«هيئة الطرق»: مطبات السرعة على الطرق الرئيسية محظورة    هل اقتربت المواجهة بين روسيا و«الناتو»؟    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    الشاعر علي عكور: مؤسف أن يتصدَّر المشهد الأدبي الأقل قيمة !    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    أرصدة مشبوهة !    حلول ذكية لأزمة المواقف    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    فعل لا رد فعل    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    خبر سار للهلال بشأن سالم الدوسري    حالة مطرية على مناطق المملكة اعتباراً من يوم غدٍ الجمعة    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    عسير: إحباط تهريب (26) كغم من مادة الحشيش المخدر و (29100) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    أمير القصيم يستقبل عدد من أعضاء مجلس الشورى ومنسوبي المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    رسالة إنسانية    " لعبة الضوء والظل" ب 121 مليون دولار    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليست جهاز تسلط
سمو وزير الداخلية في حديث صحفي:
نشر في اليوم يوم 28 - 11 - 2002

قال صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية: ان دستور قيادة المملكة العربية السعودية هو ما تأمر به العقيدة الاسلامية مؤكدا أن القيل والقال حول تماسك هذه العقيدة يدخل في مشاعر الامل والامنيات ولا يتصل بالواقع وأوضاعه.وبين أن القيادة السعودية ورجالها يستمدون تماسكهم من العقيدة الاسلامية لخدمة أمة استطاع الملك عبدالعزيز رحمه الله أن يصنع منها واقعا جغرافيا على امتداد واسع كبير وواقع ديني يستمد سلوكه من شرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وشدد سموه في حديث نشرته صحيفة (السياسة) الكويتية على أن المملكة العربية السعودية لا تتأثر بما يقال في وسائل الاعلام المغرضة حول ذلك وأن المملكة قيادة وحكومة وشعبا يخدمون الوطن السعودي ويولون الطاعة لولي الامر وغير ذلك لا يعدو أن يكون كلاما لا طائل منه.
وفيما يلى نص الحديث :
@ صاحب السمو قمت بزيارة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ما الحصيلة التي خرجت بها ؟
اللقاء كان لقاء مسؤول مع مسؤولين وقد حضره سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن ابراهيم ورئيس هيئة كبار العلماء وحضر معه الشيخ صالح اللحيدان رئيس مجلس القضاء الاعلى اضافة الى رئيس الهيئة وكل مساعديه ومديري الهيئة ورجالها الى جانب مديري الفروع. اللقاء كما قلت كان لقاء مسؤول مع مسؤولين ولكن بحكم العمل المباشر تجاه المواطنين يجب علينا نحن في وزارة الداخلية أن نساعدهم في عملهم وهو عمل قائم في الحقيقة الى جانب أن هناك أمورا لابد أن نتناقش فيها في اطار هذه المساعدة كان الحوار مفتوحا ولم يكن له طابع رسمي والتزام بل كان طبيعيا وعاديا ومن دون أي كلفة.
كان يجب أن يكون معروفا في الهيئة أن الهيئة ليست جهاز تسلط وأن الهيئة جهاز من أجهزة الدولة تسير وفق نظامها وليس خارج هذا النظام وهذا الجهاز أنشأه الملك عبدالعزيز رحمه الله تنفيذا لحكم القرآن في الدولة الاسلامية بموجب النص الذي يقول: (والذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وأتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر) .
النصوص واضحة في القرآن وهي من أركان الحكم الاساسية في حكم الدولة الاسلامية وكانوا يسمون برجال الحسبة والتسمية هذه أخذت من أصولها من القرآن. الامر بالمعروف ورد في آيات متعددة. الهيئة سميت بهذا الاسم لكنها جهاز تابع للدولة وكل من فيه من مسؤولي الدولة يعينون بأمر الدولة ويقالون بأمر الدولة وينسحب هذا الامر على رئيس الهيئة ونائبه كما ينسحب على الوزراء. كان اللقاء مثمرا وكانوا في الهيئة يحتاجون الى تنظيم والى دعم والهدف كان أن تستعين الهيئة برجال أصحاب كفاءة يمتازون بعلمهم الشرعي وليسوا أناسا يتمتعون بعلم محدود ويتصرفون تصرفات هوجاء لكن من المراجعة الدقيقة ومن الاحصاءات والارقام نجد أن الصواب أكثر بكثير من الاخطاء وبحكم طبيعة الاشياء فان الخطأ هو الذي يظهر وينكشف والسلبيات هنا هي التي تنتشر وتقرع لها الطبول في كل مكان. في الهيئة بشر قد يخطئون وقد يصيبون وهناك نظام للهيئة وهو نظام لتنظيم الدعوة بالمعروف وليس نظام تسلط أهوج.
كانت الفرصة مواتية في هذا اللقاء حيث تحدث المفتي في نظام وواجبات الهيئة وهي الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن ينحو الدعاة منحى الاخذ باللين في التوجيه والامر بالمعروف وأن يبتعدوا عن التزمت والغلظة.
ان التزم رجال الهيئة بهذا التوجيه فسيكون جميع الناس مرتاحين وينتهي أمر السلبيات التي تعم ولا تخص فأنت تعرف أن الخير يخص والشر يعم أى أن يعطوا توجيها وارشادا بعيدا عن القسوة والغلظة وخصوصا مع الشباب ثم لمعرفة أن الأمر بالمعروف سابق على النهي عن المنكر بموجب النص القرآنى وان نأخذ الناس بالحسنى وبالنصيحة ولا ننسى أن الامر بالمعروف هو من ثوابت الدولة ولذلك أنشأت الدولة جهاز الهيئة ورجال الجهاز لابد أن يكون لديهم علم شرعي ووعي وفهم وعقل حكيم وسلوك وأخلاق رحيمة كرحمة هذا الدين العظيم الذي أمرنا رسوله بأن نجادل الناس بالحسنى وأن لا نكون غلاظ القلوب فينفضوا من حولنا.
