كان المطلوب هدفين، وسجل الرائد رباعية لا تنسى، ضمن بها مقعده في دوري المحترفين، وخرج من دوامة أزماته الفنية والإدارية والمالية من عنق الزجاجة بصعوبة بالغة بعد أن كاد يختنق. ها هو مشهد بقاء رائد التحدي يتكرر، ولكن بسيناريو يختلف كل مرة. والسؤال المهم الذي يطرحه عشاق هذا النادي العريق قبل المتعاطفين معهم: إلى متى يستمر الرائد يعيش في الدوامة نفسها في كل موسم؟! للإجابة عن هذا السؤال، وتجاوز تكرار المشهد التراجيدي، نقول إنه يلزم الرائديين أن يعالجوا أوضاعهم باكرًا، ويبدؤوا من اليوم قبل الغد. ولعل أولى خطوات المعالجة تبدأ بالاتفاق مع المدرب الحالي على تجديد عقده بعد أن نجح في ترتيب أوضاع الفريق الفنية على الرغم من الواقع الصعب، ثم الإبقاء على المحترفين بانقورا وبيتيزيلي، وتدعيم صفوف الفريق وفق رؤية أو تقرير المدرب الفني في بعض الخانات المهمة، والاستغناء عن اللاعبين الذين لم يُستفَد منهم. ولعل المظلة التي تشكّل الغطاء الآمن لهذه المعالجة المبكرة هي الإدارة، والتصحيح يجب أن يبدأ بالرأس من خلال ترشح إدارة جديدة، تتسم بالقدرة المالية، وتجمع الخبرة والحماس، وتحظى باتفاق تام من جميع الأطراف بعيدًا عن المحسوبيات، أو التبعية، والمهاترات التي لم يجنِ من ورائها الرائد إلا الخيبة، أو الشروع عمليًّا بتأسيس وتنفيذ فكرة المجلس التنفيذي. الحديث عن الرائد، والمباركة لإدارته ولاعبيه وجمهوره وشرفييه، يجب أن لا ينسيانا الإشادة بروح وطموح لاعبي الباطن وإدارته، وكذلك جمهوره. على إدارة «السماوي» أن تحافظ على هذا الفريق المحترم، الذي استحق تعاطف المتابعين والنقاد؛ فالطموح يجب أن لا يتوقف عند محطة الملحق، وكرة القدم عنوانها الدائم الفوز والخسارة. لا يوجد فريق دائم الانتصارات، أو دائم الخسارة، والباطن نال شرف المحاولة الأولى الجادة، وعلى إدارته أن تعزز قوة وطموح وروح لاعبي هذا الفريق بالتعاقد مع مدرب توازي إمكاناته مشروع المرحلة المقبلة، وأن تعمل على تدعيم الفريق بلاعبين جدد، يملكون الدافع والحماسة لتحقيق حلم رجالات ورياضيي حفر الباطن.