سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأمير نايف لصحيفة السياسة الكويتية: تيارات كثيرة انحسرت بعد اصطدامها بصخرة التلاحم السعودي
زيارة الأمير عبدالله أنقذت العلاقات مع أمريكا وأعادت إليها رونقها
شفافية ولي العهد أسهمت في تقوية الجبهة الداخلية
أكد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية أن مسار حملة التبرعات السعودية مسار إنساني ووضع مسار أموال التبرعات أمام أنظار العالم كله. وقال سموه في حديث لصحيفة السياسة الكويتية نشرته في عددها الصادر يوم السبت «نحن ندفع لأي أسرة فقدت معيلها أو تدمرت بيوتها في هذه الحرب غير المتكافئة وسنظل ندفع لهؤلاء المستحقين ولن يخيفنا ما يقوله شارون. وأضاف سموه: لقد وضعنا مسار أموال التبرعات أمام أنظار العالم كله الذي يؤيدنا في جمعها ويقف معنا فيها الى جانب الطرف الخاسر في هذه الحرب غير المتكافئة والى جانب ذلك نحن نرسل مساعدات طبية وغذائية أمام سمع العالم وبصره. وأشار سمو وزير الداخلية في رده على سؤال حول توقعات عن إلغاء زيارة سمو ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الى الولاياتالمتحدة تحت الضغط العاطفي الذي كان يسود ساحات العالم العربي أشار الى أنه بعد أحداث 11 سبتمبر في نيويورك وواشنطن استطاعت اسرائيل أن تستغل هذه الاحداث ونهضت الى تنفيذ مخططاتها رافعة شعار محاربة الإرهاب وكان آخرها تنفيذ المخطط الرهيب في إعادة احتلال الضفة الغربية وارتكاب المجازر والفظائع في مدنها وقراها ومخيماتها. وقال سموه إن هذا الاستغلال الاسرائيلي الجائر ما كان يمكن لرجل دولة تمثل لب العقيدة الاسلامية إلا أن يتصدى له. فإسرائيل استغلت الاحداث وشوّهت صورة الاسلام وشوّهت مطالب العالم العربي العادلة وحاولت مع أنصارها وحلفائها أن تبعد أمريكا صاحبة القرار الدولي وتبعد حتى الغرب الاوروبي عن تاريخ علاقاتها الطويل مع المملكة صاحبة الإرث الاسلامي وموطن الرسالة وبلد الحرمين الشريفين. ما كان يمكن للأمير عبدالله أن يترك الساحة والمسرح لغير العرب والمسلمين وخصوصا أن لبلاده ثقلها الإسلامي والعربي وعلاقاتها التقليدية مع أمريكا، لقد كانت تلبية سمو ولي العهد للزيارة مستجيبة مع كل أصول الحكمة وموجباتها للدواعي التي أسلفنا عنها. وأكد سمو وزير الداخلية أن مقترحات سمو ولي العهد ليست بنت اللحظة وفكرتها لم تولد من فراغ، فقبل الاعلان عنها استعرضت القيادة السياسية في المملكة كل ما حدث وما صدر من قرارات منذ ولادة الدولة العبرية سنة 1948 وحتى يومنا هذا.. استعرضت كل هذه الوقائع التاريخية ودرستها وبعد ذلك توفرت القناعة لدى ولي العهد باطلاق المبادرة، وكان رأيه اننا الآن نريد أن يعرف العالم كله من يريد السلام فعليا لا للادعاء به والمتاجرة السياسية بقيمه ومبادئه. وقال سموه: وحتى لا تكون المبادرة محلية سعودية اقتضت الحكمة أن تتحول الى مبادرة عربية وقد تحقق لها ذلك. فلأول مرة في تاريخ السياسة العربية ومنذ ولادة الجامعة العربية يجمع العرب على المبادرة ويعطونها هويتهم الجماعية ويجعلون منها قرارهم الاخير وخيارهم السياسي، وبذلك ألقيت كرة السلام ليس فقط في الملعب الاسرائيلي وحده بل في الملعب الدولي وتغيرت بذلك صورة العرب والمسلمين، فإسرائيل ومنذ ولادتها كانت تبني سياساتها على أن العرب لا يريدون السلام وأنها هي التي تريده وتسعى اليه. وكانت تروج في الوسط الدولي أن الدول العربية دول إرهاب وعززت ترويجها هذا بأحداث 11 سبتمبر وسوقته لتغطية إعادة احتلالها للضفة الغربية. ورأى سموه أن المبادرة مدروسة جيدا بكل أبعادها وتقول للعالم هذه هي اسرائيل التي تدعي السلام قد رفضتها اسرائيل شارون وحكومته المتطرفة. وقال إن المبادرة الآن وهذه هي الحكمة منها وضعت اسرائيل أمام العالم بأنها الطرف الذي لا يريد السلام بينما نحن التزمنا بما يقوله ديننا «فإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله». نحن جنحنا الى هذه السلم وهم اليهود لم يجنحوا والمبادرة تضمنت رؤية متقدمة واعتقد أنها أعطت ثمارها وأكلها ويكفي الآن أن العالم كله بما فيه الادارة الأمريكية يدرك أن العرب طلاب سلام وغيرهم الذي ادعاه في السابق يرفضه. وذكر سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز في اجابته على سؤال حول اجتماع سمو ولي العهد بالناس على تعدد فئاتهم ونخبهم المفكرة داخل مجتمع المملكة.. وهل كانت بهدف تسويق المبادرة ذكر أن الأمير عبدالله أراد أن يكون أكثر شفافية مع شعبه إذ كان بامكانه ان يلقى خطابا عاما يعلن فيه عن المبادرة دون العودة الى أحد فيسمعه جميع الناس ويأخذون العلم بفحواه كما تفعل سائر القيادات السياسية في العالم. لكنه اجتمع بالناس لأجل هذه الشفافية وليتداول معهم في العلاقات السعودية الأمريكية التي كانت ملبدة ببعض الغيوم بعد أحداث 11 سبتمبر والتي من المعروف أن خمسة عشر سعوديا شاركوا فيها واتهموا بارتكابها واستغلت من قبل وسائل الإعلام ذات المقاصد والاغراض. ولم يعد سرا أن الأمير عبدالله بعث الى الرئيس الأمريكي بوش برسالة شديدة اللهجة تستنكر هذا الاستغلال وتذكر بالعلاقات التقليدية والتاريخية بين البلدين، كان رد الرئيس الأمريكي على الرسالة ايجابيا ومريحا. والأمير عبدالله وضع كل هذه الوقائع أمام من اجتمع بهم وكانوا يمثلون كل ألوان الطيف في المجتمع السعودي. ما اقدم عليه ولي العهد يعتبر نوعا من الشفافية المقصودة والمطلوبة في تلك الظروف لأن الشعب السعودي تجده يتكاتف في الملمات وعندما تطلق صافرات الانذار يتحد ويصبح كالجسد الواحد وعندما تعود السيوف الى اغمادها يسعى هذا الشعب وراء يومياته العادية وواجباته المعاشية والحياتية ومسؤولياته الاسرية في جو يسوده الامن والاستقرار. ومضى سموه يقول لقد تم تقدير هذه الشفافية وكان لها اكبر الاثر في اشاعة أجواء الطمأنينة والارتياح لانها أخرجت الناس من ضغوط ما كانت تسمع وبثته الوكالات الاخبارية والمحطات الفضائية الاجنبية والعربية ومن غزارة الضخ الإعلامي الذي لم تشهده الساحة الدولية من قبل. كان هذا الضخ يركز على بلدنا ويبدو أن هناك من شعر بأن فرصة العمر قد توفرت له حتى يؤثر على أوضاعنا الداخلية وحتى يزيد هوة الجفاء والعداوة بين العالم العربي والإسلامي وبين الغرب عموما وأمريكا صاحبة القرار الدولي خصوصا لقد تلمس الناس أهمية اللقاءات مع الأمير عبدالله واطمأنوا الى نتائجها ونحن كرجال أمن شعرنا بهذه الطمأنينة. ورأى سموه في رده على سؤال أن زيارة ولي العهد الاخيرة لامريكا استطاعت أن تتدارك كل هذه