@ أفهم من ذلك أنك لا تريد من الهيئة أن تكون جهازا تسلطيا أو حكومات ظل كما هي في بعض دول المنطقة ؟
لا.. لا أريدهم أن يكونوا جهاز تسلط ..بعض الأخطاء تحدث والتجاوزات التي تحسب على الهيئة قد تصنفهم بغير ماهم عليه ان رجال الهيئة يتعاملون مع الناس في أمور جد حساسة وأمور شخصية ونحن مجمعون على حماية الأعراض وعدم التشهير بالناس نعم.. تحصل أخطاء وللأسف فان هذه الأخطاء تضخم بشكل كبير سواء في الداخل أو في الخارج لكنني متأكد ورغم كل ذلك أن أهداف الهيئة أهداف سليمة وتوجيهات الدولة لها توجيهات سليمة وتفهم رجال الهيئة لهذا الامر هو الصواب وهو المسار الصحيح ولذلك اتفق في هذا اللقاء أي لقائي مع الهيئة على إنشاء معهد لتدريب رجال الهيئة بحيث لا يوظف فيها الا من أمضى دورة تدريب يعرف فيها كيف يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وان شاء الله الامور ستتحسن وستعالج كل السلبيات التي كانت محل نقاش واستعراض في ذالك اللقاء الذي ارتحت له وارتاحت له الدولة نريد أمرا بالمعروف ثوبه أبيض ورحيم وليس تسلطا ونريد الدعوة الى المعروف بالحسنى.
@ هناك من يصف الهيئة وما شابهها بأنها تشكل حكومة ظل في دول مجلس التعاون الخليجي.. ومنها السعودية ؟
هذا كلام غير صحيح لكن من الأشياء التي تثير أنهم يتعاملون مع الاشياء الحساسة للمواطن كما قلت لك لذلك تبرز بعض الملاحظات لكن أكرر لك أن الهيئة جهاز من أجهزة الدولة ان أخطأ فخطؤه محسوب على الدولة وان أصاب فصوابه محسوب على الدولة مثله مثل أي جهاز وهذا ما أكدناه في اللقاء الذي تم في الهيئة والذي ارتاح له ولي الامر وارتاحت له الدولة وارتحت له كرجل معني بالامن الاجتماعي.
@ إذن نستطيع أن نقول ان استقلالية الهيئة غير موجودة في المملكة ؟
لا.. غير موجودة انها جهاز من أجهزة الدولة وكل رجالها موظفون من رئيس الهيئة الى نائبه الى مساعديه الى رجالها الميدانيين وبعد ذلك لا يمكنهم أن يقوموا بعملية اقتحام للبيوت الا بأمر من أمير المنطقة وليس لهم أن يعاقبوا أحدا الا عبر المؤسسات النظامية للدولة انهم جهاز من أجهزة الدولة ينطبق عليه ما ينطبق على بقية الاجهزة فنحن دولة اسلامية وليست علمانية.
@ عندما أزور دول مجلس التعاون الخليجى اسمع وزراء الداخلية فيها يقولون لي اننا بخير على المستوى الامني لكننا خائفون على المملكة العربية السعودية ففيها خلايا نائمة لتنظيم القاعدة ونخاف أن تستيقظ في يوم من الايام.. فما حقيقة الوضع فأنا أريد أن أطمئن ؟
شكرا لاهتمام اخواننا وزراء الداخلية في دول الخليج وهذا دليل على وجود حس أمني لديهم انما أنا لن أخفي عليك شيئا فعندنا ما عند الآخرين ولا أنكر ذلك أما الكلام عن خلايا نائمة وتسمية خلية نائمة كلام مبالغ فيه.
يوجد في مجتمعنا كما هو حال مجتمعات أخرى توجهات معينة ونحن نتعامل مع أصحابها على أساس أنهم أناس غرر بهم وزرعت أذهانهم بأفكار ليست سليمة ونحاول أن نصلحهم ونوجههم التوجيه السليم حتى نعيدهم الى السلوك السوي ويكونوا عونا لمجتمعهم ومن نعجز معه نحيله الى القضاء وهو الذي يصدر عليه الحكم المناسب.. واذا أخذنا وجود هذا الامر لدينا بشكل نسبي سنجد أ ن لدينا أقل بكثير مما لدى الاخرين ولا عبرة بامام مسجد يخرج عن الخط ولا بأشخاص يتورطون بتوجهات غريبة عن مجتمعهم لا عبرة في ذلك فليسوا هم كل الناس وأحب هنا أن أقول لك شيئا فحتى الذين يتجمعون خارج اطار قانون التجمع فانهم لا يتجمعون الا لتقديم نصيحة لمسؤول وهم يأتون الي بهدف تقديم بعض المطالب ومبدأ التجمع أمر غير مسموح به كما نعلم. وطبعا تجد الحديث عن هذه التجمعات في شبكة الانترنت مجالا للمبالغات في الكلام والهذر الكبير واطلاق أوصاف على هذه المواقف أو التجمعات لا تنطبق على الواقع لان من يطلقها لا يخاف المحاسبة لانه لا يترك وراءه دليلا يثبت على أنه قال هذا وقال ذاك فشبكة الإنترنت فضاء مفتوح لكل مفوه كما هو حال بعض الفضائيات. ونحن بالتالي لا نستطيع التعامل إلا مع الواقع واقع الكلام غير الصحيح لكنه في الانترنت نقرأ عنه ونرى حولنا ونرى أنه غير صحيح ولا نملك الا عدم الرد أو.. تجاهله وهذا هو الأفضل فالصدق باق وحبل الكذب قصير.
هناك صحافية أمريكية نشرت في احدى الصحف خبرا يقول ان ايران سلمت المملكة 160 شخصا وليس 16 شخصا وقالت أشياء لا تتفق مع الحقيقة حول تسليم هؤلاء علما أن أبوابنا مفتوحة لرجال الاعلام من كل دولة في العالم ليأتوا الينا وليقابلوا من يشاؤون ويطلعوا ويشاهدوا. الصحيفة زادت على رقم 16 صفرا وأصبح مائة وستين دون أن تستفسر عن الحقيقة انها أرادت نشر ما هو غير حقيقي لم يحاسبها أحد عليه ففضاؤها فضاء يقع خارج اطار قوانيننا.
