ألمح أربعة حكام منهم دوليون اعتزال التحكيم والاتجاه إلى مجال التقييم ومراقبة التحكيم نظير التهميش الكبير الذي يعانونه من لجنة الحكام الرئيسية في الاتحاد السعودي لكرة القدم، سواء الحالية التي يرأسها عمر المهنا أو السابقة التي كان يرأسها عبد الله الناصر. ووفقا لتقرير أعده الزميل بندر الرشود ونشرته الاقتصادية، يؤكد الرباعي أن لجنة الناصر لم تنصفهم، ولا سيما أن منهم دوليون، بإبعادهم عن المباريات الجماهيرية في دوري زين السعودي وتكليفهم بمباريات هامشية أو لا تحظى بمتابعة جماهيرية، خاصة التي لا يكلف بها حكام أجانب، إلى جانب دوري الدرجة الأولى، وتواصل الأمر مع لجنة المهنا، مؤكدين «كنا نتمنى أن يصلح الحال بعد حل اللجنة السابقة، وتعين لجنة جديدة، ولكن الأمر بقي كما هو عليه». وكشف الرباعي أن عددا من الحكام بدأ يحدث نفسه بترك التحكيم بعد الهجوم القاسي الذي تعرض له الحكم الدولي خليل جلال بعد لقاء النصر والهلال في ذهاب نصف نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين للأبطال، من قبل بعض مسؤولي الناديين وأعضاء شرفهما والتشكيك في قدرة الحكم السعودي ونزاهته رغم خروج المباراة بأخطاء أقل من تلك التي يرتكبها الحكام الأجانب، مضيفين «عدم وجود الحافز للبقاء في الاستمرار في التحكيم في ظل ذهاب المباريات التنافسية إلى الأجنبي، فضلا عن عدم توافر الحماية يدعوهم للتفكير جدياً في ترك مجال التحكيم». وسجل الرباعي ملاحظة على لجنة المهنا، عندما وضعت الصاعد صالح الهذلول حكما رابعا في لقاء النصر والهلال، مبينين «الاختيار غريب، لو أصيب جلال أو لم يستطع إكمال المباراة لأي سبب كان، كيف سيتولى حكما صاعدا المهمة، ولا سيما أن المباراة تنافسية وتحدد مصيرية، لحداثة تجربته، ولا سيما أنه لم يستطع السيطرة على الانفلات الذي حدث من الأجهزة الفنية والإدارية للفريقين، ما حدا جلال إلى إبعاد سامي الجابر مدير الكرة الهلالي قبل أن يوقع بحقه عقوبة الإيقاف أربع مباريات مع تغريمه عشرة آلاف ريال لاعتراضه على الحكم، والتلفظ عليه بألفاظ نابية». من جانبه، وعد المهنا، الرباعي وغيرهم من الحكام بأن القادم سيكون أفضل، وقال «من حق الحكام المتضايقين أو الذين ينون ترك مجال التحكيم أن يظهروا وبينوا ذلك، مشددا على أنه أتخذ سياسة بعدم الرد الإعلامي حتى لا يتم تفسير حديثه وتأويله إلى أمور أخرى. ورفض التعليق على قيادة جلال لمباراة النصر والهلال، مطالبا بالعودة إلى حديث الخبير الإنجليزي كيث ديفيد، ولا سيما أنه رجل محايد وتحدث عن المباراة والأخطاء التي حصلت فيها، مضيفا «بالنسبة لي فقط قطعت عهداً بعدم الخوض والحديث عبر الإعلام حتى لا يتم تأويل ما يتم طرحه ويفهم بطريقة خاطئة». وكان عدد من الحكام قد أعلنوا اعتزالهم مطلع الموسم الحالي بسبب بعض المضايقات التي تعرضوا لها وعدم وجود طموح الاستمرار ويبرز منهم ممدوح المرداسي، عبد الرحمن الجروان للساحة، إبراهيم النعمي، فايز الكابلي للخطوط، ولحق بهم أخيرا الدولي محمد حامد الغامدي. يذكر أن قائمة الحكام الدولية تشمل كل من خليل جلال، عبد الرحمن العمري، ظافر أبو زندة، عبد الرحمن القحطاني، خالد الزهراني، عبد الله القحطاني، ومرعي العواجي للملاعب العشبية، سعد الكثيري، مطرف القحطاني، منصور الشمري وعبد الله القبيسي للصالات، أما قائمة المساعدين فتضم عبد العزيز الكثيري، عبد العزيز الأسمري، إبراهيم الدباسي، ناصر مظفر، مؤيد الصايغ، بدر الشمراني، وعبد الله الشلوي ويشارك عديد منهم في الدورات التي تنظمها المؤسسات التجارية ودورات الأحياء والحواري بمقابل مادي لكل مباراة يقودها حكم دولي لا تتجاوز قيمته 500 ريال في ظل عدم التزامهم بقيادة مباريات رسمية.