الامور وتوقف كل تداعيات الاستغلال الآنفة وتنقذ العلاقات السعودية الأمريكية. رأى أن الزيارة بلقاء القيادتين الأمريكية والسعودية أنجزت أشياء كثيرة بعضها سمعنا به ولمسناه وبعضها سنلمس نتائجه وهو في الطريق الينا. على مستوى العلاقات الثنائية فقد امتصت الزيارة الغضب الذي اصطنعته وحاولت أن تعمقه قوى الصهيونية واستطاعت أن تعيد الرونق والبريق لهذه العلاقات التاريخية الممتدة من أيام الملك المؤسس عبدالعزيز والرئيس الأمريكي الاسبق تيودور روزفلت.. عاد الرونق والبريق للعلاقات وعادت اليها عوامل الثقة. وعلى مستوى العلاقة مع الادارة الأمريكية فنحن لا نشعر أن هناك تباعدا أو جفاء أو اختلافا في الفهم المتبادل انما ما نحتاج اليه هو فقط أن نصحح مفاهيم الرأي العام الأمريكي الذي مع شديد الأسف قد تسممت مفاهيمه وأفكاره ووجهت ضدنا كعرب وكمسلمين وهذا الامر سيحتاج منا الى الوقت والى وقفة عربية واسلامية متحدة ومتضامنة تحيط بها النوايا الحسنة والحقيقية فلتكن لدينا وحدة موقف عربي على الاقل ولنبتعد عن المنغصات التي تورثنا الخلافات وليكن تفسيرنا لظواهر الامور تفسيرا موحدا وليس مختلفا، فمع الاختلاف تنشأ العداوات فيما بيننا. ووصف زيارة الأمير عبدالله لامريكا بأنها ناجحة وقال سموه يكفي للتدليل على نجاحها الوقت الطويل الذي استغرقته المناقشات مع الرئيس بوش وتكفي الاطروحات التي حملها ولي العهد معه ولمس العالم المواقف المتغيرة الناشئة عنها وعن فهمها من قبل الادارة الأمريكية، لقد كان ولي العهد شفافا وهو يطرح ما لديه ويشرح ما يريده العرب من أمريكا وما يتطلبه تعزيز العلاقات السعودية الأمريكية ويحافظ على نقائها ونقاوتها. وسُئل سموه هل الزيارة تطورت أو غيرت مسار السياسة الأمريكية والفكرالأمريكي تجاه العرب والمملكة العربية السعودية فقال سموه: «تجاه المملكة العربية السعودية نعم.. فالزيارة غيرت وجاءت في وقتها الصحيح فبعد أحداث 11 سبتمبر كان الضخ الإعلامي ضدنا في أمريكا قد بلغ أشده ولم يكن أمامنا يومها إلا الصبر والمصابرة فنحن نعرف والقيادة السعودية تعرف انه في النهاية لا يصح الا الصحيح، والزيارة جاءت بعد هذا الصبر لتضع الصحيح في مكانه. نحن نعتز بعقيدة الاسلام ونعتبرها الحق من عند الله لا نخجل منها ومن الالتزام بها برغم ما يقولونه عنا من اننا ننتهك حقوق الانسان.. نعتز بخصوصيتنا وعقيدتنا ولا نجد فيها ما نسبوه اليها من افتراءات في تقاريرهم. واعتقد انهم فهمونا الآن اكثر بعد الزيارة وفهموا ان المملكة هي وطن الاسلام ورسالته والاسلام ليس بالصورة التي حاول الاعداء ان يلصقوها به زورا وافتراء. واستطاعت الزيارة ان تغير مفاهيم كثيرة على مستوى الادارة الأمريكية اذا كانت هي المطاف الآخر باعتبار ان الغرب الاوروبي أكثر اقترابا منا وأكثر تفهما لنا. ويبقى موضوع الرأي العام الأمريكي فهذا ما هو مفترض ان يتحرك فيه العرب والمسلمون. ففي أمريكا جالية عربية كبيرة وعقول عربية من الممكن ان تستغل في تقديم دينها وتقاليدها الى المجتمع الذي تعيش فيه. هذا هو المطلوب لكسب ساحة العالم والعالم الآن تحكمه عوامل المال والاقتصاد والإعلام والصهاينة ركزوا وجودهم فيها لكن لا توجد مهمات صعبة على من يريد ان ينشط في هذا المجال حتى يصل الى