في سوق القيصرية الموازي في شكله وأبعاده للسوق الحقيقية في محافظة الأحساء، احتضن السوق الذي يقع في أرض "الجنادرية 28" المهن اليدوية الحرفية في بيت الخير، ومنها "القفاص" الذي يعتمد في مهنته على سعف النخيل، ويستخدم خاماته لتصنيع أدوات مختلفة تستخدم في الحياة اليومية متنوعة ما بين أقفاص مختلفة الأشكال والألوان، وسلة رطب ومباخر وأقفاص طيور و"ملز" وهو عبارة عن سرير للأطفال. يقول المشارك عبدالله القفاص، الذي اشتق اسم عائلته من هذه المهنة ويعمل فيها منذ 20 عاما: "هذه المشاركة الثالثة لي في بيت الخير، ومهنة القفاصة تعد من المهن الإبداعية والحرفية، التي تتطلب مهارة عالية ودقة، إضافة إلى قدرتهم على الابتكار والتطوير، اللذين يشكلان العامل الرئيس لاستمرارها وعدم انقراضها". وبين أنه يستخدم في تصنيع تلك الأشكال الجمالية "المجوب" وهي أداة حديدة لحفر الجريد والمنجل للقطع، و"السباشه" وهي أداة تستخدم للتقطيع حسب الأطوال والأحجام، مؤكدا أن بيت الخير يحافظ على هذه المهنة من النسيان ويعد وجوده فيها داعما رئيسا لهذه المهنة، وفرصة حقيقة لاطلاع زوار الجنادرية بشكل عام وبيت الخير بشكل خاص على هذه المهنة وأسرارها. وأوضح القفاص أن الزوار يقضون نصف ساعة تقريبا للاطلاع على ما ينتجه من أعمال خلال زيارتهم، حيث لم يخف عبدالله القفاص حذره من استخدام تلك الأدوات الخطيرة نتيجة لتجربته الطويلة، داعيا الشباب إلى الاستفادة من المهرجان الوطني للتراث والثقافة لحفظ إحدى المهن، التي كانت من المهن المرموقة في عصر الآباء التي اشتهرت بالمنطقة الشرقية، بحكم شهرتها كمنطقة زراعية خاصة بمحافظتي الأحساء والقطيف، واستشعار مكانة النخلة وما تقدمه من مصدر للغذاء وبناء المساكن والأثاث.