عندما جاءنا ممثل الامم المتحدة المسؤول عن القضاء والمحاماة وهو شخصية سيرلانكية قابل كل المسؤولين واطلع على القضاء وعلى هيئة التحقيق والادعاء وتناقشنا معه في كل ما أثاره من مواضيع وكانت الصورة واضحة. والحقيقة فنحن ليس لدينا ما نخشى أن نقوله أبدا وأؤكد لك أننا داخليا لا يوجد لدينا قلق من ذلك النوع الذي تشكله الظروف الحاضرة من قيل وقال.
والاستعداء الذي نراه الان من الاعلام الامريكي وبعض الاعلام الاوروبي وخصوصا في بريطانيا لا يخيفنا ولكني أقول انه مزعج لان ليس له أي مبرر ولا يخدم مصالحهم.
المشكلة هي أننا نقول لهم يا ناس ان موقفكم من العالم العربي ومن قضية فلسطين بالذات غير مشاعر الشعوب العربية كلها الى شعوب كارهة لكم فماذا تنتظرون لتغيير صورتكم أمام هذه الشعوب ولا أقول هنا الانظمة.
أنتم والكلام لهم لا تهمكم القيادات لكن ألا تهمكم الشعوب الحملات الاخيرة وخصوصا منها ما يتعلق بتعميم الارهاب على المواطنين السعوديين والحديث عن التدخل في مناهج التعليم وحتى في الشريعة الإسلامية زاد الناس كرها لامريكا مع العلم أن الشعب الأمريكي لا ذنب له وهو شعب في مجمله خير. نضيف الى ذلك أن العلاقة بين الحكومة والادارة الأمريكية واضحة ومتينة ولا يوجد ما نخشاه من مواقف من هذه الادارة بالعكس هم هناك يؤكدون على العلاقة كما هي وكما أرساها الملك عبد العزيز رحمه الله والرئيس روزفلت علاقة التفاهم والفهم المتبادل على الرغم من المنغصات الاعلامية وهي منغصات اعلامية بيد الصهيونية وليس بيد العقلاء هناك. ونعرف أن اليهود استغلوا أحداث 11 سبتمبر وقلبوا الرأي العام الامريكي وجعلوه يقف ضد العرب وضد الاسلام وهذا هو الهدف الذي سعوا اليه من زمان اننا نضع علامات استفهام كبيرة ونتساءل: من ارتكب أحداث 11 سبتمبر؟ ومن المستفيد منها؟ من الذي استفاد من أحداث 11/9؟. أعتقد انهم هم ابطال هذه الحوادث.
@ يقولون عندما يتحدثون عن المملكة ان سجونها مليئة بالناس ؟
نعم هناك سجون لأن هناك جرائم عادية سرقات مهربات مخدرات لكن السجون التي يتكلمون عنها بمعنى السجون المخصصة للقضايا السياسية فلا وجود لها عندما قمنا بحملة في نطاق مكافحة الارهاب القينا القبض على أناس لا يتعدون ال 600 شخص بما فيهم الذين خضعوا للاستجواب والموقوفون على ذمة التحقيق لا يزيد عددهم عن مائة أو أكثر بقليل وهؤلاء اما يعودون عن موقفهم ويعتذرون عن أخطائهم أو نحيلهم الى القضاء.. نحن ليس لدينا هذا الكم الهائل من المعتقلين على ذمة قضايا سياسية. الاحداث لابد أن يكون لها ردة فعل. الاعلام مؤثر هناك كم هائل من القنوات والصحافة والانترنت يتدفق عليه الغث والسمين ومن كل نوع من أنواع الاخبار المتصل بالاحداث وبردات الفعل عليها. في هذا الجو القيادات التاريخية والقوية وحدها التي تستطيع الصمود.
@ دعنا نتكلم عن اتفاقية مكافحة الارهاب، وأنت واحد من دعاة هذه الاتفاقية ورجالها وكان لديك احساس مسبق بأن ثمة شيئا قد يحدث في العالم العربي الان انجزت هذه الاتفاقية وهناك تعاون عربي وخليجي في مضمار المكافحة هل فشل هذا التعاون في ايقاف الارهاب هذا ؟
شكرا على هذا السؤال الحقيقة أن اتفاقية مكافحة الارهاب لم توقع الا بعد قناعة ودرست من قبل وزراء الداخلية العرب الدراسة المستفيضة، ودرست من قبل وزراء العدل العرب حتى أخذنا موافقة من حكوماتنا ووقعنا عليها في الجامعة العربية في عام 1998 لكن هذه الاتفاقية لم تفعل كما يجب هناك دول عربية لم تصادق عليها مع أنه انبثق من اجتماع الجامعة لجنة سميت لجنة تفعيل اتفاقية مكافحة الارهاب والتعريف بها وشكلت من عشر دول وعقدت اللجنة اجتماعين وأنهينا خطتنا بهذا الخصوص وقدمناها الى الدول العربية وكانت هذه الدول هي المملكة والعراق وسورية والجزائر والاردن واليمن ومصر المهم أن كل ما يتعلق بالاتفاقية من دراسات كان موجودا لكن التفعيل لم يتم وبعد أن انتهينا من انجاز الاتفاقية كان لي رأي فقد قلت ان الاعلام مؤثر واذا لم يواكب هذه الاتفاقية اعلام فلن تسير وفق مراميها لاننا هنا نتعامل مع المواطن العربي الذي عليه أن يتفهم اتفاقية مكافحة الارهاب ويتفاعل معها لم يحدث شيء من هذا أي التعاون الاعلامي ما حدث كان تصريحات من قبل اخواني وزراء الداخلية والعدل وكنت أتابعها فما وجدت فيها أي شرح للاتفاقية بل وجدنا وزير عدل سابق في حكومة قطر ينتقد الاتفاقية في أحد لقاءات له في قناة (الجزيرة) ويقول ان الاتفاقية ما قامت الا لحماية الرؤساء وحماية الملوك والقادة. الاتفاقية كما ترى لم تخدم ولم تسوق بشكل جيد في أوساط المواطن العربي وعندما اجتمعنا في لجنة المتابعة والتعريف بالاتفاقية فيما بعد وطرحنا موضوع