اعلن رئيس مجلس اتحاد روسيا ايغور سترويف ان الرئيس فلاديمير بوتين عين امس احمد حاج قادروف مفتي الشيشان المقرب من الكرملين رئيساً للادارة الشيشانية الموقتة، وفق ما نقلت عنه وكالة "انترفاكس"، فيما تصاعدت العمليات الانتحارية والهجمات التي ينفذها المقاتلون الشيشانيون ضد القوات الروسية واستمرت المعارك محتدمة في شرق غروزني. وكان قادروف الرئيس الجديد للادارة الشيشانية اختلف مع الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف بعدما كان حليفاً قوياً له. واعتبره الاخير "العدو رقم واحد" واصدر امراً باعدامه، وجرت محاولات عدة لاغتياله. واقام قادروف الذي انتخب مفتياً للشيشان عام 1990 صلات وثيقة مع سياسيين روس وكبار مسؤولي الديوان الرئاسي الروسي. كما لعب دوراً في المحادثات التي سمحت للقوات الروسية العام الماضي بدخول بلدات شيشانية من دون قتال. في غضون ذلك، تلقى الروس بذهول نبأ هجوم انتحاري على حاجز روسي في غروزني نفذه مواطن روسي اعتنق الاسلام. فيما نشبت معركة كبيرة قرب مدينة ارغون واُفرج عن صحافي فرنسي ظل رهينة لدى الشيشانيين لمدة تسعة اشهر. وقتل عنصران روسيان من شرطة مكافحة الشغب واصيب اخرون بجروح في غروزني ليل اول من امس عندما اقتحمت سيارة مفخخة يقودها الروسي سيرغي دميتريف حاجزاً تابعاً للشرطة قرب محطة الباصات وانفجرت لدى محاولة عناصر الحاجز القيام بتفتيشها. وتباينت الروايتان الروسيتان "المحلية" و"المركزية" لملابسات العملية. وافادت مراسلة وكالة "ايتار- تاس" في الشيشان ان دميتريف التحق في مطلع العام الماضي بإحدى الفصائل الشيشانية ثم تدرب لدى القائد المعروف خطاب واعتنق الاسلام وصار اسمه "جبرائيل". لكن سيرغي ياسترجيمبسكي مساعد الرئيس فلاديمير بوتين اعلن ان الروسي المذكور لم يقاتل الى جانب الشيشانيين بل كان متشرداً وعاطلاً عن العمل، وان شيشانيين عرضوا عليه نقل السيارة الى مكان قرب الحاجز وتركها مقابل مبلغ يساوي 100 دولار. واضاف المسؤول الروسي ان دميتريف قبض نصف المبلغ على ان يستلم الباقي بعد نقل السيارة التي وضعت فيها قنبلة موقوتة من دون علمه. ووقع اشتباك كبير بين الوحدات الروسية الخاصة ومجموعة من المقاتلين الشيشانيين قرب مدينة ارغون غربي غروزني التي كانت القوات الروسية استولت عليها في بداية الحرب. واستخدمت المروحيات في المعركة التي لم تكشف تفاصيلها امس. وعلى صعيد آخر، تمكن رجال الشرطة الروسية امس من الافراج عن بريس فليتيه المصور الصحافي الفرنسي بعد احتجازه لدى المقاتلين الشيشانيين طيلة تسعة اشهر. وكان فليتيه دخل الشيشان من جورجيا من دون الحصول على تأشيرة روسية، واختفى في طريقه الى غروزني. وعبّر الرئيس الفرنسي جاك شيراك عن شكره للسلطات الروسية على جهودها لاطلاق فليتيه. من جهة اخرى، صرح ياسترجيمبسكي امس ان "لا مجال للوساطة الاجنبية بالنسبة الى التسوية السياسية في الشيشان"، في تعليق على تصريح لمسخادوف عن وساطة محتملة لماليزيا. ويذكر ان انزور نجل مسخادوف وعائلته يقيمون في ماليزيا والتي زارتها ايضاً قسامة زوجة الرئيس الشيشاني.