سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قراري نهائي.. لا عودة للرياضة وسأتفرغ لأسرتي وأعمالي أكد أن الملك فهد الداعم الأول للرياضة وفيصل بن فهد أرسى البنية التحتية.. فارس الإنجازات يحسمها عبر الجزيرة ويقول:
أعلن الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز قراره النهائي بشأن عودته للرياضة التي حقق خلال عمله فيها لمدة ثمانية عشر عاماً إنجازات كبرى ومشهودة دفعت الرياضيين إلى نعته ب»وجه السعد»، حيث أعلن سموه ل(الجزيرة) إلى أنه لن يعود وسيتفرغ لأسرته وإدارة أعماله الخاصة مطالباً بدعم الاتحاد الحالي ومتوقعاً عودة المنتخب إلى سابق عهده. وكشف سموه في حديثه الخاص ل(الجزيرة) عن أهم وأصعب المناسبات التي لعبها المنتخب السعودي.. الحديث الأول لوجه السعد بعد غياب أربع سنوات كان مقتضباً ولكنه تميز بالشمولية والرقي الذي عرف عن وجه السعد.. فإلى الحوار الأول لرجل الإنجازات الكبرى.. * سمو الأمير، كيف يقيّم سموكم هذا الإلحاح والرغبة من الجماهير والوسط الرياضي بعودة سموكم إلى قيادة الاتحاد السعودي لكرة القدم وإعادة مكانة كرة القدم السعودية إلى وضعها الطبيعي؟ - بداية أشكركل الجماهير السعودية الرياضية في مملكتنا الحبيبة على هذه المشاعر الطيبة والثقة العالية التي يعبّرون عنها في كل مناسبة اجتماعية أحضرها، كما أود أن أشكر جريدة الجزيرة وأخص بالشكر سعادة الأستاذ خالد المالك رئيس التحرير وسعادتكم وكل الإخوة الكتّاب والصحفيين على ما أبدوه من مشاعر تجاهي، كما أشكر كل من تواصل معي شخصياً أو هاتفياً وألح علي بالعودة إلى قيادة الاتحاد السعودي لكرة القدم، فهذه المشاعر المخلصة التي غمرتني كان لها أكبر الأثر في نفسي، لكن أنا مشغول بأعمالي الخاصة ولا نيّة عندي للترشح لهذا المنصب، وأعتقد أن بلادنا تزخر بقدرات رياضية لديها خبرات طويلة في إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم، أما أنا فلا أفكر إطلاقاً في العودة إلى المجال الرياضي مع احترامي وتقديري وامتناني لكل من أبدى المشاعر الصادقة التي أعتز بها إلى الأبد. * سمو الأميرالإنجازات التي حققها سموكم وصفت بالمرحلة الذهبية للرياضة السعودية والآن وبعد مرور سنوات على ترك سموكم المجال الرياضي، كيف تنظرون إلى تلك المرحلة الماضية، وكيف يرى سموكم الوصفة المثالية لمعالجة الإخفاق الذي حل بالكرة السعودية، وهل سموكم متفائل بالمستقبل عطفاً على مجريات الأحداث الحالية في الساحة الرياضية؟ - أنا لا أستطيع أن أنسب الإنجازات التي تحققت للرياضة السعودية لنفسي فقط، فقد جئت إلى الرياضة السعودية عام 93م وكان هناك بنية تحتية عملاقة من المنشآت الرياضية أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله - وكان هناك متابعة وإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - واستطعنا بتضافر الجهود والدعم الكبير الذي كنا نجده من الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - أن نصل إلى كأس العالم في أمريكا وأبهرنا العالم واستمرينا في تحقيق الإنجازات ووصلنا إلى كأس العالم أربع مرات متتالية، وكان بالإمكان أن نصل إلى كأس العالم للمرة الخامسة إلا أن سوء التحكيم حال دون ذلك، وحققنا كأس آسيا ثلاث مرات، ووصلنا إلى نهائي كأس آسيا ثلاث مرات وحققنا المركز الثاني بالإضافة إلى ثلاث دورات للخليج، وحققنا كأس العالم للاحتياجات الخاصة مرتين وكأس العرب مرتين وكأس التضامن الإسلامي بالإضافة إلى إنجازات الأندية السعودية -والحمد لله- لقد تسيدنا في فترة من الفترات على آسيا سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات، أما الشق الثاني من سؤالك حول المرحلة الحالية والمستقبلية أعتقد أن الإخوان في الاتحاد السعودي لكرة القدم يبذلون كل ما