حازت خيمة التراث في المهرجان على النصيب الأكبر من الحضور، حيث استمتعت العديد من الأسر بصحبة أبنائهم في مشاهدة التراث والمشغولات اليدوية التي كان يصنعها الأجداد قديما. ويقدم عارضو المشغولات اليدوية للزوار شرحاً مفصلاً عن كيفية صنعها والأدوات البدائية المستخدمة فيها، في صورة تعبر عن الأصالة والاستفادة من الموارد المتاحة في تلك الأوقات للتكيف مع الحياة في المنطقة الشرقية. ومن بين الحرفيين يظهر الحرفي عبدالله القفاص الذي تحدث عن هوايته ويقول إنه يعتمد في مهنته على استخدام سعف النخيل لتصنيع أدوات مختلفة كانت تستخدم في الحياة اليومية قديماً مثل الأقفاص التي عادة ما تستخدم في جوانب مختلفة مثل أقفاص الطيور، وأيضاً سلال التمور والمباخر وأسرة للأطفال بالإضافة إلى أشكال إبداعية مختلفة. وأضاف القفاص إنه يعمل في المهنة منذ 20 عاماً تقريباً، وشارك في العديد من المهرجانات، مبيناً أن مهنة القفاصة من المهن الإبداعية والحرفية التي تتطلب مهارة ودقة، إضافة إلى الابتكار والتطوير الذي يشكل العامل الرئيسي لاستمرارها. ومن الأدوات التي تستخدم في هذه المهنة أشار القفاص إلى أداة «المجوب» وهي أداة حديدية نستخدمها لحفر الجريد و»المنجل» وتستخدم للقطع و»السباشة» وتستخدم للتقطيع حسب الطلو والحجم المرغوب به. مؤكداً أن المهرجانات استطاعت أن تحافظ على هذه المهنة من الاندثار وأن تواجده فيها يعد داعماً رئيسياً لهذه المهنة وفرصة حقيقية لاطلاع الزوار وعلى هذه المهنة وأسرارها، لافتاً إلى أن الكثير أصبح يهتم باقتناء المشغولات القديمة ويعرضها في منزله أو مكتبه بهدف التذكير بإنجازات الأجداد وتعزيز روح الانتماء لدى الأجيال الحالية. ودعا الحرفي القفاص الشباب إلى الاستفادة من المهرجانات الثقافية والتراثية وتعلم إحدى المهن التي كانت من المهن المرموقة في عصر الآباء والأجداد التي اشتهرت بالمنطقة الشرقية.