هكذا هي الأيام والليالي تحمل في طياتها أفراحاً وأتراحاً.. وإن من أكبر مصائب الدنيا فقد الكرام والأفاضل من الناس خصوصاً إذا كان على حين فجأة ولمثل هذا المصاب حق للدمع أن ينهمر وأعذر فيه الوجد. نعم وفي صبيحة يوم الثلاثاء 27-1-1426ه علمنا بخبر وفاة خالنا الغالي صالح بن محمد السيف إثر حادث مروري. إن خبر و فاة هذا الرجل يعتبر فاجعة ليست بالسهلة.. لما عرف فيه من صفات حميدة.. فهو حقاً من الرجال الأفذاذ في هذا الزمن. فهو ذو خلق نبيل شهد له بذلك الجميع تجده دائماً مبتسماً بشوشاً يحترم الكبير ويرحم الصغير مطيعاً لربه، واصلاً لرحمه نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً. لم نعرف عنه إلا خيراً، ولم نسمع عنه إلا الذكر الطيب. أستطيع أن أقول إن أبا سعود ليس له مبغض. وإن مما يخفف من وقع المصيبة حينما يكون من توفاه الله قد عرف بالخصال الكريمة والسجايا الحميدة. نعم فقد عرف الفقيد بالأخلاق الفاضلة والوفاء والنبل والتواضع الجم ولين الجانب وحب لأعمال الخير والدلالة عليها. محبوب من الجميع بكت لفقده العيون وحزنت لأجله القلوب وتألمت لرحيله النفوس، ولعل هذا من سابق بشرى المؤمن عند ربه جل وعلا. شهد جنازته جمع غفير من المصلين. ولا شك ان من صفات المؤمن التسليم لقضاء الله. فالحمد لله على القضاء. ومما يصبرنا كذلك تذكر المصاب بوفاة رسولنا الكريم عليه الصلاة والتسليم حيث قال: (إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها أعظم المصائب). فإذا ذكرت مصيبة تسلو بها فاذكر مصابك بالنبي محمد أحسن الله عزاءنا في الفقيد وألهم أبناءه وأسرته ومحبيه الصبر والسلوان. رحمك الله أبا سعود وغفر لك وأسكنك فسيح جناته. أسأل الله أن يرفع درجاته في المهديين. اللهم وأفسح له في قبره ونور له فيه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد،و( إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ.)