في الوقت الذي تحاصر فيه محافظة تعز، أكد وزير حقوق الإنسان اليمني عز الدين الأصبحي أن خطاب الكراهية الذي تنشره ميلشيات الحوثي وأتباع الرئيس السابق المخلوع علي صالح يؤثر على مستقبل البلد، لافتاً إلى أن هذه الميلشيات تزج بالأطفال للقتال. جاء ذلك خلال ندوة عن آثار اعتداءات الانقلابيين، نظمها التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الانسان التي أقيمت على هامش القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية مساء أمس بمدينة الرياض. ودعا الأصبحي، المجتمع الدولي إلى الالتفاف حول اليمن والتصدي للجرائم التي يرتكبها الانقلابيون، معبراً عن استيائه واستنكاره الأوضاع الخطيرة التي تشهدها البلاد، من قتل مدنيين وأطفال، ما ضاعف تردي الوضع الإنساني في اليمن من 21 سبتمبر 2014 م وحتى 15 أغسطس 2015 م، مؤكدا أنها انتهاكات بحق الشعب اليمني من أتباع الحركة الانقلابية. وقال الوزير الأصبحي : إن الجرائم تشمل حصار المدن، وتعرض 4 مستشفيات حكومية للقذف، إضافة إلى محطات للكهرباء والتجمعات السكانية، واستهداف مباشر لقوائم الأطباء، مبيناً أن مستشفى تعز تعرض ل 13 قذيفة. وأشار إلى أن عدد القتلى المدنيين 3074 قتيلا منهم حوالي 800 طفل وامرأة، وبلغ عدد الجرحى المدنيين 7347 جريحا، وعدد من تعرضوا للإخفاء القسري والمحتجزين تعسفا 5917 شخصا، وهي جرائم قامت بها ميلشيات وقوات الانقلابيين ضد المواطنين اليمنيين في 17 محافظة. وأضاف أن العاصمة صنعاء تصدرت قائمة المحافظات اليمنية التي شهدت حملات اعتقال وخطف لمعارضي الانقلاب بواقع 1097 حالة اختطاف خلال فترة لا تتجاوز العام، مشيرا إلى أن ذلك يعود إلى كون صنعاء تمثل أكبر نقطة تجمع لليمنيين من مختلف المحافظات اليمنية. وفي تقرير صادر، أوضح أن أكثر من 7 آلاف جريح مدني جراء تلك الانتهاكات، بلغ نصيب النساء منهم نحو 514، وأكثر من 700 طفل، بينما بلغ نصيب الرجال نحو 6114 رجلا، لافتاً إلى أن عدد المحتجزين تعسفياً بلغ نحو 5894 محجوزا، أفرج عن 4640 منهم ، وبقي حتى الآن نحو 1245، مضيفاً أن 215 طفلا محتجزون، مشيراً إلى أن حالات التعذيب بلغت 796 حالة، و982 حالة اختناق قصري. وقالت الناشطة السياسية أروى السقاف، خلال مداولات الندوة : إن ميلشيا الحوثي جندت ما يقارب 25 ألف طفل للقتال في صفوفها ودمرت 5 مساجد وكنائس وأكثر من 500 مؤسسة حكومية، اضافة لتدمير 5 آلاف منزل منها 402 منزل دمرت بالكامل، وتم تدمير 115 منظمة مجتمع مدني، فيما كان نصيب مقرات الأحزاب السياسية المدمرة نحو 163 مقرا، و25 مؤسسة إعلامية تم اقتحامها ونهبها، فيما بلغ عدد النازحين من اليمن ما يقارب 200 ألف نازح. وأكد رئيس مؤسسة وثاق للتوجه المدني نجيب السعدي أنه لا يصل إلى محافظة تعز أي مواد غذائية مطلقا ولا نفطية، مشيرا إلى أن الآثار المترتبة على هذا الحصار ارتفعت على أثرها الأسعار بنسبة 500 % وتم إغلاق أغلب المستشفيات الحكومية في محافظة تعز. وأضاف السعدي أن قضية تعز قضية مغيبة وأن الجماعة الحوثية ترتكب الجرائم ولم يصدر بحقها شيء، مطالباً بمحاسبة كل من تسبب في الأوضاع الحاصلة باليمن. وفي مشاهد من عرض خلال الندوة، قامت ميلشيا الحوثي في يناير 2014 باتفاق بتهجير 10 آلاف نسمة من مناطقهم بشكل قسري، في حين شهدت اليمن 10 حالات اغتيال عام 2012م، وتم توثيق أكثر من ثلاث حالات استخدمت خلالها ميلشيات الحوثي المدنيين كدروع بشرية، بإيداعهم في مواقع ومناطق عسكرية مستهدفة، كما تم حجز العشرات في قاعدة العند الجوية أثناء سيطرة الميلشيا على محافظاتعدن وأبين ولحج، ولا يُعلم مصيرهم. لقطة من معرض الصور المصاحب لندوة آثار الاعتداءات الحوثية جانب من الحضور