تخفي الحروب في طياتها كثيراً من التفاصيل، منها ما هو مؤلم ومنها إنساني، ومن عدن نروي هذه القصص التي تعكس بعض الوقائع على الأرض وفي مقدمتها المفاجأة التي أذهلت كل من يعرف عدن وشبابها المسالم جداً حيث أظهر هؤلاء الشباب بطولات خارقة ومنقطة النظير في مواجهة قوات تحالف علي عبد الله صالح والحوثيين بكل ما يتمنطقون به من أسلحة ثقيلة وكبدوا المهاجمين خسائر جسيمة، ولم يتمكنوا من تجاوز مشارف عدن من أكثر من جهة بل وسلبوا منهم دبابات وتمكنوا من وقف العبث وإثارة الفوضى من خلال الخلايا النائمة التي زرعها علي عبد الله صالح، وقاموا بسرقة ونهب بعض المتاجر والبيوت فقد تمكن الشباب وفي غياب أي قيادة كبيرة توجِههم تمكنوا من تشكيل مجاميع قامت بالحراسة في كل الأحياء بل وفرضوا حظر التجوال بما أسهم في عودة الهدوء إلى مدينة عدن. المشهد الثاني أطفال زج بهم الحوثيون في معاركهم الخاسرة لم تتجاوز أعمارهم الخامسة عشرة تم أسرهم في عدن وأراد الشباب التعامل معهم كأسرى فسارع كبار السن إلى إنقاذهم، ولما سألوهم لماذا أتيتم تحاربوا قالوا إنهم حصلوا على مبالغ مقابل قيامهم بإثارة الفوضى فقط ولم يقال لهم أنهم سيشاركون في معارك، ولما عرض عليهم عقلاء عدن العودة إلى مناطقهم أجهشوا بالبكاء وقالوا لا نستطيع العودة لأنهم سيقتلوننا وطلبوا أن يتركوهم في عدن وهكذا تمت العملية. ولم يقف الأمر عند حدود الشباب فهناك من النساء من حملن السلاح وقد سقطت أول شهيدة في شبوة يوم السبت أثناء التصدي للحوثيين في بيحان، أما في صنعاء وتعز فقد كانت الطالبات في مقدمة المواجهين للقمع الحوثي في المظاهرات. ورواية من صنعاء حول افتعال الحوثيين ادعاء أنهم أسقطوا طائرة من طائرات التحالف، قال الشيخ أمين عاطف أن لا صحة للحديث عن إسقاط مقاتلات لقوات التحالف عاصفة الحزم. وقال عاطف باعتباري خريج كلية الطيران والدفاع الجوي وملما بأنواع الطائرات المقاتلة بإمكاني التأكيد للجميع بعدم إسقاط أي طائرة من طائرات التحالف وكل الصور التي تم نشرها لحطام طائرات على أنها لطائرات خليجية هي لطائرات روسية الصنع. وكان يمنيون قد سخروا من ادعاءات الحوثيين بإسقاط طائرة وأسر قائدها حيث يظهر شخص يرتدي بدلة طيار ويلبس النظارات وكان العنوان كيف سقطت الطائرة ولم تسقط النظارة. ومن ثمار عاصفة الحزم بروز خلافات كبيرة بين صالح والحوثيين وإرسال صالح وفداً كبيراً إلى عبد الملك الحوثي الذي بدى مستاء من خطابات علي صالح ومبادراته التي أطلقها خلال اليومين الآخرين وطلب الحوثي من الوساطة إبلاغ صالح أن يصمت. وفي أمريكا دعمت الجالية اليمنية «عاصفة الحزم»، بمسيرات أمام مبنى الأممالمتحدة تؤيد قرار الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بنصرة وحماية جمهورية اليمن وشعبها من عدوان الميليشيات الحوثية. واحتشد المئات من أبناء الجالية اليمنية في مسيرات؛ تأييداً لعاصفة الحزم، ودحراً للانقلابيين الحوثيين، واستعادة الشرعية باليمن في نيويورك، الأحد، أمام مبنى الأممالمتحدة في مانهاتن في نيويورك؛ تأييداً ومناصرة للتحالف الدولي ضد جماعات الحوثي، مرددين عبارات: «زعيم الأمة مين.. سلمان»، و»عاش الشعب العربي عاش لا حوثي ولا عفاش»، رافعين علم المملكة العربية السعودية وصورة الملك سلمان يحفظه الله.