ما وصل اليه هؤلاء. وعن استغلال ما بعد أحداث 11 سبتمبر في زعزعة الجبهة الداخلية السعودية من الاشاعات التي كان يتم نشرها عن النظام والقيادة والشأن الداخلي قال سمو وزير الداخلية: ان جبهتنا الداخلية قوية وكانت هناك محاولات من قنوات إعلامية للايحاء بزعزعة الجبهة الداخلية وأمنياً كنا نشعر بذلك لكن ما عزز اطمئناننا هو شعور القيادة اننا نمشي على طريق الحق واننا لا نقول إلا ما نفعله. لقد صبرنا وصابرنا ولم يكن أمامنا إلا الهدوء في النفس والراحة في البال، نحن نعرف ان جبهة شعبنا الداخلية لن تخترق. هذه البلاد مرت عليها تيارات كثيرة انحسرت عنها كلها واصطدمت بصخرة التلاحم والشعب السعودي يصعب اختراق جبهته الداخلية كما قلت لك ولا أدل على ذلك أن أعود بك الى لقاءات الأمير عبدالله بفئات المجتمع. لقد وجد المجتمعون الشفافية منه وهو وجد الدعم منهم. عندما تكون هناك ملمات تجد هذا الشعب حزمة عصى واحدة من المستحيل كسره، نعم واجهنا محاولات الزعزعة وكان يراد لجبهتنا ان تخترق. نحن من عانى من الارهاب قبل أمريكا من يعاملني بالإرهاب لن أتساهل معه مثل هذه الامور تحدث وليست المملكة الوحيدة التي ظهر إرهابيون ومنحرفون في مجتمعها وخارجون عن سواء السبيل، أي دولة تعج بالبشر والجماعات يخرج فيها منحرفون. لقد وضعت المملكة مبادرتها التي أصبحت عربية أمام أعين العالم لتحبط كل محاولات اختراق جبهتها الداخلية فهذا هو دورها العالمي ودورها في تحقيق السلام. وعندما يأخذ الأمير عبدالله هذه المبادرة معه الى أمريكا وهي حائزة على الاجماع العربي وكل ما حدث في العالم العربي ويفرش أمام الرئيس بوش كل الحقائق حول من أرادوا زعزعة جبهتنا الداخلية.. عندما يتم هذا يرى من أرادوا الاخلال بالجبهة اننا خرجنا أقوياء وأقوى منهم واننا لسنا في حقيقتنا كما حاولوا وصفنا. اننا نعصى عليهم وعلى محاولاتهم لان شعبنا يصعب اختراقه كما قلت. وأجاب سمو الأمير نايف على سؤال عمن هم الذين حاولوا تدمير علاقات المملكة بالولاياتالمتحدة فقال: تسألني من.. إنها الصهيونية والمتطرفون الذين لا يريدون أن يروا علاقات سعودية أمريكية ولا علاقات عربية أمريكية ولا علاقات إسلامية أمريكية. هؤلاء سعوا الى ابعاد دولة عظيمة وبيدها القرار الدولي عنا لكن في النهاية لا يصح الا الصحيح. هؤلاء لن يستطيعوا أن ينجحوا في مسعاهم كل الوقت فعين الشمس لا يمكن تغطيتها بغربال. هناك حقائق قائمة على الارض لا يمكن تجاهلها وتجاوزها. الأمير عبدالله حمل معه هذه الحقائق ووضعها أمام القيادة الأمريكية بكل وضوحها وجلائها، الساعون في تدمير العلاقة يتمنون بلوغ غايتهم لكن أمنيتهم لن تتحقق لهم. لقد تحملنا أعباء كثيرة بعد 11 سبتمبر لكننا صبرنا بعض الوقت وفي نهاية الصبر تكشفت الامور واختلفت الظروف اذ لا يمكن أن توهم العالم بأن أمة مثل الامة الاسلامية والعربية أمة ارهاب والعالم يصدق. العالم قد يقع تحت الوهم بعض الوقت ولكن ليس كل الوقت وفي سؤال عن أن المظاهرات اكتسحت الشوارع في العالم العربي لكنها في المملكة لم تقم وكان هناك من يريدها أن تندلع في شوارع المملكة شدد سمو وزير الداخلية على أن المظاهرات في المملكة ممنوعة واذا ما حاول أحد القيام بها ستوقف. لكن تحت ضغط مشاعر معينة قيل إن هناك