بقلوب ملأها، بحمد الله، الإيمان بقضائه وقدره وسنته في خلقه، اختار سبحانه وتعالى إلى جواره أماً من أمهاتنا الغاليات على الجميع، الأم نورة صالح محمد المحيميد التي رحلت عن هذه الدنيا الفانية إلى دار الخلود. وقلوب الجميع من أبناء أسرتها شيباً وشباباً ونساء وأطفالاً اعتصرها الألم بفقدانها لإيمانهم العميق بأن الأم نورة لا تزال جسداً بينهم بعطائها وسخائها وكرمها وحسن خلقها. لقد كانت امرأة كريمة سخية متواضعة أحبها كل من عرفها أم الجميع.. وأماً للفقراء والمحتاجين لكن إرادة الله ولا راد لقضائه فعم الجميع الحزن والأسى خاصة بلدتها مسقط رأسها بلدة النخلات كثبانها رمال نخيلها أهاليها شيباً وشباناً.. نساء وأطفالاً ودمعت العين لفراقها، وكان في القلب لوعة وفي النفس حسرة وفي الصوت نبرة، ولا نقول إلا إنا لفراقك يا أم عبد الله لمحزونون، فقد حزن الأهالي في الرياض وفي القصيم بفراقك - بغيابك - بوداعك فكيف لمثلي أن يرثيك لكنها مشاعر فياضة أبت إلا أن تبوح فأنتِ أم وفية محبة للخير ساعية فيه، لا نراك إلا باسمة باشة. في يوم فراقها كشف الناس عما في قلوبهم من حب وتقدير لهذه المرأة فهلت أعينهم بالدموع ولهجت ألسنتهم بذكر مناقبها والدعاء لها، والناس شهداء الله في أرضه، فقد روي عن الرسول - صلى الله عليه وسلم- إنه مرت به جنازة فأثني عليها خيراً في مناقب الخير، فقال: وجبت. ثم مروا عليه بأخرى فأثني عليها شراً في مناقب الشر فقال: وجبت، إنكم شهداء الله في الأرض. وقد كان أحمد بن حنبل يقول «موعدكم يوم الجنائز». رحمك الله يا أم عبد الله... وجعل الجنة مثواك... وقبل الختام، أقول داعية ربي: اللهم عافها وأعف عنها، وأكرم نزلها ووسع مدخلها وأغسلها بالماء والثلج والبرد... ونقها من الذنوب والخطايا، كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وجازها بالحسنات إحساناً وبالسيئات عفواً وغفراناً... وألهم أبناءها وأهلها ومحبيها الصبر والسلوان وأحسن الله عزاءنا وعزاءهم، ووفق الله أبناءها إلى برها.. وإحسانها، والدعاء لها وهم نعم الأبناء وأهل لذلك.. وختاماً لا نقول إلا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. ** **