دائماً ما تؤكد الأيام وبعد ذلك التاريخ وقوانينه على حقيقة أساسية موجعة وهي أن الظواهر الشاذة في بعض الأنظمة لا يمكنها استخدام عقليتها ولا تعتمد على الأساليب العقلانية التي فيها مصلجة لشعوبها. وهذا ما لاحظه الجميع الذي يعيش داخل إيران أو خارجها، بل رصدت العديد من المنظمات العالمية والتي تعنى بالسياسة وأنظمة الحكم في العالم ومنذ قدوم «الملالي» للحكم في هذه الدولة الجارة أواخر السبعينات الميلادية وهي تخطط وبخبث في تصدير ثورتها وأفكارها للدول المجاورة وغير المجاورة. ومع أن الشعوب الإيرانية حرمت خلال العقود الماضية من الحياة الكريمة التي يتطلع إليها كل مواطن في العالم وباتت الظاهرة ممارسة النظام للدور التخريبي في الداخل والخارج، بل تميز هذا النظام ومنذ تسلمه للحكم بعد خروج الشاه بالعدوان وكراهية الشعوب العربية وعلى الأخص الدول المجاورة له. فزرع داخلها عناصر خفية خبيثة لم يتأخر عن دعمها مادياً ومعنوياً وحتى ودينياً بل إنه حاول جاهداً ومن خلالها زرع الفتنه في الدول المجاورة وتجاوز ذلك إلى مستوى الإرهاب والتخريب والتفجير كل ذلك أكدته اعترافات العشرات من عملوا مع هذا النظام وكان لهم دور كبير في الأعمال الإرهابية الكبرى خلال السنوات الماضية وكل ذلك مسجل صوتاً وصورة وشاهد ذلك الملايين. لكن الذي يجهله رجال هذا النظام البائس الذي يصطادة في مستنقعات المذهبية والطائفية ومحاولة زعزعت الأمن والاستقرار في الخليج وبعض الدول العربية كما في لبنانوسوريا والعراق واليمن. نسي أن الذي يمارس مثل هذه الأساليب العدوانية غير المقبولة لا ينجو منها ومن يزرع الشر لا بد له أن يحصد الشر. وهذا النظام لم يحصد من تدخله في سوريا والعراق وحتى لبنان واليمن إلا الخيبة فلقد كشف سوءاته. ولم يحصد من دعمه للحوثيين في اليمن وعدوانه على الشرعية اليمنية إلا الشر والخذلان والانكسار والهزيمة. وهزيمة هذا النظام لم تكن فقط في ساحة المواجهة بين قوات التحالف ومرتزقة إيران والحوثيين ومن يقف خلفهم. بل ساهمت انتصارات قوات التحالف المشتركة على إسقاط كل مبررات وجود هذا النظام في اليمن أو داخل دول أخرى من خلال قوات وعناصر إيرانية أو عبر أحزاب باتت معروفة لموالاتها وتنفبذها للأجندة الإيرانية العدوانية المعروفة. وهذا يعني أن انتصارات المملكة في تصديها لهذا النظام وسياسته العبثية ساهم في وعي الشعوب الإيرانية بما ارتكبه ويرتكه دوما نظام ملاليها من عدوانية ممجوجة في الداخل والخارج الأمر الذي ساعد كثيراً على هروب الملايين من الشعوب الإيرانية إلى الخارج بحثاً عن حياة كريمة مستقرة. وماذا بعد لقد أعطت المملكة ودول الخليج للنظام في إيران دروساً عديدة وكبيرة جعلها تتخبط وتقول ما تقول في إعلامها الأسود وجعلها تعيش في أرض الواقع بل وتتشب بكل شعارات الزيف والدجل الذي اعتاده ملاليه من أجل ممارسة مغامرتهم السوداء في تصدير «الثورة» التي اتسمت ومنذ البدء بالعدوانية والحقد الفارسي القميء. إن هذا الحلم أو التصور السرابي الذي جعل من ملالي إيران يجرون وراء المستحيل. لكنه تحول هذا المستحيل إلى وباء سرعان ما بدأ يقضي على الاقتصاد الإيراني الذي تراجع كثيراً عما كان عليه أيام نظام «الشاه» ومع هذا بات النظام أسير دائرته الشيطانية وبات مكروهاً في مختلف دول العالم الواعية، بل إن قادة العالم باتوا يشيرون إليه بأنه وراء الإرهاب في العالم بل إنه يقف وراء المنظمات والأحزاب الإرهابية دعماً وتشجيعاً بل وحتى مشاركة فاعلة كما في دعمه للحوثيين في اليمن بالأسلحة والصواريخ البلاستية. وبالأمس أعلنت المملكة قائمة تضم (40) اسماً لقيادات وعناصر مسؤولة عن تخطيط وتنفيذ ودعم الأنشطة الإرهابية المختلفة في جماعة (الحوثي) الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني.. ورصدت من أجل ذلك مكافآت مالية صخمة لملاحقتهم.