شددت القوات الروسية في الشيشان اجراءات الامن تحسبا لهجمات محتملة امس الثلاثاء بعد ان اثارت موجة لم يسبق لها مثيل من تفجيرات القنابل بعمليات فدائية مخاوف من انتفاضة جديدة للمقاتلين الانفصاليين. واغلق الجيش ثلاث بلدات كبيرة في الشيشان اضافة إلى العاصمة جروزني امس الاول وذكرت وسائل اعلام روسية انه يجري نشر طوابير من المدرعات في مواقع خمسة انفجارات وقعت في المنطقة ليل الأحد. وقال الكرملين ان تفجير خمس شاحنات ملغومة اسفر عن مقتل 37, جنديا على الاقل وجرح 74 وذكرت مصادر روسية اخرى ارقاما اعلى قليلا لكن المقاتلين الشيشان اعطوا أرقاما بالمئات,وفجر مهاجمون انتحاريون الشاحنات المملوءة بالمتفجرات عند اهداف عسكرية روسية في بلدتي ارجون واوروس مارتان وفي ثلاثة مواقع اخرى في جوديرمس حيث اقام مسؤولون شيشانيون مؤيدون لموسكو قاعدتهم. وأغلقت القوات الروسية المواقع الثلاثة رغم ان الجيش سمح لاطقم من التلفزيون الروسي التصوير في ارجون امس الاول. وذكرت شبكة تلفزيون ان,تي,في, التجارية ان توترا شديدا ممزوجا بالشائعات يخيم على الشيشان وان المقاتلين الشيشان يخططون لبدء هجوم على جروزني على غرار الهجوم الذي شنوه في عام 1996 والذي أجبر روسيا على الانسحاب بعد حرب سابقة,وقال مولدي اودوجوف المتحدث باسم المقاتلين ان هذه الهجمات تمثل بداية لانتفاضة واسعة. هذا ومن ناحيته اعلن الرئيس الشيشاني الشرعي اصلان مسخادوف في رسالة مسجلة على شرائط فيديو وزعت اول امس ان المسؤول الاداري الجديد في الشيشان الموالي للروس أحمد قادروف هو العدو الرئيسي للشعب الشيشاني حسب ما ذكرت وكالة انباء انترفاكس. وأضاف مسخادوف الذي لا تعترف موسكو بشرعيته منذ التدخل البري الروسي في الشيشان في الاول من تشرين الاول/ اكتوبر 1999 ان الشعب الشيشاني سيكون اكثر امتنانا لمن يستطيع ابعاد (قادروف) منه لمن يمتدح الاعمال البطولية التي يقوم بها المقاتلون الشيشان في جميع الحروب منذ 400 سنة,وفي 12 حزيران/ يونيو عين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قادروف المفتي الشيشاني السابق مسؤولا اداريا في الجمهورية القوقازية. وأكد مسخادوف انه المسؤول الوحيد الذي يجب على الادارة الروسية التفاوض معه بشأن شروط انهاء الحرب وعودة السلام. ولذلك يطلب وقف الغارات الجوية والقصف المدفعي وسحب كل القوات الروسية من الشيشان ومحاكمة القادة العسكريين (الروس) الذين تولوا العمليات في الشيشان من قبل محكمة دولية. وأكد الناطق باسم الكرملين للنزاع في الشيشان سيرغي ياسترجمبسكي ان المفاوضات مع مسخادوف غير ممكنة إلا بعد استسلام ووقف مقاومة المقاتلين بحسب انترفاكس. ووعد الرئيس مسخادوف بتسليم القضاء تحت اشراف المنظمات الدولية المسؤولين عن الاعتداءات التي اوقعت الصيف الماضي في روسيا 239 قتيلا شرط ان تتمكن السلطات الروسية من اثبات ان الشيشان مسؤولون عنها. ومن جهة اخرى ذكرت صحيفة سيغودنيا المعارضة امس ان قادروف يريد لقاء بوتين ليعرض عليه خطة سلام.