* يافا العربية - بلال أبو دقة: رفضت بلدية تل أبيب وسلطة الآثار الإسرائيلية الأربعاء الماضي طرح مؤسسة الأقصى لبديل هندسي يضمن عدم انتهاك المقبرة المملوكية الإسلامية في مدينة يافا العربية المحتلة عام 1948، من خلال عرض استبدال مسار الشارع الذي يمر وسط المقبرة. جاء ذلك خلال لقاء ميداني جمع بين مندوبين عن بلدية تل أبيب - يافا وسلطة الآثار والنيابة العامة الإسرائيلية من جهة، والشيخ علي أبو شيخة، رئيس مؤسسة الأقصى، ومديرها سامي حلمي، وسكرتيرها عبد المجيد اغبارية والمحامي محمد سليمان، بالإضافة إلى شخصيات عديدة من يافا، وذلك بموجب قرار صدر عن المحكمة الإدارية في تل أبيب في السادس من شهر كانون الثاني الجاري، ويقضي بالقيام بجولة ميدانية بمشاركة الطرفين، يتم خلالها البحث عن بدائل هندسية وحلول لحماية القبور الإسلامية من الانتهاك. وطرحت مؤسسة الأقصى خلال اللقاء الميداني، البديل الهندسي الذي يضمن عدم انتهاك المقبرة بالكامل، ولكن الطرف الثاني الإسرائيلي طالب بطرح حلول موضعية لكل قبر وقبر.. وأكد مندوبو مؤسسة الأقصى أن ذلك يتنافى مع الشريعة الإسلامية، إذ لا يعقل أن تسمح المؤسسة بحفر المقبرة ونبشها من أجل مد خطوط المجاري بين عظام موتى المسلمين. ورفضت بلدية تل أبيب الإسرائيلية اقتراح استبدال مسار الشارع، فكانت النتيجة أن وصل اللقاء إلى طريق مسدود، مما يعني الرجوع مرة أخرى إلى المحكمة وانتظار قرارها. وكانت بلدية تل أبيب وسلطة الآثار الإسرائيلية قد واصلتا خلال الأيام الأخيرة أعمالهما وانتهاكهما للمقبرة المملوكية بمدينة يافا، وكشفت العديد من القبور خلال الأسبوع الأخير، مما يظهر جلياً أن الحديث لا يدور عن قبور عدة ومحدودة، إنما عن مقبرة واسعة ومترامية الأطراف. هذا ودعت مؤسسة الأقصى في بيان وصل مكتب الجزيرة إلى حشد أكبر عدد من الأهل في داخل فلسطينالمحتلة عام 1948 ( إسرائيل) والشخصيات الرسمية من النواب العرب في الكنيست الإسرائيلي، وقضاة شرعيين، ورئيس محكمة الاستئناف القاضي احمد ناطور ووجهاء مدينة يافا العربية إلى حضور المحكمة التي ستنظر يوم الأحد القادم في هذا الملف وتصدر القرار بشأن العمل في المقبرة. وكانت مؤسسة الأقصى لأعمار المقدسات الإسلامية قد نظمت اعتصامات ومظاهرات قبالة المقبرة المملوكية، رفعت فيها شعارات احتجاجا على الانتهاكات الصهيونية المتواصلة للمقبرة.. وكانت خلافات حادة نشبت بين المؤسسة وسلطات الاحتلال، بعد العثور على المقبرة في منطقة سوق العتق في مدينة يافا قبل أشهر، حول هوية المقبرة، والى أي فترة تعود.. واعترفت سلطة الآثار الإسرائيلية مؤخرا، وبعد متابعة متواصلة من قبل مؤسسة الأقصى لأعمال التنقيب والحفر في منطقة سوق العتق في يافا، بأن المقبرة إسلامية مملوكية، متراجعة عن إعلان سابق لها بأن القبور المكتشفة بيزنطية.. وأرسلت سلطة الآثار رسالة جوابية لمؤسسة الأقصى أقرت فيها بان القبور المكتشفة هي قبور إسلامية ضمن مقبرة إسلامية من الفترة المملوكية. وقالت مؤسسة الأقصى في بيان لها تنقله الجزيرة: إن سلطة الآثار الإسرائيلية واصلت، رغم هذا الاعتراف، عملها في منطقة سوق العتق ونبشت قبور أخرى في المنطقة، وقدمت طلباً لسلطة الآثار لوقف العمل ومراقبة مواصلته من قبل مندوب مختص من المؤسسة، ولكن سلطة الآثار الإسرائيلية رفضت الطلب وواصلت اعتداءها ونبشها للقبور المملوكية، مما دعا المؤسسة إلى البدء بحملة احتجاج.