات فعالة من قبل رأس الهرم الرياضي الأمير الشاب نواف بن فيصل وضمن الخطوات المباركة التي يقوم بها لحماية الرياضة السعودية، القيام بحماية الحكام فهم بشر والأخطاء واردة في مجال الكرة بل هي جزء من متعة كرة القدم ولا بد من فرض عقوبات مشددة على من يتعرض للحكام سواء من رؤساء الأندية أو الجماهير أو الإعلام، وذلك بعدم التطرق إلى الحديث عن الحكام بعد المباريات مباشرة وترك ذلك لمختصين يفندون الأخطاء التي يقع فيها الحكام ويقومون بالعمل على معالجتها بعيدًا عن وسائل الإعلام أو التجريح والتشكيك والنقد الذي يطال الحكام والذي يسبب الإثارة والبلبلة أحيانًا وبذلك يشكل ضغطًا قاسيًا على الحكام، ولنعمل جميعًا على تقديم الدعم والمساندة للحكام لعلنا بذلك نترك لهم مجالاً للإبداع الذي افتقدناه ردحًا من الزمن، كما أرى أن يطبق النظام بمنع دخول رؤساء الأندية وإدارييها إلى الملعب للنقاش مع الحكام واتخاذ العقوبات المشددة حيال ذلك لنمنع الكثير من المناظر السيئة لتجمهر بعض رؤساء الأندية وإدارييها حول الحكام بعد نهاية كل مباراة مما يزيد الضغوط على الحكام ويعكس بذلك صورة سيئة للرياضة السعودية أمام الجماهير المشاهدة والمتابعة لذلك. حمود دخيل العتيبي - الرياض