الاعلام مرة أخرى واتفقنا على ان نقترح على وزراء الاعلام أن يتقدموا بطلب عقد اجتماع بينهم وبين وزراء الداخلية في ذلك الاجتماع وفي حفل العشاء كان معنا وزير الاعلام السعودي فقلت له: يا دكتور فؤاد الفارسي أطرح موضوع التعريف باتفاقية مكافحة الارهاب لدى المواطن العربي على اخوانك وزراء الاعلام وفي أحد اجتماعات وزراء الاعلام. طرحت الفكرة من قبل وزير اعلام المملكة العربية السعودية فقال وزيرا دولتين حاضرتين: انكم يا وزراء الداخلية تريدون التسلط على الاعلام. بينما القضية ليست قضية تسلط نحن نقول: يا أيها الاعلام تكلم عن الارهاب وحذر المواطنين العرب من الارهاب واسمع صوتنا للعالم بأننا دول ضد الارهاب ويومها لم تكن هناك أحداث 11 سبتمبر ولا شيء من هذا. لماذا السعودية رفعت هذه المطالب. لاننا نعاني فقد حدث عندنا حادثان ارهابيان كبيران حادث (الخبر) وحادث (العليا) عدا الحوادث الفرعية التي تحصل وفي ذلك الوقت كنا نعرف عن الحركات الموجودة في أفغانستان وفي دول متعددة في السودان وغيرها كانت الجزائر تعاني، وتونس تعاني، وبعض دول مجلس التعاون تعاني، ومصر تعاني. العملية كما ترى نبعت من واقعنا وكنا نعتقد أن دول العالم يجب أن تشاركنا في المكافحة وكنا عندما نوقع في المملكة أي اتفاقية أمنية مع أي دولة عربية أو اسلامية من دول العالم الاخر يكون الارهاب فيها مادة رئيسة ونحن مع اخواننا في مجلس التعاون نتعاون في هذا الشأن وكذلك مع الدول العربية لقد كان احساسنا سابقا لما عاشه العالم في الآونة الاخيرة لكن هذا الاحساس لم ينظر له العالم الا حين وقع ما وقع في 11/9.
وأقول الان ان مصر والاردن وأخيرا السودان أصبحنا نتعاون معها ثنائيا بالعمل الامني تعاونا ايجابيا ومرحلته متقدمة يمكن تعاوننا في دول مجلس التعاون أكثر ونريده أكثر. وفي اجتماعنا الاخير في مسقط تكلمنا عن هذا الموضوع وصدر عنا بيان لكن لم يذكر عنه شيء اعلاميا يمكن في البيان سلبيات لا بأس فليكتب عنها وتناقش سلبا أو ايجابا لكن هذا لم يحدث الاعلام اندفع الان الى متابعة أخبار الارهاب لكن الى الجانب السلبي لا الى الجانب الايجابي الاعلام مطلوب منه ادانة الارهاب مطلوب منكم كاعلام أن تفكروا كيف تحمون بلدانكم وشبابكم من عمليات الارهاب وكيف تحمون عقيدتكم من أن تظهر بهذا الاسم الارهابي من قبل أناس ليسوا على المستوى ومن قبل أناس مشكوك بهم وأنا من الذين يشكون كثيرا أن هذه المنظمات الارهابية لها علاقة مع الاستخبارات الاجنبية ذات التوجه المضاد للعرب والمسلمين وأولها استخبارات اسرائيل لان هؤلاء أرادوا الاعتداء علينا من قواعدنا ومن منطلقاتنا وهي اسلامنا وقضية فلسطين المراد مني أن أصدق أن 19 شابا 17 منهم من السعودية استطاعوا أن يقوموا بهذه العملية (عملية 11 سبتمبر) وان ابن لادن أو تنظيم القاعدة فعلوا ما فعلوه بذاتهم وهذا مستحيل لن أصدقه اذا كان هؤلاء عندهم هذه القدرة فهم أناس غير عاديين خارقون ربما ولديهم قدرة سماوية. نعم هؤلاء أناس يقدرون على القتل أو يفجرون محلا أو يتحولون الى نعوش يقتلون بها أنفسهم وغيرهم لكن ينفذون خطة بهذه الدقة لا انني لا أصدق وأنا رجل أمن عايش الامن أكثر من ثلاثين سنة لكن نستطيع أن نقول اما هؤلاء عملاء أو جهال وفي كلتا الحالتين فان عملهم كان ضد الاسلام والمسلمين والعالم وبعملهم هذا أصبحوا ضد الاسلام والمسلمين والعرب فهل في هذا مصلحة للاسلام وأهله وللعرب كلهم. لا أعتقد كان المفروض أن يعرف أن الاسلام دين سلام دين رقي دين تحاب وتواد مع شعوب العالم ودين أمن واستقرار في الداخل أما أن اتى وأكفر على هواي وأزندق الناس وأكفرهم.. حرام ومن يكفر يعاقب شرعا لا أحد يستطيع أن يكفر مسلما مهما كانت أخطاؤه. هذا أمر لا يجوز أنت تعرف أن هناك نصا شرعيا يفيد أنه لو أمرك ولي الامر بألا تصلي في هذا المسجد فان عليك ألا تصلي فيه على قول الله تعالى (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم). وولي الامر هو الدولة والرأي العام لانه عندما تقول دولة فانما ذلك يعنى الدولة والشعب من صالح الامة ألا تخالف ولي الامر أما ان تخالفه بعنجهية فهذا ليس من صالح الاسلام وان تفسر الاسلام تفسيرات كما تريد هي فهذا غير صحيح نحن قبضنا على ناس في الفترة الماضية وأدينوا شرعا وبينهم واحد قتل وهناك أربعة أعدموا في يوم واحد هل الملك أمر بقتلهم. لا المحكمة هي التي حكمت عليهم بالموت لانه وجب عليهم الحد أي القضاء الشرعي أي قضاة يمثلون الامة والقضية مرت على ثلاثة عشر قاضيا المحكمة الاولى بثلاثة قضاة، التمييز خمسة قضاة، الهيئة الدائمة لمجلس القضاء الاعلى خمسة قضاة، وهؤلاء يمثلون ضمير الامة .
