اطلعت على ما كتبه الأخ العزيز الأستاذ عبدالعزيز الخريف عن الزميل د.ظافر ، وقد عالج ما يعرفه عنه عندما كان موجهاً في التعليم العام، لكني سأقتصر على ما أعرفه عنه كأستاذ جامعي نشط، فقد سعدت بزمالته في كلية التربية بمكة المكرمة، عندما كان وكيلاً للكلية مع عميدها الزميل د.عبدالعزيز خوجه، فقد أسهم وبشكل مباشر في وضع اللوائح التربوية لكافة النظم الجامعية و العليا بالكلية، وتبني الكلية لمؤتمر التعليم في المملكة العربية السعودية، ذلك المؤتمر الذي انبثق عن فعالياته، برامج رئيسية ساهمت في تطوير الأداء التربوي النوعي لوزارة المعارف .. كبرنامج الكليات المتوسطة الذي حل محل معاهد المعلمين .. فارتفع بذلك مستوى المعلمين .. خاصة في المرحلة الإبتدائيه .. ورفع مستوى الموجهين ومديري المدارس للمراحل الثلاث بتأسيس مركز التدريب التربوي الذي تشرفت بالاشراف عليه مع رئاسة قسم التربية .. ثم بتبني فكرة كادر المعلمين الذي جعل مستوى المعلم المادي مستوى لا يقارن مع بلاد كثيرة.. كما ساهمت الكلية وقت عمله بها في كافة اللقاءات والمؤتمرات التربوية الكثيرة التي عقدت في وزارة المعارف أو الجامعات .. و التي أسست لبرامج بارزة في التعليم العام والتعليم الجامعي من مثل نظام الساعات المعتمدة الذي لا يزال سائداً حتى الآن والنظام الفصلي في مدارس التعليم العام.. كما تمت المساهمة في وضع لائحة الاختبارات وغيرها من الأفكار التربوية التي أحدثت حركة دائبة في التعليم في فترة مضت.. كما ساهمت الكلية في زمانه في كثير من الفعاليات الاجتماعية في محيطها الاجتماعي.. وكنت لا أدخل عليه في مكتبه إلا أجده مشغولاً بفكرة تطويرية جديدة.. وبعد انتقالي من العمل الجامعي إلى تعليم العربية .. ظلت علاقتنا في تمامها حتى بعد تقاعده رحمه الله والانتقال للعيش في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم. لقد فقدت الساحة التربويه علماً من أعلامها المنظرين الذين لا يعرفون الكلل أو الملل في نهارهم وليلهم .. ليس بوفاته، رحمه الله، بل ومنذ تقاعده وتركه لمكتبه الجامعي أستاذاً وإدارياً وكاتباً.. رحمك الله في الصديقين يا أبا نصر الدين.. أقولها و أهديك لك من أخيك ((أبي نجم الدين) كما كنت تدعوني بها في لقاءاتنا واجتماعاتنا الكثيرة .. و إنا لله و إنا إليه راجعون.