بعد سلسلة عمليات انتحارية كبدت القوات الروسية خسائر فادحة، دعا الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف الى التفاوض، وهدد في خلاف ذلك بتصعيد يؤدي الى خسارة روسيا الحرب في غضون شهرين أو ثلاثة. وطرح مطالب متشددة كشرط لبدء المفاوضات السلمية. وقال المسؤول الثاني في القيادة العسكرية الروسية الجنرال فاليري مانيلوف في حديث لوكالة "ايتار تاس" ان "زعماء المتطرفين خطاب وشامل باسايف واصلان مسخادوف" يقفون وراء سلسلة العمليات الانتحارية التي نفذها المقاتلون الشيشانيون امس. وألغى مانيلوف زيارة كان من المقرر ان يقوم بها أمس لبريطانيا بسبب جدول أعماله "المشحون جداً". وقام فدائيون يسوقون شاحنات محملة بالديناميت بتفجيرها عند مهاجمة خمسة مواقع في ثلاث مدن شيشانية، بينها غوديرميس، العاصمة الثانية، وارغون واوروس مارتان. وقدر الروس خسائرهم ب25 - 50 قتيلاً وزهاء 80 جريحاً، فيما أكد الشيشانيون ان الفيديراليين فقدوا قرابة 200 قتيل واكثر من 700 جريح. وهذا أكبر هجوم من نوعه ينظمه الشيشانيون منذ بداية الحملة القوقازية الثانية في آب اغسطس من العام الماضي. ويرى المراقبون انه كان "رسالة" تبلغ الى القيادة السياسية الروسية لإشعارها بأن الجنرالات يخفون الحقيقة بادعائهم السيطرة على الوضع. وفي الوقت ذاته، وزعت في الشيشان اشرطة فيديو تصور كلمة سجلها الرئيس مسخادوف في موقع سري، وقال خلالها ان تكتيك "حرب الألغام" لن يدع للقوات الروسية فرصة لفرض السيطرة. وأضاف ان ذلك سيؤدي الى "نهاية الحرب" لصالح الشيشانيين في غضون 2 - 3 اشهر. ولكنه توقع ان موسكو "ستضطر الى التفاوض، معه شخصياً لإنهاء القتال". وبعد ان كان مسخادوف وافق على التفاوض من دون شروط مسبقة، فإنه الآن طرح مطالب قال إنها يجب أن تمهد للمفاوضات، ومنها وقف الغارات الجوية والقصف المدفعي "شريطة ان تسحب لاحقاً كل القوات" الروسية من الشيشان، وان يساق الجنرالات الذين قادوا الحرب إلى محكمة دولية. وإذا كانت موسكو يمكن ان توافق على وقف الغارات والقصف، فإنها سترفض بشدة مطلب سحب القوات الذي لم يطرحه مسخادوف قبل العمليات الأخيرة. ومن الواضح ان مطالبة الرئيس الشيشاني بمحاكمة الجنرالات هي "رسالة جوابية" على مطالب روسية بتسليمها قادة ميدانيين اتهموا بتنظيم عمليات "ارهابية". وأكد مسخادوف ان موسكو إذا قدمت "براهين على تورط أشخاص من أصل شيشاني" في تفجير عمارات سكنية في موسكو ومدن روسية أخرى، فإنه سيكون مستعداً لتسليم المتورطين إلى القضاء باشراف هيئات دولية. وفي أول تفاعل مع العرض الشيشاني، قال الناطق باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي إن موسكو لا تنوي التفاوض مع مسخادوف إلا إذا أراد بحث الاستسلام وانهاء المقاومة. ولكنه أضاف من جانب آخر ان "تهديدات مسخادوف تتداخل مع تلميحات" إلى أنه الشخص الوحيد الذي يمكن التفاوض معه. ورفض الرئيس المنتخب بشدة التعامل مع المفتي السابق أحمد قادروف الذي عينته موسكو حاكماً للشيشان. ونفى مسخادوف ان يكون خصص مكافأة لمن يقتل قادروف. لكنه أضاف ان من يفعل ذلك "سيؤدي خدمة تكون في نظر الشعب أهم من مآثر المقاتلين الشيشانيين خلال 400 سنة" من الحروب مع روسيا.