قرارات ملكية كالدرر يجود بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، على مسارات وطنه، تكشف عن قائد وطني عبقري فذّ، ندر أن يجود به زمان، وتعكس ما يتحلّى مقامه الكريم من نظرة مستنيرة وعزم طامح وأمل متألق وبصيرة متوقدة وتخطيط أرحب وأفق فائق وفكر متدفق متجدد وعطاء متجدد ووضوح وشفافية، يصاحب ذلك كله هموم قائد يتطلع بكل أمل وعمل لاستئناف مسيرة هذه الدولة السعودية التي أشرقت أنوارها على العالم وستشرق بإذن الله من جديد. إنَّ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- فارسُ أمة ورجل وطنٍ، عمل على نهضة دولته وريادة وطنه وإسعاد شعبه وحقق منجزات كبيرة لا يصنعها إلا الأقوياء، وذاع ملامحها في الآفاق، وكتبها التاريخ بمداد من ذهب، ونالت حظوة من الإعجاب والتقدير من قبل الجميع أفراداً ومؤسسات، وتجربة مثالية يستفيد منها الجميع، وهو رجل أمة، جعل نصب عينيه استئناف مسيرة وطنه. والعمل على النهوض بالأمل وضخ الهمم، وتسيير الطاقات وخاصة الشبابية للنهوض والبناء، وهو مهندس مسار المستقبل، يتحلّى بقراءة متأنية ذات عمق للواقع والتاريخ ورصد المؤشرات ومتابعة المتغيرات واستباق التحديات والاستعداد للمستجدات ووضع الرؤى والاستراتيجيات وإتباع ذلك بالتخطيط الذي يحوّل كل ذلك إلى برامج عملية ومنهج حياة ينشر الأمن والاستقرار ويسير نحو مستقبل أكثر إشراقاً وتلألؤاً. وجوهر قرارات مقامه الكريم - أيده الله - ومقصده الكبير يدور حول العمل على استئناف مسيرة هذا الوطن، وتوطيد أركانه ودعائمه. لقد وضع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - مجموعة من معادلات التميز والنجاح التي ينبغي الاهتمام بها. فلقد دفع منذ توليه مقاليد الحكم بالشباب لتولي المناصب القيادية في الدولة؛ ليؤسس جيلاً جديداً من الأسرة المالكة يعملون بتناغم كامل؛ حيث أهّل عدداً كبيراً من شباب الأسرة منذ توليه الحكم في مناصب قيادية، كان آخرها في صباح يوم الأربعاء 26 رمضان 1438ه بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد، وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير الشاب عبدالعزيز بن سعود بن نايف وزيراً للداخلية، وما ذاك إلا تأكيداً للثقة التي يوليها الملك سلمان - حفظه الله - بجيل الشباب. وبكلامه - أيده الله - عن الشباب أشار في إحدى المناسبات بقوله: «إن الشباب هم الثروة الحقيقية في كل أمة، فهم الأغلبية عدداً، والطاقة الناشطة المتجددة دوماً، التي تمثل عصب التنمية وذخيرتها، في عالم يشتد وطيس التنافس بين الأمم، لبناء حضارتها..». ولا شك أن هذا النداء الوطني الذي أطلقه - رعاه الله - يأتي متسقاً مع نهج قيادة هذا الوطن منذ مرحلة التأسيس وخلال مسيرته، والشاهد ما أكده الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - حين قال في مضمونه: «كل أمة تريد أن تنهض، لا بد لكل فرد فيها من أن يقوم بواجبات ثلاثة: أولها واجباته نحو الله والدين، وثانيها واجباته في حفظ أمجاد أجداده وبلاده، وثالثها واجباته نحو شرفه الشخصي». إنه نهج القيادة في أن الشباب هم عماد هذا الوطن وبه يرتقي، غير أن ما يجب التوقف عنده بالتأمل في تعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد لم يكن بقرار فوقي بل جاء بأسلوب متفرد كما هو شأن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - فيما يطرحه شكلا ومضمونا. لقد جاء التكليف عبر استفتاء خرج من هيئة البيعة وفق الأصول الإسلامية والتقاليد العريقة، وكأنه يدشن مرحلة من السباق الوطني الكبير يشمل أنحاء الوطن، لينشط الشباب ويتقد الذهن وتقوى العزائم وتعلو الأصوات ها أنذا، وفي خدمة الوطن فليتنافس المتنافسون. دررٌ كثيرة جاد بها مليكنا سلمان في قراراته، ولآلئ منثورة تعجز هذه السطور عن استقصائها، فبارك الله فيه وجزاه عن شعبه وأمته خير جزاء. صقر بن محمد آل صقر - رئيس مجلس إدارة مجموعة الشركة العربية للصناعات الحديثة «دالا»