مظاهرة ستنطلق في مدينة الرياض لكن لم يحصل شيء من هذا. وفي الظهران تظاهر نحو ستين شخصا أرادوا الوصول الى القنصلية الأمريكية فأوقفوا، وفي جدة حاولت تظاهرة نسائية صغيرة أن تنطلق إلا أنها انتهت قبل أن تبدأ. هؤلاء أناس تدفعهم مشاعر طيبة لكن قبل هذا يجب علينا أن نعرف ونفهم معنى هذه المظاهرات التي ملأت الشوارع ودمرت المحلات وأحرقت الأعلام وخربت المنشآت هل تفيد الذين تظاهرنا لاجلهم هؤلاء علينا أن نعطيهم الفعل لا ردة الفعل. ما هى نتيجة هذه المظاهرات المطلوب أكل العنب لا قتل النواطير. فلقد أمرنا بوقف المظاهرات والقيادة السياسية تفهمت هذا الامر، لقد دعونا الناس الى الفعل والتبرعات التي تم تنظيمها عندنا هي الفعل الحقيقي المطلوب لا التظاهر وايقاف الناس عن العمل وتخريب المنشآت والجهاد يكون بالمال كما بالنفس. فتحنا باب التبرع للجهاد بالمال فكان هناك اقبال كبير عليه أشعرني بالفخر. مبالغ التبرعات وصلت الى 400 مليون ريال عدا عن تبرعات مباشرة أخرى من الدولة. القيادة عندنا فخورة بهذه النتيجة المحققة وفخورة بشعبها الذي باشر الفعل وليس ردة الفعل. لقد دفع بعض أبناء هذا الشعب من ماله وبه خصاصة وهذا هو الفعل الصحيح. الشعب الفلسطيني ماذا سيستفيد من المظاهرات وحرق الأعلام وتكسير المحلات وتخريب المنشآت. وعن رأي سموه في المظاهرات التي تطلب وقف ضخ النفط عن الاسواق العالمية ومقاطعة أمريكا اقتصاديا. قال: لماذا يطالبوننا نحن فقط بذلك هل لاننا على علاقات مختلفة مع أمريكا نلاحظ انه كلما انفتح ملف العلاقات العربية الأمريكية برز ملف العلاقات السعودية الأمريكية واصبح موضوعا للغو واللغط والتأويل. هذا كلام نسمعه ويساق من باب الادانة منذأن بدأ العالم العربي يتعرض للمتغيرات بعد سنة النكبة في 1948. المقاطعة لن تفيد لقد قطعنا النفط عن أمريكا عام 1956 في عهد الملك سعود رحمه الله وعام 1967 في عهد الملك فيصل رحمه الله لكن الظروف في ذلك الزمان مختلفة عن ظروف أيامنا هذه. النفط الان سلعة موجودة في أي مكان وكل مكان. المقاطعة هذه الايام ووقف ضخ النفط تساوي رجلا فقيرا مسلوب القدرات مطلوب منه أن يتحرك، هذا صعب، أما المقاطعة الاقتصادية فهي كذلك بلا تأثير. دعنا نرجع الى حجم صادرات أمريكا الينا فسنجد انه حجم غير مؤثر ولا ينفعنا استخدامه. هناك طرق أخرى غير المقاطعة تتبعها دول ترى أن من الضروري مواجهة العالم وهي قوية اقتصاديا وليست ضعيفة لتدافع عن قضاياك. فالكلام عن المقاطعة لا ينفع والنافع أن يكون هناك تحرك عربي واسلامي موحد يستطيع أن يغير مفاهيم الرأي العام في الغرب وفي أمريكا الذي يضغط على قادته الان ليسيروا في سياسة لا يرى العالم العربي انها سياسة حق وعدل. فهذا هو المسار الصحيح وليس مقاطعة الناس والانعزال عنهم واقفال أبواب البيت عليك وتبدو وكأنك تعاقب اهلك بقتل نفسك. وقال سموه في رده على سؤال عن قطع امدادات البترول عن الاسواق العالمية عامي 56 و73 على الرغم من أن علاقات المملكة مع بعض الاطراف العربية كانت متوترة. قال: عندما قطعنا النفط يومها قطعناه انسجاما مع مبادئنا، وأزيدك من الشعر بيتا وأقول عندما قطعنا البترول في العام 1956 كان معروفا أن القضية قضية مبادئ، في العام 1967 وعندما اجتمع العرب في الخرطوم