الأهلي بطل دوري جميل لعام 2016 هذا العبارة التي انتظرها عشاق الملكي سنوات طويلة رغم اقترابهم منها غير مرة بل أنه في مرات كثيرة كان قاب قوسين أو ادنى منها لكنه خسرها مرة بأخطاء فردية ومرات عدة بفعل فاعل لكن ذلك لم يثن عزيمة رجاله الأوفياء الذين ظلوا يعملون ويعلمون ويواصلون الليل بالنهار لتحقيق هذا اللقب لإيمانهم أنهم فريق قادر على التغلب على كل من يحاول الوقوف فر طريق اسعاد جماهيره شريطة أن يكون فريقهم فنيا قادر على التغلب على منافسيه ومن يقف معهم. ولهذا لم تكن البطولة نتاج عمل وقتي قد يلعب الحظ دورا فيها ما أن يلبث الفريق أن يعود للانكسارات كما حدث لفرق كثيرة غيره بل كان ترجمة لعمل طويل تناوب عليه الكثير من الرؤساء والداعمين ورجال المراحل العديد في التي قاموا على خدمة هذا الكيان الكبير والذي عرف منذ تأسيسه على العمل المؤسساتي المنظم بدءا من رمزه الراحل ورائد الرياضة في بلادي الأمير عبدالله الفيصل ومرورا برمزيه الآخرين الأمير محمد العبدالله الفيصل والأمير خالد بن عبدالله عراب الأهلي الحديث. حجر الاساس كانت نقطة الانطلاقة الأولى لهذا الانجاز عندما وضع سمو الأمير خالد بن عبدالله حجر الاساس لهذا الانجاز من خلال القرار التاريخي الذي اتخذه سموه قبل عشر سنوات تقريبا بإنشاء اكاديمية النادي الاهلي وتكفله بكافة مطالبها المالية وإشرافه بنفسه عليها مع استمرار دعمه للنادي ككل والوقوف بجانب الادارات التي تعاقبت على النادي خلال هذه السنوات وما قبلها. بدأ العمل نجاح الأمير خالد بن عبدالله في اقناع الأمير فهد بن خالد بالاشراف على فريق القدم لاكتساب الخبرة لموسم واحد ومن ثم توليه الرئاسة رسميا كانت أولى بوادر النجاح لاسيما أنه كان وفق خطة العمل الطويلة والتي تحتاج لاختيار الرجل المناسب في المكان المناسب ومنحه الفرصة الكافية لاكتساب الخبرة وتصحيح الأخطاء للوصول للنجاح هذا كان قبل ما يقارب الستة أعوام حيث وضح منذ البداية أن الفكر في الأهلي بدأ يتغير وفق معطيات كرة القدم الحديثة التي تعتمد على العناصر والعناصر في المقام الأول وتؤمن أن الكيف أهم من الكم ايضا في اختياراته الفنية فبدأت الادارة تعمل وفق هذا بالبحث عن التعاقدات الفنية المفيدة وليس كم العدد مع عدم تجاهل دعم الفريق بدماء شابة من خلال الفئات السنية والدمج بين لاعبي الخبرة والشباب والتعاقد مع لاعبين مفيدين سواء محليين أو أجانب ووضح ايضا أن سقف الطموح ارتفع عند الأهلاويين وبمختلف فئاتهم ومواقعهم فاختفت تعاقدات " طبطب ليس يطلع كويس " فأحضر النادي اسماء ذات صيت كبير ومن أندية معروفة بدءا بفيكتور ومرورا بالحوسني وكماتشو وبالومينو وبرونو سيزار ويونس محمود وازفالدو وفيتفا وعبدالشافي والسومة وماركينهو وأسامة هوساوي وحسين المقهوي وسلمان المؤشر وكامل الموسى ومهند عسيري وجميع هؤلاء حضروا وهم اساسيون في أنديتهم ولم نعد نرى اللاعبين الاحتياطيين في أو أولئك الذين يقف طموحهم لمجرد ارتداء شعار الملكي رؤية لم تقصر رؤية الرمز الأهلاوي الكبير على التخطيط على المستوى الفني بل سار في خط متوازي مع الجانب الاداري حيث رأى سموه بنظرته الثاقبة أن لكل زمن دولة ورجال ودوام الحال من المحال فقرر التنحي عن رئاسة أعضاء الشرف وتنصب الشرفي الشاب الأمير تركي بن محمد العبدالله الفيصل الحفيد الأكبر للمؤسس الحقيقي للنادي الأهلي ومنح الشرفيين الشباب فرصة لاتخاذ القرار فظهر لنا جيل طمأن انصار الكيان على مستقبل مشرق بإذن الله عقد رعاية تاريخي اثمرت تلك الرؤية عن دخول النادي لمرحلة استثمارية تاريخية عندما