@ الامير عبدالله والامير سلطان وأنت دائما تتحدثون عن أنكم أمة وسط.. هل لكم أن تفسروا لي هذا المنطوق ولماذا تتحدثون عنه ؟
هذا المنطوق شرعي أي لا تفريط ولا افراط علما أن التزمت والتشدد في الاسلام غير واردين والانحلال والتساهل غير واردين أيضا حتى في تعامل الانسان فان الله يقول (لا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط) الدين دين وسط والوسط معروف والوسط قاعدة شرعية قالها رسول الله هذا هو المفهوم أي الوسط الذي لا تطرف فيه لا تطرف في التزمت باسم الدين ولا تفريط في الدين وقلب الامور الناس يعتبرون الدين مجرد عبادة أصلي وأصوم وأزكي وأحج فقط. لا.. الدين معاملة، الدين أخلاق، الدين علمنا حتى كيف نتعامل مع أنفسنا وكيف نتعامل مع الناس. لا يوجد شيء أهم من حرية الانسان وكرامة الإنسان. الله منعنا من الاغتياب أي أن أتكلم عن انسان في مجلس وهو غير موجود أكون قد اغتبته وأجازى شرعا على فعلتي أي اغتياب أي انسان التشهير ممنوع في الإسلام وهناك أشياء كثيرة في الدين تحتاج في الحقيقة الى علماء يشرحونها لانها غير مفهومة من الناس.
ثم ان القضية ليست قضية فتاوى فقط نحن في عصر يجب أن نشرح لمواطنينا ونشرح للعالم الآخر الإسلام بصورته الحقيقية النقية أنا ناقشت صحافيين ومسؤولين حول كيف نطبق نحن الشريعة الاسلامية كقانون لانه توجد أحكام هكذا وأحكام هكذا فقلت اذا كنتم تنتقدون وتقولون اننا لا نطبق الاسلام فنحن مستعدون للنقاش، واذا كان عندنا أخطاء فنحن نعترف بها أما اذا كنتم تناقشون الاسلام كاسلام وكعقيدة فهذا ليس مسؤوليتنا لوحدنا بل مسؤولية المسلمين كلهم والعالم الاسلامي يزخر بالعلماء فناقشوا الجميع ونحن منهم.
@ دعني اسألك سمو الامير عن هذه الخصوصية السعودية ألا تراها تزعج حلفاءكم؟
والله نحن نعيش معهم هذه هي خصوصيتنا وهذه هي طبيعتنا ولم تتغير منذ أن وحد الملك عبد العزيز رحمه الله هذه البلاد وتعاملنا بموجبها مع دول العالم كلها أول دولة اعترفت بالمملكة كانت الاتحاد السوفياتي ولم تنقطع علاقتنا الا بعد أن امتدت العقيدة الشيوعية علاقاتنا مع أمريكا، مع بريطانيا، مع فرنسا، مع الصين كلها علاقات قديمة لا توجد دولة في أوروبا الا ولنا معها علاقات مفتوحة سواء اقتصادية أو سياسية لنا خصوصية وعلى من يتعامل معنا أن يحترمها نحن لا نشعر أن هذه الخصوصية تزعج علاقاتنا مع الآخرين لكن هناك من يعتقد أنه عندما يضخم سلبيات خصوصيتنا سيحدث خللا في جبهتنا الداخلية ويخل بعلاقاتنا الدولية مع دول العالم هذا لن يحدث.
@ هناك تأكيد من كل المسؤولين السعوديين بأن أمريكا لم تطلب منكم تغيير المناهج ؟
لم نسمع هذا من مسؤولين أمريكيين المسؤولون لم يأتنا منهم شيء بهذا الخصوص لكننا نسمع طرحا في هذا المجال عن طريق الاعلام قد يكون لمسؤول أو من هو في موقع المسؤولية لكن لا أحد قال لنا يجب ان تغيروا في مناهجكم.
@ على كل حال دعني أسألك عن رأيك في المناهج وما هو ؟
المناهج ما فيها شيء لكننا ننظر الى أن هناك علوما كثيرة قد طرأت والمطلوب أن من يتخرج من الثانوية أن يتخرج مسلما ويعرف ما هو المفروض عليه وما هو الحلال وماهو الحرام ويعرف كيف يبر بوالديه وكيف يتعامل مع أرحامه ومع الناس هذا من الناحية الدينية اذ ليس مطلوبا منه أن يكون قاضيا أو مرشدا اذا ما تخرج واختار أن يتخصص فهناك كليات متخصصة وكذلك نلاحظ في العلوم غير الدينية.
أن الرياضيات فيها كثافة أكثر من اللزوم ونظرا لان العالم تغير في مناهجه الدراسية لجهة عدم الحفظ لاداء الاختبارات وباتجاه الفهم والاستيعاب نرى أن المواطن عندما يتخرج من الثانوية يكون انسانا قادرا على أن يعيش في هذا الوقت يتوقف ويسأل نفسه أما يحصل على تحصيل علمي في تخصص علمي أو أدبي أو يتدبر أمره بما توصل اليه من درجة علمية.. المناهج جيدة وتتطور لكن خارج اطار هذه المناهج هو الذي يجب أن نراقبه خصوصا ذاك الذي يدخل في افتاء غير فهيم وعلم غير حكيم.