كان هناك من انتقد الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر في الجلسات واتهمه بأنه فرط في مصر وافقدها الكثير من أراضيها. وفي احدى تلك الجلسات وقف الملك فيصل رحمه الله ولم تكن العلاقة مع عبدالناصر على ما يرام وقال نحن لسنا في وقت عتاب، لقد جئنا الى هنا لنعلن وقوفنا الى جانب الشعب المصري الشقيق في محنته أما العتاب فدعوه لكم وبينكم. ويومها التزمت المملكة بما قررته عليها القمة ودفعته بالرغم من أن الحملات كانت شديدة علينا والضرب يجري على حدودنا. لقد كنا نقف مع مصر ومع شعب مصر، وهذه هي السياسة السعودية الالتزام بقضايا العرب الكبرى وعدم محاسبة الاشخاص والوقوف الى جانب الشعوب ومعها. وعندما نقول اليوم ان قطع البترول غير مفيد نقول ذلك ونحن نعرف كيف نقف مع العرب. ورد سمو وزير الداخلية على سؤال عن التشويش على الجبهة الداخلية واذا ما خالج سموه بعد 11 سبتمبر الخوف من حدوث شيء في المملكة ووصفه رجل الامن المخضرم والخبير وأحد رجالات القيادة السعودية فقال سموه: لم يخالجني أي خوف وتذكرت تلك الأيام التي غزا فيها صدام حسين بلدكم وبلدنا الكويت، يومها تجمعت على أراضينا قوات من 700 الف جندي أجنبي نعتني باقامتهم وحاجاتهم وكان يفترض أن نعلن منع التجول ورفع درجات الاجراءات الامنية ومنع تنقل العملة واعتراض حرية انسيابها، لكن شيئا من هذا لم يحصل ولم نتخذه، كل شيء عندنا ظل طبيعيا والسبب انه في الملمات وعندما تشهر السيوف نجد شعبنا وقد تلاحمت صفوفه وتوحدت كلمته وأصبحت ارادتنا ارادته وارادته ارادتنا ووجدنا فيه العون في حفظ الامن. وفي 11 سبتمبر وما بعدها لم يراودني أي نوع من الخوف وقد يكون ذلك بفضل مشاعر الحق وصدق الموقف، كل ما هنالك اننا صبرنا وصابرنا كما قلت الى أن اجتزنا تلك المرحلة التي عصفت كالرياح في العالم كله والاحساس بالحق كان يحيطنا بالطمأنينة الى جانب أننا لسنا فاعلين في تلك الاحداث، وان كان هناك من أراد خلخلة صفوف الجبهة الداخلية وتحدث عن أشياء كبيرة إلا أن كل ذلك لم يدفعنا الى الشك بان جبهتنا الداخلية يمكن أن تخترق. وأكد سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز في اجابته على سؤال عمن يرى أنه نفذ هذه الاحداث ومن يقف وراءها أكد أن سيأتي لنا التاريخ في المستقبل بصورة غير الصورة التي نراها الان وسيقول لنا حقائق لم نكن نعرفها ولم نتوصل اليها بعد خاصة وان تنفيذ الاحداث تم بتقنية عالية ومعقدة ومازلت كرجل أمن عاصر كل الخبايا والخفايا والاسرار اعتقد أن الذين ذهبوا في هذه المهمة لا يعرفون الى أين هم ذاهبون ولا ما هي مهمتهم. ولابد أن وراءهم عقلا كبيرا ومصالح كبرى.. وعقل كبير من مصلحته أن يحدث ما حدث ومازلت اشك أن من ذهبوا ضحية هذا الحدث المروع لا يعرفون مهمتهم أو الى أين هم ذاهبون. وعن رؤية سموه لوضع الاقليم أمنيا بعد أحداث 11 سبتمبر والعلاقات الجيدة مع ايران وهل كان هذا الدخول لتحاشي تداعيات الاحداث أم من اجل أمن الاقليم كله قال سموه: اذا كانت العلاقات مع ايران جد ممتازة فان أمن هذا الاقليم سيكون محصنا، نحن بادرنا من زمان وقبل 11 سبتمبر الى اقامة علاقات جيدة مع ايران لصالح أمن الاقليم ولوضع الامور في نصابها بين البلدين. لقد فتحنا معا ملفات الماضي وقلنا