وقع عقد رعاية مع شركة الطيران القطرية بمبلغ قارب 70 مليونا لثلاث سنوات قابلة للتجديد اراح انصاره وجعلهم يتحركون وفق خطط واضحة ماليا واداريا تلا ذلك التوقيع مع شركة المسافر لتكون راعيا بجوار القطرية بما يقارب العشرة ملايين في العام الواحد ولمدة ثلاثة أعوام أن صدقت المصادر ليزيد ذلك من سقف الطموح للتوقيع مع رعاة آخرين لاكتفاء النادي ماديا ضربة موجعة وسط التفاؤل الذي بدأ يعم كل الأهلاويين بمختلف مواقعهم قرر الأمير فهد بن خالد الاستقالة لظروف خاصة هذا القرار وقع على الأهلاويين كالصاعقة لاسيما أن فريقهم بات يقترب أكثر من أي وقت مضى لتحقيق طموح انصاره باستعادة اللقب الذي غاب عن خزاينهم لسنوات طويلة رغم أنه ظل الطرف الثابت في المنافسة طوال السنوات الماضية مع اختلاف المنافسين فعام 2012 خسر اللقب أمام الشباب كان هدف واحد يكفيه للتويج وعام 2014 هزم منافسه النصر ذهابا وايابا لكن خسر اللقب بتعثره بالتعادلات في الكثير من المباريات التي كانت نتاج الضغط النفسي الذي ولده الابتعاد عن اللقب العمل مستمر لان العمل المؤسساتي الذي يسير عليه الأهلي باشراف عام من الأمير خالد بن عبدالله فقد تعامل سموه مع الاستقاله بكل حكمة واحترافيه حيث سار على نفس الرؤية التي اتخذها بمنح الدماء الشابة فرص العمل ووقع اختياره بنظرة الخبير على العاشق مساعد الوزويهري الذي كان قريبا من العمل بالنادي في فترة رئاسة الأمير فهد بن خالد ولهذا واصل السير على نفس النهج والخطط الموضوعة بمساعدة اعضاء مجلس ادارته الشاب مع استمرار جهاز الكرة المشرف بقيادة مروان دفترار دار مشرفا وباسم ابو داود مديرا والشلية اداريا ضربة أخرى ما أن بدأ الفريق يفيق من صدمة استقال الأمير فهد حتى صدم باستقالة اخرى هي استقال المشرف دفتردار لظروفه الصحية واتبعه بفترة مدير الفريق أبو داود لظروفه العملية وهو لاشك أمر مؤثر قد يهز أي فريق مهما كانت قوته حاول الرئيس أن يتدارك الأمر فكلف موسى المحياني الذي تنقصه الخبرة للتعامل في معمعة المنافسة الملتهبة نقطة التحول نقطة التحول نحو اللقب كانت بالخسارة الغير متوقعة من فريق نجران بهدفين لهدف هذه الخسارة القت بظلالها على الفريق وبدأت الاتهامات تطول الجميع بمن فيهم المدرب الذي لم يخسر طوال 51 مباراة متتالية دوريا مطالبين باقالته لكن حكيم الأهلاويين كان له نظرة ثاقبة كعادته عندما اقترح على الادارة تكليف الاداري المحنك طارق كيال بالإشراف مع منحه كافة الصلاحيات تجديد الثقة كانت نظرة الرمز في محلها حيث كان الكيال الرجل المناسب في المكان المناسب فقرر بخبرته الطويلة تجديد الثقة في المدرب جروس لإيمانه أن الاستقرار الفني هو الأهم في نجاح أي فريق اتبعته الإدارة الأهلاوية بقرار تاريخي سيذكر مع كل ذكر لهذا الانجاز وهو احضار حكام أجانب لكل المباريات المتبقية على أرضه وتكفلها بتكاليف احضار حكام حتى للمباريات التي ستلعب خارج ارضهم هذا القرار جعل اللاعبين يتفرغون ويركزون على اللعب قطف الثمار بعد كل هذا العمل الممنهج على المستوى الاداري والفني والاستثماري والقرارات المفصلية الناجحة والموفقة كان لابد أن تأتي مرحلة قطف الثمار لأن من يعمل لابد يوم ما أن يقطف ثمار وبالفعل انطلق الفريق يجندل الفريق تلو الأخر بدأها بالشباب ومرورا بالقادسية والاتحاد والفيصلي وهجر واختتمها كأفضل ختام عندما عاد للقب الغائب من أمام منافسه المباشر الهلال بعد أن قلب تأخره بهدف الي الفوز بالثلاثة وفي شوط واحد لترقص جدة حتى الصباح مرددين "جدة كذا دوري وبحر " " آيام سوري جبنا الدوري " .