حينما تمتزج لغة الشعر بلغة الحب ولغة الروح بلغة الجمال ولغة العطاء بلغة الحكمة يكون ذلك الشاعر الكبير أحمد الحربي من يعرفه كشاعر لابد أنه سيعرفه إنسانا. ومن يعرف أنه يحب الترحال فلابد أن يعرف أنه يحب الحياة. الحياة عنده ليست وظيفة ومالاً وأسرة بل هي أشمل وأعمّ من ذلك.. هي في مفهومه علاقة الإنسان بالإنسان في أي مكان وزمان لهذا تجده في المغرب العربي كما هو في المشرق العربي حاضر في القصيدة والكتابة والمشهد الثقافي بتفاصيله. حاضر في العلاقات الإنسانية المتجردة من الماديات. من يهزم الألم والمرض ويتعالى على جروحه ومتاعبه لابد أنه مختلف في رؤيته للحياة والشعر والكتابة والعلاقات. أحمد الحربي المثقف والأكاديمي والإداري يختلف عن الآخرين كثيرًا ذلك لأنه قرين المرض في حين أنه قرين الحياة. لم يقف عاجزًا ولا متذمرًا ولا مكتئبًا بل ضحوكًا مبتسمًا محبًا مرتحلاً يشع حضوره جمالاً وعطاء. تجربته الإبداعية ناضجة وعميقة وذات قيمة فنية عالية. أحسب أن الكلام هنا لا يستطيع التعبير عن قامة وقيمة أحمد الحربي الإنسانية والثقافية ولكن ما قدمه من عطاءات متنوعة ستجعله في ذاكرة لا تشيخ ولا تنسى. ليت لنا مثل روح وسماحة أحمد الحربي لكنا عشنا بسلام. ** **