للذين يبحثون عن ملامح النبلاء الذين يقرؤون عنهم في الروايات العالمية، والذين يفتشون عن قسمات التواضع، وعن الحكماء الذين ذكرتهم كتب التاريخ، والذين يتشككون في وجود شخصيات تجتمع فيهم الأخلاق والحكمة والتواضع والثقافة والسيرة النزيهة والوطنية الخالصة عليهم أن يأتوا إلى عبدالعزيز محيي الدين خوجة، ليجدوا كل القيم والصفات والأخلاق والنبل. لا أعلم هل أتحدث عن مناقبه الإنسانية التي قل أن تجدها في شخصية بمكانته العلمية والثقافية والإدارية؟ أم أتحدث عن حكمته في التعامل مع القضايا الشائكة؟ أم عن قصيدته الشعرية التي تأخذ القارئ إلى عالم مثالي يخلو من الحسد والكره والصراعات وتنحاز إلى الجمال والحب والإنسانية بكل أبعادها؟ عبدالعزيز خوجة وحده يتجلى بكل الصفات النبيلة، حيث يشعرك أنك أكبر منه مكانة وثقافة رغم ما وصل إليه من مكانة علمية من خلال عمله الأكاديمي وأبحاثه في علم الكيمياء، ومن خلال مكانته الثقافية كشاعر مبدع ووزير للثقافة أو مكانة السياسية من خلال عمله وزيراً وسفيراً مميزاً. صاحبته في السفر فكان نعم الصاحب، وعملت معه في المكتب فكان نعم المسؤول، وقرأته فكان كبيراً في ثقافته وعطائه الإبداعي، وشاهدت معاملته المثالية مع الموظفين وتعامله مع المعجبين بشخصيته فكان في قمة التواضع، لم أره يغضب أو يحقد، أو يكره، أو ينتقد شخصية من الشخصيات، كان صديقاً للجميع، يشعر ضيفه بأنه صاحب المكان، يحتفي به ويدنيه منه ويكرمه، ولا يرد من طلبه حاجة إذا كان باستطاعته تلبيتها، يطبق روح النظام والقانون في عمله بجرأة وحكمة. عبدالعزيز خوجة أيقونة إنسانية وعلمية وثقافية وإنسانية فريدة. ** **