يومًا بعد يوم تتكشف حقائق جديدة وصادمة للوسط الرياضي عما يحدث في دهاليز الاتحاد السعودي لكرة القدم من بعض الأمور الخفية التي لا يعلم عنها الكثير من الجماهير والمتابعين والباحثين عن منافسة شريفة وعادلة في دورينا بعيدًا عن أي تدخلات مهما كانت للتأثير على سير المنافسة بين الأندية. البيان الذي أصدره الاتحاد السعودي لكرة القدم جاء لتوضيح ما تميَّزت فيه جريدة الجزيرة عن رفع الإدارة النصراوية برئاسة سعود السويلم طلبًا للاتحاد السعودي لكرة القدم بضرورة إبعاد بعض طواقم التحكيم الأجنبية عن إدارة بعض مباريات النصر. إلى هنا ربما تكون مطالب الإدارة النصراوية منطقية نوعًا ما، لكن أن يتضمن الخطاب النصراوي ضرورة إبعاد بعض طواقم التحكيم الأجنبية عن المباريات الخاصة بمنافس النصر التقليدي (الهلال)، وهما الفريقان اللذان يتنافسان بقوة هذا الموسم على لقب دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، فهو طلب غير منطقي أبدًا، وفيه الكثير من الغرابة بسبب سعي الإدارة النصراوية لفرض وصاية معينة على عمل الاتحاد السعودي ولجانه، وكذلك التدخل في شؤون نادٍ منافس لهم على اللقب. أسئلة كثيرة وحائرة، تبحث عن إجابة واضحة وشافية بعد هذا الخطاب النصراوي الذي ظهر للعلن، من أهمها: ماذا يدار بالخفاء ضد الهلال الذي يتعرض لأخطاء تحكيمية غريبة جدًّا؟ ولعل ما حدث في مباراته أمام فريق أُحد التي أُلغي فيها هدف هلالي صريح، خسر معه الهلال نقاط المباراة الثلاث، التي أفقدته صدارة الدوري.. خير دليل. وثمة سؤال عريض آخر، يبرز، هو: ما هي القوة التي تجعل إدارة النصر تتجرأ وتطلب إبعاد بعض طواقم التحكيم الأجنبية عن مباريات منافسهم المباشر على لقب الدوري..؟!! وهل هذا الطلب النصراوي فيه تدخُّل صريح وواضح في محاولة للتأثير على سير المنافسة بينهم وبين الهلال وبقية فِرق الدوري الأخرى المتنافسة معهم في المسابقة نفسها. والتساؤل الأبرز: لماذا تأخر الاتحاد السعودي لكرة القدم في إصدار هذا البيان الذي أجزم أنه يدين الاتحاد السعودي، ولا يبرئه بسبب التأخير في توقيت ظهور البيان؛ لأن ما حدث فيه محاولة للتدخل في آلية وعمل لجان هذا الاتحاد الذي يمرُّ بمرحلة ضعف لا مثيل لها في تاريخ الرياضة السعودية منذ تأسيسها..!! بعد تسرب خطاب مطالب الإدارة النصراوية للشارع الرياضي يا تُرى هل هناك مخاطبات أخرى أكثر قوة للتأثير على المنافسة لا يُعلم ما هي، ولم تظهر بعد..؟؟ ختامًا، نحن نملك دوريًّا قويًّا جدًّا، وذا قيمة فنية عالية، ويحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة، وهو الأبرز على مستوى القارة الآسيوية، ولكن - بكل أسف - نملك اتحاد كرة ضعيفًا جدًّا، غير قادر على فرض قوته وأنظمته على بعض مسؤولي الأندية لدينا.