ان من صالح أمن الاقليم ان نغلق هذه الملفات ونتحرر من الماضي ونبدأ في العمل من اجل المستقبل وايران وجدنا حفاوتها بالغة بالأمير عبدالله عندما شارك في أعمال القمة الاسلامية في طهران واستقبالها مريح له وكذلك الامر عندما زارها الأمير سلطان وزرتها بنفسي وكذلك استقبلنا رفسنجاني بكل ما يليق.. الامور كلها كانت جيدة والاجواء مريحة وكل هذا تمخضت عنه هذه العلاقة التي نؤكد انها ستنعكس ايجابا على أمن الاقليم وايران دولة مهمة وكبيرة واذا لم تكن على رؤية واحدة مع المملكة نحو أمن الاقليم سينعكس ذلك سلبا على هذا الامن. وكل دول الاقليم كانوا على علم بمساعينا وشرحت لهم محاولاتنا افضل شرح ووضعنا الجميع في كل الابعاد، بالطبع كان كل شيء يتم بحسن النوايا وبديبلوماسية متفاهمة وبنظرة أمنية مشتركة سيضع الحقوق في متناول أصحابها. واعتقد انه اذا ما تمت العناية بهذه العلاقة وتعزيزها فان النتائج الايجابية ستنعكس بقوة على أمن المنطقة كلها. وسئل سموه عن تميزه بالشدة وهل هناك متغيرات في شأن موضوع الامن قال سموه: أنا كما أنا لا أساوم على الامن وما يجعلني كذلك هو ما أجده في قيادتي من تشجيع والمملكة بهذه الجغرافيا الشاسعة والنمو الذي يحدث فيها في كل الاتجاهات اذا لم يعزز الامن فيها فستكون مهددة. ومطلوب أن يكون الامن معززاً دائما في المملكة وان يكون جديا حتى لا نقول شديدا، أنا لم أتغير وربما تغير الآخرون. أما فيما يتعلق بتوجهات بعض الفئات المغالية فاننا نرحب بمن يريد مناقشتنا منهم. نحن نتناقش ولم لا ونقول لهم أين صوابهم وأين خطأهم. عندنا ثواب وعندنا عقاب فهذه البلاد لا نريد أن نتهاون في حمل مسؤولية الامن فيها أمام قلة من المغالين لانها بلاد تحتضن شعبا متسارع النمو ولا يريدنا أن نفرط بالبلد الذي يستقبل وافدين جاؤوا اليه لطلب الرزق.. والبلد ينمو ويأخذ دوره وموقعه الاقليمي والعربي والدولي ولا وقت عنده لتحمل المنغصات. وأنا كما تراني لم اختلف وربما اختلفت مرئيات الاخرين، ففي موضوع الامن فان الجدية عندي تبلغ مبلغ الشدة. وعن رؤية سموه للأمن في وقت يشاع فيه أن المملكة ليست على ما يرام في مسارها الاقتصادي. أجاب سموه أن ليست للمملكة ديون خارجية وهي لم تقترض من أحد خارجي وترهن نفطها لديه أو منشآتها والدولة لديها ديون داخلية من مؤسسات مالية وبنوك بعضها تساهم الحكومة فيه وأموالها مودعة عنده هذا الدين الداخلي ليس مقلقا بالنسبة لنا. أما وضعنا الاقتصادي فيجري اصلاح مساره الان وبالثقة في هذا الوضع اكثر وبممارسة القطاع الخاص بالاستثمار فيه اكثر واكثر لن تكون هناك مشكلة ديون فالمملكة لا توجد فيها ضرائب مفروضة ومازالت دولة رعاية اجتماعية توفر الأساسيات لشعبها والمال الخاص فيها كبير وقادر واحتياطاتها النفطية وغيرها مجزية وقوية لسنوات طويلة. قد يمرض الاقتصاد في حالات لكنه لا يموت. ونحن نتأثر ونؤثر أيضا في أسواق كثيرة عندما تمر هذه الاسواق بأزمات لكن هذا لا يعني اننا واجهنا درجات عالية من الاقتصاد المتردي وبلدنا يزداد نموا والمعدلات فيه غير متراجعة والمال الخاص يتراكم والانسان السعودي يتزايد نشاطه وتحركه في سوق بلده وفي أسواق خارجية ويدير الاموال الخاصة التي هي أموال سعودية ليست بعيدة عن وطن المواطن وبلاده.