@ لك يا سمو الامير ثلاثون سنة أو أكثر في وزارة الداخلية هل تتذكر أن الامن السعودي مارس حالة البطش ضد الشعب ؟
لم نمر بحالة بطش بمعنى البطش بل مررنا بحالة حزم أي كنا نقضي على أشياء قبل أن تحدث طبعا من أسوأ ما حدث لنا أثناء تحملي لمسؤولياتي هو الاعتداء على الحرم الذي أنهيناه في أسبوعين كان لهذا الاعتداء بوادر لكنها لم تكن تصل الى حد أنه يمكن فيه الاعتداء على الحرم وللاسف كانت مراجع المعتدين ومصادرهم من الكويت دار الطليعة التي كانت مصدر كتبهم وكان الى جانبهم تنظيمات أخرى منهم من تأثروا بالاخوان المسلمين ومنهم من تأثروا بجماعة التبليغ. لكني أقولها من دون تردد أن مشكلاتنا وافرازاتنا كلها وسمها كما شئت جاءت من الاخوان المسلمين وأقول بحكم مسؤوليتي أن الاخوان المسلمين لما اشتدت عليهم الامور وعلقت لهم المشانق في دولهم لجأوا الى المملكة وتحملتهم وصانتهم وحفظت حياتهم بعد الله وحفظت كرامتهم ومحارمهم وجعلتهم آمنين. اخواننا في الدول العربية الاخرى قبلوا بالوضع وقالوا انه لا يجب أن يتحركوا من المملكة استضفناهم وهذا واجب وحسنة بعد بقائهم لسنوات بين ظهرانينا وجدنا أنهم يطلبون العمل فأوجدنا لهم السبل ففيهم مدرسون وعمداء فتحنا أمامهم أبواب المدارس وفتحنا لهم الجامعات ولكن للاسف لم ينسوا ارتباطاتهم السابقة فأخذوا يجندون الناس وينشئون التيارات وأصبحوا ضد المملكة والله يقول (وما جزاء الإحسان إلا الإحسان) هذا ما نعرفه لكن في حالهم الوضع مختلف على الاقل كان عليهم أن لا يؤذوا المملكة اذا كانوا يريدون أن يقولوا شيئا عندهم لا بأس ليقولوه في الخارج وليس في البلد الذي أكرمهم اذكر أن عالما فذا هو الشيخ محمد الغزالي رحمه الله عمل عندنا ثم توفي ودفن في المدينة المنورة كتب كتابا قديما تعرض فيه للملك عبدالعزيز رحمه الله وعندما جاء وعمل في المملكة في كلية الشريعة في جامعة أم القرى في مكة التقيته وقلت له يافضيلة الشيخ أنت تعرضت للمملكة ولموحدها وأسألك بالله هل ما قلته في كتابك صحيح قال قسما بالله لا لكني لا أستطيع أن أغير ما قلت وأنا في المملكة اذا خرجت منها سأكتب. واذكر أن أحد الاخوان البارزين تجنس بالجنسية السعودية وعاش في المملكة 40 سنة لما سئل من مثلك الاعلى. قال: مثلي الاعلى حسن البنا، كنت أنتظر منه أن يقول مثلي الاعلى محمد عليه الصلاة والسلام أو أبو بكر أو عمر أو عثمان أو علي أو أحد أصحاب رسول الله ما معنى اختياره لحسن البنا معناه أن الرجل ما زال ملتزما بأفكار حزب الاخوان المسلمين الذي دمر العالم العربي. أقول لك بصراحة ان الاخوان المسلمين أساءوا للمملكة كثيرا وسببوا لها مشاكل كثيرة. خذ عندك حسن الترابي لقد عاش في المملكة ودرس في جامعة الملك عبدالعزيز وأنا شخصيا أعتبره صديقي وكان يمر علي دائما وخصوصا عندما عمل في الامارات لا يأتي الى المملكة الا ويزورني وما ان وصل الى السلطة حتى انقلب على المملكة وخصوصيتها وذات مرة أنشأت المملكة مطارا في السودان بعد تسلم الترابي للسلطة حضر وفد سعودي لتسليمه اياه لم يقل شكرا للمملكة على ما فعلت. ماذا أقول لك لقد تحملنا الكثير منهم ولسنا وحدنا الذي تحمل منهم الكثير انهم سبب المشاكل في عالمنا العربي وربما في عالمنا الاسلامي.
@ ألا ترى أن من عيوب المملكة أنها غير شفافة مع خصومها وفي السابق كنتم تدمدمون على القضايا وتسكتون عنها ؟
والله لا عندما حصل غزو العراق للكويت جاءنا علماء كثيرون على رأسهم عبدالرحمن خليفة ومعهم الغنوشي ومعهم الترابي والزنداني ومعهم اربكان واخرون أول ما وصلوا اجتمعوا بالملك وبولي العهد وقلنا لهم هل تقبلون بغزو دولة لدولة؟ هل الكويت تهدد العراق؟ قالوا: والله نحن اتينا فقط لنسمع ونأخذ الاراء بعد ذلك وصلوا العراق ونفاجأ بهم يصدرون بيانا يؤيد الغزو العراقي للكويت. هل هذا ما يجب فعله وهل هذا الموقف يرتضي به العقل ما هو مبرر أن دولة تغزو دولة أخرى وتطرد شعبها من أرضه وبلده وتحاول قتل شرعيته بعد أن تولى أربكان الوزارة في تركيا جاءنا مرة ثانية. قلت له: يا دولة الرئيس المفروض أن تؤيدوا الكويت وتنصحوا صدام بالانسحاب. وكان ذلك قبل وقوع الحرب واعتقد أن أشياء كثيرة مثل هذه قد مرت عليكم في الكويت وأنا لا أزال امل من الله سبحانه وتعالى أن يعود الاخوان المسلمون عن خطئهم لانه لا معنى أن أكون في السلطة وأتعامل بهذا الشكل أي أتعامل بما لا يجوز خذ التكفير والهجرة من لا يأتي معهم يقولون هذا كافر طلقوه من زوجته ان من يطلب الوصول الى القيادة السياسية يطلبها طبعا بالطريق المشروع وليس بالقتل والتدمير وارهاب الناس وذبحهم كالخراف هذا لا يرضي الله ولا رسوله.
@ سمو الامير أريد أن اسألك هل المملكة خالية من الخلايا النائمة؟
بالمعنى الذي يتحدثون عنه المملكة خالية من هذه الخلايا ولكن هذا لا يعني ألا نجد شخصا يقول ان معي فلانا وعلانا ممن يشتبه بوجودهم انما بمعنى خلايا نائمة لا، لا يوجد وان وجد بعد ذلك أقول لك اننا لسنا نائمين نحن نتابع كل شيء ونعرف بلدنا وحريصون على التقويم ومن لايهتدي بالمنطق والعقل وبالتوجيه وبشرع الله فيدنا قوية عليه لان الرسول يقول: من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد ان يفرق جماعتكم فاضربوا عنقه كائنا من كان. الاسلام يأمرنا بالامن والرسول يقول بما في معناه من بات آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها، ولاحظ الدعاء الذي يقول: اللهم امنا الضراء واعطنا واصلح أمتنا وحكامنا وارزقهم البطانة الصالحة لقد ناقشت ناسا في مكتبي في هذا الدعاء فقلت هذا واجب ولي الامر وواجب من يوليه ولي الامر شؤون الامن والامان فقالوا لا انه ليس واجبا بل سنة فقلت أليس واجبا أن نتبع السنة مع الأسف هناك شباب غسلت أدمغتهم ولم يتفقهوا في العلم الا قليلا ونصبوا أنفسهم مفتيين وشيوخ دين وكأن الإسلام هو ما يمارسون وما يدعون له وليس ما أنزل على رسول الله.
