احتفلت السلطة الانقلابية الحاكمة في صنعاء قبل أيام باليوم العالمي لحقوق الإنسان ، وهو ما وصفه مراقبين بالنكتة السامجة، وخلق تساؤلات لدى الكثيرين.. هل السلطة الانقلابية غبية أو تستغبي؟.. صحيح إذا لم تستح فاصنع ما شئت وهو ما فعله الحوثيون، ففي الوقت الذي تمارس فيه الميليشيا كل يوم مختلف أنواع الانتهاكات لحقوق الإنسان على مرأى ومسمع من الجميع كالقتل والسجن والتعذيب والملاحقة غير القانونية للناشطين والصحفيين والإخفاء القسري للأشخاص وتدمير ونهب منازل الخصوم وقطع الطرقات ونهب المؤسسات وإغلاق الصحف والقنوات والإذاعات وغيرها، نجدهم وبكل وقاحة يحتفلون باليوم العالمي لحقوق الانسان إنه لأمر عجيب. سنة وبضعة أشهرمرت، منذ احتلت الميليشيا صنعاء في 21 سبتمبر 2014م ضاعت خلالها الحقوق والحريات ولم يعد لهذا المصطلح مكان في قاموس السياسة، ولم يعد للقانون وأحكامه وجود في سلطة الانقلابيين، ولم يعد للقضاء حضور في قاموس العدالة، أصبح الناس في اليمن يعيشون في ظل سلطتهم حكم الغاب.. القوي يأكل الضعيف، غابت الحقوق وتبعثرت العدالة وصودرت الحريات وبات اليمنيون يعيشون واقعا أسودا مخزيا ومريرا. (الجزيرة) رصدت ردود الفعل لدى بعض الناشطين وتستعرض مع عدد من المعنيين صفحات سوداء لحقوق الإنسان في اليمن. الكاتب حسين الوادعي كتب على شبكة التواصل الاجتماعي معلقا ساخراً وقال « - اللجنة الثورية العليا تحتفل باليوم العالمي لحقوق الإنسان! - هل هناك خطأ ما في هذا الخبر؟ هل يستطيع أحد أن يذكرهم أن المادة 2 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تنص على عدم التمييز بسبب العنصر أو الدين أو النسب. وأن حركتهم حركة عنصرية تمييزية تصنف الناس حسب السلالة والنسب والمذهب. وأن المادة 3 من الإعلان تنص على حق كل إنسان في الحياة والحرية والسلامة الشخصية. وهم حركة نشرت الموت بدل الحياة ودمرت الحريات وعرضت سلامة الناس وممتلكاتهم لخطر لا ينتهي. وان المادة 5 تنص على عدم تعريض أي شخص للتعذيب أو المعاملات القاسية وغير القانونية. بينما هم فتحوا عشرات المعتقلات لتعذيب آلاف المختطفين ووضعوا ميليشياتهم فوق القانون ونشروا الرعب والقسوة في كل مكان دخلوه. وأن المادة 13 تنص على حق كل شخص في مغادرة دولته أو العودة إليها بحرية، بينما يقومون بتقييد حريات المواطنين قي السفر والتنقل وحرمان المخالفين لهم من العودة .. فليذكرهم أحد أن المادة 17 تنص على عدم جواز تجريد أي شخص من ملكيته تعسفيا، بينما يقومون بنهب الملكيات الخاصة والبيوت والشركات والمؤسسات والرواتب وفرض الضرائب التعسفيه على الجوعى والفقراء. وأن المادة 18 تنص على حرية التفكير والضمير والدين، بينما صادروا كل الآراء إلا رأيهم ومنعوا كل المذاهب إلا مذهبهم وقمعوا كل الأفكار إلا فكرهم الفاشي. وأن المادة 19 تنص على حق كل شخص في تلقى الأنباء وإذاعتها ونشرها، بينما قاموا بمذبحة غير مسبوقة أوقفوا فيها كل الصحف والإذاعات والمواقع والمحطات التلفزيونية المختلفة معهم. نجيب السعدي رئيس مؤسسة وثاق للتوجه المدني بتعز قال « ميليشيا الحوثي وصالح فرضت حصار خانق على تعز ومارست القصف العشوائي للأحياء السكنية، والاختطاف والإخفاء القسري لمعارضيها وعدم الإفصاح عن أماكن احتجازهم». وأضاف «قصفت تعز أكثر من 369 مرة خلال 8 أشهر وسقطت على الأحياء السكنية فيها 1911 قذيفة قتل وجرح على أثرها نساء وأطفال، تم قنص 139 شخصا بينهم نساء وأطفال ومعاقون، وقد رصدنا في تعز 306267 انتهاكا لحقوق الإنسان». عضو التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان أحمد عرمان قال»الحوثيون انتهكوا القانون الدولي الإنساني الذي يجرم استخدام العنف لتحقيق أي هدف سياسي ويعتبره عمل إرهابي» وأضاف «رصدنا خلال فترة بسيطة ارتكاب الميليشيا جرائم قتل بحق المدنيين بلغت 4300 حالة، وخطف وإخفاء قسري لنحو 7000 شخص». وتقول الناشطة الحقوقية من محافظة عدن اروى السقاف « ميليشيا الحوثي وصالح استهدفت الاحياء السكنية في عدن ، وقتلت 1012 من المدنيين منهم 196 امرأة و 123 طفلا، والجرحى 2972 جريح منهم 170 امرأة و 130 طفلا، واختطفت الميليشيات نحو 900 شخص وقتلت 13 شخصا، ومارست العديد من الانتهاكات، وطالت جرائمهم أيضا المساجد والمدارس والمستشفيات والمواقع التاريخية والأثرية والخدمات الأساسية». ويقول المواطن رشاد سعيد محمد من محافظة إب « إحياء الحوثيين لفعالية اليوم العالمي لحقوق الإنسان هو نكته سامجة واستهبال يؤكد أن هذه الجماعة لا تمتلك أي قيم او اخلاق وتتصرف بغباء وبلا مسئولية ، فالناس عندهم عبيد وهم أسياد وبالتالي يحق لهم أن يمارسوا ما يحلو لهم من الانتهاكات بل ويتفننون ويبدعون في ذلك.. إنه القبح بل العهر السياسي الذي يمارسونه». وزير حقوق الانسان عز الدين الأصبحي قال «3074 مدنيا قتلوا على أيدي مسلحي الحوثي وصالح منذ انقلابهم على الحكومة الشرعية، منهم 400 طفل، و 381 امرأة ، والجرحى بلغوا 7347 مدنيا بينهم 719 طفلا و 514 امرأة» وأضاف «الميليشيا ارتكبت آلاف الجرائم الأخرى الممنهجة التي تتراوح بين الاختطافات والاعتقالات التعسفية والاخفاءات القسرية والتعذيب وقمع الحريات الإعلامية والمدنية واستدراج الأيتام وأطفال الملاجئ وتجنيدهم، واستخدام المدارس والمستشفيات كمخازن أسلحة، واستخدم المعتقلين المدنيين كدروع بشرية، كما قامت بعمل أكبر عقوبات جماعية، على مدن بكاملها، شملت عملية تجويع كاملة وتطويق لمدن آهلة بالسكان، ومنع وسائل الحياة كافة التي تقوم عليها هذه المدن». واعتبر الاصبحي أن اخطر الانتهاكات التى تمارسها الميليشيا بحق الشعب اليمني هي العملية الممنهجة لضرب النسيج الاجتماعي في اليمن ، عبر نشر خطابات الكراهية والتفرقة المغلفة بالعملية الدينية، التي تؤثر على بنية المجتمع.