استمرت الاشتباكات العنيفة بين القوات الروسية والمقاتلين الشيشانيين في محيط مدينتي ارغون واوروس مارتان، وطالب وزير الدفاع الروسي بتكثيف أعمال التمشيط والتفتيش في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الفيديرالية، فيما دعا غريغوري يافاينسكي زعيم كتلة "يابلوكو" الليبرالية الى اجراء مفاوضات مع قيادات شيشانية "لكسب ود المدنيين في الشيشان". وذكرت وكالة "ايتار تاس" ان الحرائق شبت في 10 آبار بترول، واتهم الجيش المقاتلين الشيشانيين بإشعالها قبل انسحابهم. وتواصلت المعارك الطاحنة أمس الخميس حول مدينتي ارغون على بعد 10 كيلومترات شرق غروزني واوروس مارتان جنوب العاصمة الشيشانية، وأفاد مراسلون عسكريون روس في موزدوك حيث قيادة القوات الفيديرالية في القوقاز، ان تعزيزات شيشانية تقدر ب400 مقاتل وصلت الى ارغوني من غروزني وان عدد المقاتلين في اوروس مارتان يتجاوز الثلاثة آلاف، فيما يتمركز في غروزني حوالى ثمانية آلاف مقاتل. ونقلت وكالة "انترفاكس" الروسية معلومات عن تكثيف كبير لغارات الطيران الروسي نظراً الى تحسن الطقس في المنطقة. وقالت ان قنابل خاصة قادرة على اختراق التحصينات الخرسانية زنة الواحدة نصف طن القيت على المستودعات والمقرات القائمة في عمق الأرض. وعلى صعيد آخر طالب وزير الدفاع ايغور سيرغييف القوات الفيديرالية بتكثيف اعمال التمشيط والبحث عن السلاح في المناطق "المحررة" في الشيشان لتفادي هجمات متفرقة من المسلحين الشيشانيين. تعزيزات عسكرية وقال خبير عسكري روسي ل"الحياة" ان وزارة الدفاع في موسكو تخطط لإرسال فرقة برية معززة قوامها حوالى 12 ألف عسكري مع 150 دبابة وفوج مدفعي للمرابطة الدائمة في الشيشان بعد إتمام "المرحلة الثالثة لعملية مكافحة الارهاب". وعلى صعيد الحرب الإعلامية اتهمت وزارة الدفاع الروسية "حزب الاصلاح" اليمني بإعداد 200 "مرتزق" من العسكريين السابقين أو عناصر حاربت خارج اليمن لارسالها الى ساحة الحرب الشيشانية. وجدد غريغوري يافاينسكي زعيم كتلة "يابلوكو" الليبرالية المطالبة باجراء مفاوضات مع قادة شيشانيين منهم اصلان مسخادوف من أجل انقاذ المدنيين في الشيشان وكسب ودهم تجاه روسيا، وأضاف ان مسخادوف يسيطر على ثلث المقاتلين في الشيشان ويمكن "تحييدهم" عبر الحوار معه. وأجرى المسؤولون الروس مناقشة شاملة للحملة على الشيشان رويترز. واجتمع رئيس الوزراء فلاديمير بوتين الذي اشرف على الحملة منذ بدايتها مع وزير الخارجية ايغور ايفانوف الليلة ومع وزير الدفاع ايغور سرغييف، ورئيس الاستخبارات الداخلية نيكولاي باتروشيف. وذكرت وكالة "انترفاكس" ان المناقشات دارت حول الشيشان وهي القضية التي تهيمن على حملة انتخابات مجلس النواب الروس الدوما التي تجرى في 19 كانون الأول ديسمبر الجاري. ولن يخوض بوتين انتخابات الدوما لكن الرئيس المريض بوريس يلتسن رشحه ليخلفه في انتخابات الرئاسة التي تجرى في حزيران يونيو 2000. ولا يزال يلتسن يعالج في المستشفى الذي نقل اليه مطلع الاسبوع مصاباً بالتهاب رئوي. وصرح وزير الدفاع الروسي ان القوات الاتحادية تسيطر الآن على أكثر من ثلث أراضي الشيشان وانها ستتمكن خلال أيام من السيطرة على ارغون. وقال سرغييف للتلفزيون الروسي ان القوات الروسية ستتمكن من تخليص ارغون التي تعد البوابة الشرقية لغروزني من المقاتلين الشيشان "خلال يومين أو ثلاثة أيام... بمساعدة السكان". وعدد الجنرال غينادي تروشيف قائد القوات الروسية في القطاع الشرقي من الشيشان القرى التي تمكنت القوات الروسية من السيطرة عليها وقال ان رجاله يطبقون على ارغون.