لديهم للوصول إلى أهدافهم، ونتمنى لهم التوفيق والجماهير الرياضية تعرف أن من الصعوبة على أي دولة مهما كان مستواها في كرة القدم أن تحقق كل البطولات أو أن تستمر في سيطرتها على القارة هذا حال كرة القدم، وهذا أهم أسرارها، وهاهي البرازيل في كأس العالم الأخيركل الترشيحات كانت تصب في صالحها، وفي النهاية خسرت من ألمانيا 7/ 1، من كان يتصور أن البرازيل ممكن أن تخسر على أرضها بسبعة أهداف مقابل هدف وحيد، إذن لا يوجد منتخب قوي ممكن أن يحقق كل البطولات، وهذا ينطبق على الأندية لذلك أطلب من الجماهير السعودية الصبر على المنتخب السعودي فلابد أن يعود بإذن الله يوماً من الأيام إلى مكانه الطبيعي. * سمو الأمير كان لتصريحكم الشهير عن التحكيم الآسيوي بعد مباراتنا مع إيران وقبلها مع كوريا صدى واسع خصوصاً بعد أن خسر الهلال المباراة النهائية على بطولة آسيا بصافرة الحكم الياباني؟ - نحن خسرنا التأهل الخامس لكأس العالم بسبب أخطاء التحكيم الآسيوي في مباراة إيران، والكل يتذكر الأحداث عندما طرد الكابتن نايف هزازي في مباراة كوريا، وكان يستحق ضربة جزاء بعد أن كنا أقوى المرشحين للتأهل للمرة الخامسة لكن خرجنا بأخطاء تحكيمية واضحة، ونادي الهلال أيضاً ذاق من نفس الكأس ودفع الثمن باهظاً من أخطاء الحكم الياباني نيشيمورا الذي اعترف الأستراليون بأن لنادي الهلال ثلاث ضربات جزاء غير المباراة الأولى في سيدني عندما أضاع الحكم الإيراني ضربة جزاء على نادي الهلال السعودي، وأنا وضعت النقاط على الحروف وأكدت في ذلك التصريح أننا تعرضنا لظلم واضح من التحكيم الذي منعنا من التأهل للمرة الخامسة في كأس العالم، وأتمنى ألا تتعرض أنديتنا المشاركة والتي تمثلنا في بطولة الأندية الآسيوية لأي أخطاء تحكيمية كارثية كما حصل سابقاً. * سمو الأمير ما هي أهم المباريات العالقة في ذهن سموكم وتحمل ذكريات جميلة؟ - الحقيقة أن المباريات العالقة في الذهن كثيرة لكن منها السعودية وإيران في تصفيات كأس العالم عام 94م، وكذلك السعودية والإمارات الشقيقة في نهائي كأس آسيا عام 96م والسعودية والصين في نهائي كأس آسيا عندما كنا متأخرين بهدفين، كذلك مباراتنا أمام بلجيكا في نهاية كأس العالم عام 94م ومباراتنا مع الشقيقة قطر في نهاية كأس الخليج بالرياض.كل هذه المباريات هي محطات جميلة تحمل بعض الإنجازات الذهبية التي أفتخر بها وأفتخر بكل الرجال الذين صنعوا هذه الإنجازات من لاعبين وإداريين وإخواني أعضاء مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم في ذلك الوقت. وهنا لا أنسى رعاية الملك سلمان - حفظه الله - لنهائي الخليج وتتويج منتخبنا بكأس الخليج للمرة الأولى على أرضه.. وقتها قلت للمليك طالما حضرت فأنا متفائل بك وبحمد الله انتصرنا رغم أن التعادل كان يكفي قطر. * هل قرار سموكم بعدم الترشح خشية من عدم تحقيق النجاح أم أن الوسط الرياضي كما يصفه بعضهم لم يعد البيئة الجاذبة للعمل؟ - أعتقد أنني لم أفكر على الإطلاق في الترشح لرئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم أو الرجوع للمجال الرياضي لأسباب تتعلق برغبتي في التفرغ لإدارة أعمالي الخاصة والإشراف عليها، وأنا كما ذكرت لكم سابقاً أشكر كل من طلب مني العودة وهذه المشاعر هي محل اعتزازي وتقديري، وهذه المقالات التي أقرأها والطلبات التي تصلني وتلح عليّ بالعودة وتشيد بما أنجزت في فترة عملي في الرئاسة، وأنا في تلك الفترة اجتهدت لأن أحقق لبلدي كل ما أستطيع، وكانت هناك اجتهادات موفقة- والحمد لله- وبعضها اجتهادات لم يحالفها الصواب شأني فيها شأن أي واحد من البشر، أما الآن فقد حان الوقت لأن أتفرغ لأسرتي وأعمالي الخاصة، كما لا يفوتني أن أشكر شخصيات أعتز وأفخر بها أشارت عليّ بالعودة إلا أن قراري نهائي ولا رجعة فيه.