لا شك أن الأهلي حقق لقب الدوري عن جدارة؛ فقد هزم منافسه الأقوى والأقرب في الصراع مرتين، وهذا يكفي لتتويجه باللقب الحلم، الذي طال انتظاره لمدة 32 عامًا. لكن السؤال المهم: كيف أنجز الأهلي مهمته بتفوق؟ ما هي العوامل التي ساعدت «الراقي» في تميزه على أقرانه، وقربته من اللقب بجدارة؟ من وجهة نظر شخصية، أوجز هذه العوامل، وأرسم خارطة الطريق الأهلاوية في نقاط مهمة: = وجود رمز حقيقي، يمثل المرجعية لكل الأهلاويين، يتفقون ويلتفون حوله، ويوفر الغطاء للشرفيين، والدعم المالي الكبير وغير المحدود، وحين يحتاج إليه النادي فإنه لا يتهرب أو يتنصل من مسؤولياته، بل يفي بوعوده في أحلك الظروف المادية والإدارية والفنية الصعبة. = أعضاء شرف على «قلب رجل واحد»، يتفقون قولاً وعملاً على أن الأهلي رقم واحد في الاهتمام والدعم بعيدًا عن المحسوبيات، أو المجاملات، أو الأجندة الخاصة، ومتناغمون فيما بينهم وبين الرمز في كل التوجهات والمواقف بثبات واضح. = رئيس نادٍ لا تتقاطع مصالحه مع توجهات وأهداف المجلس الشرفي ونظرة الداعمين ورؤيتهم، بل هو مكمل، وتنفيذي للاستراتيجية المرسومة بدقة، وفي الوقت ذاته يتميز بالضخ المالي المتدفق. = الاستقرار الفني بوجود مدرب خبير، ومتفق عليه، يملك السجل التدريبي المحترم، والتعامل المرن مع متغيرات المراحل، يعرف قدرات فريقه، ويتميز بالثبات، ويجيد قراءة خصومه في المباريات، وقبلها الإعداد الناجح، وقراءة احتياجات الفريق في كل خانة. = الاستقرار العناصري للفريق، والأهم دفاع قوي، وهجوم يوجد فيه هداف بارع وخطر مثل عمر السومة، لديه القدرة على إحداث الفارق، وقلب الأمور لمصلحة الفريق. = الانتدابات الناجحة التي طلبها المدرب، وحققها له الشرفيون ومجلس الإدارة، سواء من اللاعبين المحليين، أو الأجانب. ويكفي أن نذكر ماركينو وفيتفا اللذين كانا بمنزلة الإضافة النوعية. = رُبّ ضارة نافعة. كانت خسارة نجران نقطة تحوُّل مهمة في مشوار الفريق.. ماذا فعل صناع القرار؟ سارعوا للاستعانة بالإداري الخبير طارق كيال الذي أسهمت شخصيته الصارمة وخبرته في تحقيق التوازن، وعالج مشكلات اللاعبين فيما بينهم من جهة، ومشكلاتهم مع المدرب من جهة أخرى، وكان يقف إلى جوار جروس في كل الأمور، بث روح الحماسة والقتالية من جديد في أجواء معسكر الفريق بعد أن كادت شعلتها تنطفئ.. كان خط الدفاع الأول عن المدرب واللاعبين في مواجهة الإعلام، وتحمل مسؤوليات منصبه بوصفه مشرفًا كما ينبغي. = روح اللاعبين التي كانت على «قلب رجل واحد» هي الأخرى. ويكفي أن نسترجع كلام القائد أسامة هوساوي عقب تعادل الشباب مع الهلال كيف خرج اللاعبون في وقت واحد في ممر الغرف بمقر إقامتهم قبيل مواجهة الفيصلي؛ ليعبروا عن فرحتهم بتلقائية، ودون سابق ترتيب. وهذه القصة تعكس توافر الدافع والرغبة الممزوجة بالإصرار والروح القتالية.. هذه الروح غابت في معسكرات خصوم الأهلي! = جمهور متعاون، مساند، وداعم للإدارة واللاعبين، يقاتل مع اللاعبين من المدرج بهتافاته، وأهازيجه، ودعواته الصادقة.. لم يستسلم، أو يستكين، بل كان يوفر ويدعم التفكير الإيجابي الذي قدم العون للفريق في أصعب مراحل الدوري.. صبر وظفر. = أخيرًا.. استفادة الأهلي من عثرات منافسه قبل أن يهزمه. = ولا أنسى التشديد على استيعاب مسيري الأهلي دروس وإخفاقات الماضي، والخسائر المتلاحقة للنهائيات والمباريات الحاسمة، أو المفصلية في آسيا، والموسمين الماضيين في الدوري المحلي. فاصلة لم توفَّق القنوات الناقلة في إخراج ليلة التتويج الأهلاوية بالصورة المتوقعة، أو التي يشاهد المشجع الأهلاوي واقعها في الميدان، وذلك بشهادة المحايدين قبل الأهلاويين؛ فالنقل التلفزيوني كان محط استياء وانتقاد الجميع. أخيرًا أجدد التهنئة لجميع الأهلاويين ببطولة الدوري المستحقة، بدءًا بالرمز الأهلاوي الكبير الأمير خالد بن عبدالله، والرئيس السابق الأمير فهد بن خالد، والرئيس الحالي مساعد الزويهري، والإداري الخبير طارق كيال، والجمهور الأهلاوي، والزملاء الإعلاميين الأعزاء.