@ تشكو أغلبية الناس في دول مجلس التعاون بما فيها المملكة العربية السعودية من أن الانظمة ملك للاقلية وليس ملكا للاكثرية، بمعنى أن الانظمة تتبع أصحاب الحناجر وتسايرهم وخصوصا الذين ينتقدون ويتكلمون ويلسنون على النظام لكن الاغلبية الصامتة التي لا تتكلم لا تجد أحدا يدافع عنها ؟
عندنا الامر مختلف، أولا أن كل أئمة المساجد وكل المرشدين هم موظفون في الدولة لكن عندنا 50 الف مسجد تقام فيها الصلوات ومنها صلاة الجمعة التي تكون فيها الخطبة فهل أنت تضمن أن يكون كل الخمسين الف امام على مستوى واحد من الحصافة من يخرج عن الفكر الرسمي للدولة ولولي الامر يوجه التوجيه السليم من مراجع وزارة الشئون الاسلامية ان صلح كان بها وان لم يصلح فانه ليس جديرا بالامامة حتى لا يسمم عقول الناس وليبحث لنفسه عن عمل اخر ويعين امام بدلا عنه يكون قادرا وفهيما بأوامر الله ونواهيه. نحن نعيش هذا الواقع انما ومثل أي شيء موجود في الحياة خذ الاقتصاد نحن نتعايش مع أحواله بازدهار أو انحسار الناس تأتيهم الامراض ويتعالجون منها هذه أمراض وحالات اجتماعية هناك تيارات الوانها ومصالحها مختلفة ومتعددة وهناك استغلال للاسلام من جهات أجنبية من أجل الاساءة اليه ولتشويهه والمتاجرة به.
@ هناك من يقول ان الامن الحقيقي هو الامن الاقتصادي وأنت كوزير داخلية وكجزء مهم من النظام ومن الحكومة هل لك توجيهات اقتصادية حتى لا تواجه مشكلات أمنية في المستقبل ؟
هناك شيء اسمه الامن.. الامن العام للبلاد ويعنى بالجرائم والقتل والارهاب ولكن هناك أمنين الامن الفكري والامن الاقتصادي واذا صلح الامنان الفكري والاقتصادي انعكس ذلك على الامن العام نمو الاقتصاد ونمو الفكر يحدان من مشكلاتنا الامنية فلابد لرجال الفكر أن يعملوا لتحقيق الامن الفكري ولابد لرجال الاقتصاد أن يعملوا من أجل تحقيق الامن الاقتصادي وبالتالي نحن نساعدهم ونعزز أمنهم لانه في مرات عديدة تطغى عملية الربحية على العامل الاقتصادي فيجرى التحايل والتعامل بأساليب لا تجوز لكن نحن مؤمنون ونعرف بأن رأس المال جبان ولا يتحرك الا في بيئة امنة تحقيق الامن والاستقرار هو العامل الاول لتحقيق نمو اقتصادي ثم أن القنوات الامنية مفتوحة مع رجال الاعمال بشكل مباشر ومع الغرف التجارية وعلى أساس متابعة مشاكلهم ونحاول أن نحلها لهم بما يصب في حالة الامن الاقتصادي لكن مطالبنا منهم أن يتعاملوا تعاملا اقتصاديا صالحا ورحيما في هذه المرحلة بالذات واقع الحال أن الناس يأتون ويرون الحالة الاقتصادية في البلد هي حالة بناء تنفي حالة الركود لا أحد يبني في حالة التراجع الاقتصادي ولا أحد يطلب تسجيل شركات محلية وأجنبية ولا أحد يتعامل مع البنوك في حركتها الا اذا كانت الحالة الاقتصادية نشطة هناك حركة نشطة في الاسهم وبناء للعقارات والاستثمار نشط والاسواق في توسع وقوتها الشرائية جيدة والان وفي سياق هذه الحركة نرى الدولة تطرح 20 مرفقا للتخصيص ألا ترى أن هناك بيئة آمنة ينشط فيها رأس المال ويعمل الناتج الوطني وصل الى سبعمائة بليون ريال انه مبلغ جيد وكبير ونريد مزيدا من الامن الاقتصادي ونريد حالة ازدهار نشطة حتى ينشغل الناس بتدبير أرزاقهم بدل الفراغ الذي يدفع بهم الى اليأس والاخلال بالامن وهنا دور الامن الاقتصادي والامن الفكري والامن العام .
@ هل ترى أن التخصيص يعني جزءا من توزيع الثروة ؟
هو ليس توزيعا للثروة لكننا نتمنى أن يستفيد كل مواطن من هذه الفرصة وفي الوقت نفسه فان هدفنا أن يلقى كل مواطن عملا وأنا أتكلم عن هذا الامر من موقع مسؤول فأنا أرأس مجلس القوى العاملة وقد طرح أمر (السعودة) وأكدنا للجميع أن السعودة هي هدف استراتيجي للدولة لابد أن يتحقق ولابد للمواطنين أن يعملوا ولابد لرجال الاعمال أن يساعدوا معنا في تحقيق هذا الهدف لاننا نعاني نحن من كم كبير من القادمين الى العمل في المملكة.. أقصد الكم السعودي وليس الاجنبي عندنا أكثر من سبعة ملايين انسان في المملكة عاملين غير سعوديين نحن هنا لم نتقدم لمساعدة الدول التي قدم منها هؤلاء الناس بل هم يعملون ويتقاضون أجورهم لكنهم يشكلون عبئا كبيرا على المرافق على الكهرباء على الطرق على المياه وعلى أشياء كثيرة وبعد ذلك وبحكم أنهم من جنسيات متعددة فإنهم يخلقون حالة تؤثر على المجتمع زائد تأثيرهم على الناحية الامنية بعضهم يتعاملون مع المخدرات وارتكاب جرائم غريبة علينا وفي الاخر فان المبالغ من العملات الصعبة التي تخرج من عندنا والتي لا تقل عن أربعين أو خمسين بليون ريال في السنة هذه المبالغ أولى بها أبناء الوطن ولا تنسوا البطالة فهي أمر مزعج ولكن نقبل بهؤلاء الاخوان لامور فنية ولامور تنافسية ومن ثم فاننا نطلب من اخواننا رجال الاعمال وبشكل يومي وبحكم مواطنتهم أن يسعوا كي تعود هذه الاموال اليهم لكن المنافسة لها أحكام وتكمن القصة هنا في رخص الاجور وطاعة رب العمل.. السعودي أجوره عالية السعودي يطالب بأجر عمل أكبر ولا بد أن يتقيد بساعات عمل لكننا نسعى الان مع الشركات لان ننشىء مراكز تدريب للسعوديين من يصلح منهم عينوه ومن لايصلح لا تعينوه. انظر الان الى شركة الزامل لصناعة المكيفات يوجد فيها الف عامل سعودي ويأخذ كل واحد منهم 1500 ريال .
