باتت الأجهزة الذكية في عصرنا الحالي خطراً بحد ذاته يهدِّد أطفالنا، ويجعلهم بعزلة تامة عن العالم الخارجي بحيث يمضي الأطفال ساعات طويلة أمام تلك الأجهزة ويبحرون في عوالم خيالية تؤثِّر على سلوكاتهم وتفاعلهم الاجتماعي وأصبحوا يفضِّلون الجلوس مع تلك الأجهزة الذكية بدلاً من جلوسهم مع ذويهم وأصدقائهم أو الخروج إلى المنتزهات والحدائق، فأصبحت أجهزتهم الذكية هي صديقهم المقرّب استخدامهم للهاتف في فترت الليل يسبب اضطرابات النوم مثل الأرق وقلة النوم كما قد يؤثِّر استخدام الأجهزة الذكية في الليل على الإنتاج الطبيعي للميلاتونين الذي ينظِّم النوم وإزالة السموم. فالضوء الأزرق، المنبعث من شاشات الأجهزة الذكية، هو عبارة عن أشعة تمنع إنتاج الميلاتونين. وأصبحت أيضاً أعراضها مماثلة لمرض التوحّد وأضحى خطر التوحّد الافتراضي يهدِّد أطفال العصر الإلكتروني مما يستدعي دق ناقوس الخطر. ناهيك عن المخاطر الصحية الأخرى؛ فتعلقهم بها يمكن أن يسبب دون قصد أضرارًا بالغة بأدمغتهم التي ما زالت في طور النمو, ويعيق تنمية قدراتهم، لا سيما القدرة على التركيز والانتباه والتواصل والإحساس بالآخرين. إن هذه الأجهزة والألعاب المرافقة لها تصنع طفلاً عنيفًا، نظراً لما تحويه من مشاهد عنف يرتبط بها الطفل، وتبقى تصرفاته في مواجهة المشاكل التي تصادفه يغلب عليها العنف، وهناك تجارب وأبحاث أجريت في هذا الموضوع وأوضحت وجود علاقة وطيدة بين السلوك العنيف للطفل ومشاهد العنف التي يشاهدها. كما أن هذه الأجهزة تؤثِّر سلباً بشكل واضح على صحتهم، فيصاب الطفل بضعف في النظر نتيجة تعرضه للأشعة الكهرومغناطيسية قصيرة التردد المنبعثة من شاشات تلك الأجهزة التي يجلس أمامها ساعات طويلة أثناء ممارسته اللعب. وهنا أصبح من الواجب علينا البحث عن حلول، وخطة واضحة ومحددة لشغل أوقات فراغ أطفالنا لتلافي أضرار هذه الأجهزة، وتحديد وقت محدد في اليوم لا يزيد عن ساعة مثلاً، ومشاركتهم نشاطات عقلية وترفيهية تشغلهم عن تلك الأجهزة التي تدمر وتحد من تفكيرهم. ** ** - أوصاف الفارس