السعوديون ممكن أن يشتغلوا والعملية هي عملية ارادة عقلانية نحن لسنا كمن يسن قوانين عنجهية ويفرضها على الناس لا نحن نقول لرجال الاعمال أنتم مواطنون تعالوا معنا وضعوا أياديكم معنا نحن نريدكم أن تربحوا لكن بدل أن تربحوا 40 في المائة اربحوا 20 في المائة أو 30 القضية هنا قضية تعاون ومرونة لذلك فإن سياسة المملكة هي أنه يجب على الانسان أن يحصل على رزقه ولهذا انشأت الدولة الضمان الاجتماعي لتصرف للمواطنين وللاسر مرتبات جارية لكن مع ذلك هناك اناس محتاجون ثم أن النمو السكاني يرتفع بشكل غير عادي ويبلغ 8ر4 فكيف بنا اذا جاء سبعة ملايين انسان من خارج بلادنا لمزاحمة أبنائنا.
@ الارهاصات الامنية كيف هي عليه الان مقارنة بما كانت عليه في السابق؟
أنا لم أر شيئا طارئا يوصلني الى القلق أنا من موقعي كمسؤول عن الامن لم أنم ليلة وأنا قلق لكنني لا أضمن المفاجآت أنا جزء من هذا العالم فقد يواجهني أي شيء أمريكا فوجئت بأحداث 11 سبتمبر. من كان يتوقع هذه الاحداث لدولة مثل أمريكا تزخر بوسائل وأدوات الامن الحديث والدقيق لكن لابد من العمل على مستوى عال من القدرة نحن قدرنا أن نتعامل مع المجهول ويجب دائما أن نتوقع الاسوأ لانه لو ركنا الى السكينة والهدوء فلن نصل الى شيء بعد ذلك فإن قدر رجال الامن أن من يواجههم مجهول المكان والزمان والكيف .
@ لقد سألتك قديما هذا السؤال يا سمو الامير، وسألت اخرين وأعود وأطرحه عليك اليوم. ما سر الحديث المتكرر عن وجود صراع بين الكوكبة الحاكمة في السعودية؟
أذكر أنك سألتنى هذا السؤال. كما أذكر أن جوابي عليه كان جد قطعي وهو انه لا يوجد هناك شيء مما ذكرته وأصدقك القول فإن هذا الهذر السياسي حول هذا الموضوع لم يتوقف، بل استمر وتطور الى أن أخذ طريقه الى جميع وسائل التقنية المتقدمة كالانترنت، بل ولقد تعدت الامور حدود الكلام الى الرسوم والصور المركبة ما تسألني عنه نقرأه ونسمعه ونشاهده سواء بالوسائل المسموعة أو عبر اطروحات الوسائل المرئية. لكني أعود وأقول لك والكلام قطعي ان دستور القيادة السعودية هو ما تأمر به العقيدة والعقيدة تقول: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) نحن هنا كقياديين جنود لولي الامر نحن جنود لخادم الحرمين الشريفين ولولي عهده والقيل والقال حول تماسك هذه القيادة يدخل في مشاعر الامل والامنيات ولا يتصل بالواقع وأوضاعه أقول لك وبالبنط العريض ان القيادة السعودية ورجالها تستمد تماسكها من فلسفة العقيدة نحن هنا في خدمة أمة استطاع والدنا الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه أن يصنع منها واقعا جغرافيا على امتداد واسع وكبير واقع ديني يستمد سلوكه من شرع الله وسنة رسوله. ليقولوا ما يقولون في وسائلهم الاعلامية المضادة فنحن لا نتأثر بها ولا هي تؤثر علينا وما تقوله هذه الوسائل ماهو الا أضغاث أحلام سيصاب أصحابها بالخيبة والخسران نحن هنا بكامل الاسرة القيادية وبشعبنا نخدم الوطن السعودي ونولي الطاعة لولي الامر وغير ذلك لا يعدو أن يكون كلاما لا طائل منه وردنا عليه قول الله تعالى: (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) .
@ سمو الامير هل هناك تعاون أمني بين دول مجلس التعاون بشكل يبعث على الرضا أم أن هذا التعاون لفظي لا يتعدى حدود المجاملة ؟
هناك تعاون لكن ليس بالحدود التي نطمح اليها ونريدها. دول مجلس التعاون مهمة وترابطها سيخلق منها قوة اقتصادية واجتماعية مرموقة ولذلك فان أمن هذه الدول مهم ويريد مزيدا من التعاون. ان وعي شعوب المنطقة أصبح أسرع حضورا من وعي قادتها وخصوصا في الدول التي تتعامل مع شعوبها بشفافية وهذه الشعوب الواعية تريد أن ترى دولها قوة فعالة ومعتبرة خصوصا في مواجهة الكوارث الامنية التي تلم بعالمنا الكبير نعم هناك تعاون ولكننا نريده قويا وحصيفا ومنفتحا لانه مطلب شديد الالحاح على كل دول المجلس وليس على دولة دون أخرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.