الأمومة هي علاقة حميمية علاقة بيولوجية ونفسية، وهناك أمومة أقل اكتمالاً وهذا محور مقالي. الأمومة الكاملة التي تحمل وتلد وترضع (علاقة بيولوجية)، وأمومة تحب وتتعلق وترعى (علاقة نفسية). وأمومة تربية لطفل لمْ تلده. والحمد لله في مجتمعنا هناك أمهات احتضن أطفالاً لم تلدهن. أطفال مجهولو الأبوين لا ذنب لهم حيث وجدوا أنفسهم في مؤسسات الدولة الخيرية والرسمية. في ديننا الإسلامي الحنيف التبني حرام لذا المخرج الشرعي لمن أراد أن يربي يتيمة أو يتيماً أن ترضعها أختها وهكذا فيصبح محرماً له خاله أو تصبح خالتها بالرضاع وهكذا. لا أريد أن أتعمق فليس لدي القدرة بهذا الشأن. قال الله تعالى {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (220) سورة البقرة. في ظل التوجيهات الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين - تقدم للأيتام ومن في حكمهم كافة أوجه الرعاية الكريمة إيماناً منها بأن هذا حق من حقوقهم التي كفلها لهم الله عز وجل. وتعد الإدارة العامة لرعاية الأيتام بوكالة الوزارة للرعاية والتنمية الاجتماعية هي المسؤولة والمشرفة على كافة شؤون الأيتام ورعايتهم، وتهدف إلى العمل من أجل وضع السياسات العامة لرعاية الأطفال الأيتام ومن في حكمهم والفئات الاجتماعية ذات الظروف الخاصة من مجهولي الأبوين وشمولهم بالرعاية والتربية والإصلاح. وهناك مكافآت مالية للأسر التي تكفل الطفل أو الطفلة. هناك أنواع من كفالة الأيتام أو مجهولي الأبوين منها برنامج الأسر الكافلة وبرنامج الأسرة الصديقة. الحمد لله إن عدد الأسر الراغبة في احتضان الأيتام يفوق المتاح لذلك تضع الوزارة الأسر على قوائم الانتظار. اُمهَات لمْ يلِدن هؤلاء الأطفال يحتضن الأيتام ومجهولي الأبوين، أمهات أغدقن بالحب والحنان والرعاية لهؤلاء اأطفال، أمهات لا يفرقن بين أطفالهن والأطفال الذين يولونهن الرعاية. هناك أمهات لم يرزقن بأطفال فرزقهن الله أطفالاً لم يلدهن. في محيطي الصغير هناك نموذج إنساني، نموذج يحتذى، نموذج رزقة الله برزق من يكفلهم. الجمعيات الخيرية لرعاية الأيتام منشرة في كافة مناطق المملكة هدفها دمج الأطفال الأيتام ومجهولي الأبوين في المجتمع. الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام «إنسان» بمنطقة الرياض، هدفها رعاية أيتام منطقة الرياض ومن في حكمهم من ذوي الظروف الخاصة وتأهيلهم لكسب العيش بما يكفل لهم الاعتماد بعد الله على أنفسهم ومواجهة الحياة ليكونوا أفراداً لأنفسهم وأسرهم. وهذا الهدف ينطبق على جميع الجمعيات في مملكتنا الحبيبة. كم هو جميل أن نُهوّن على اليتيم أو مجهولي الهوية، أتوا لهذه الدنيا وهم لا يعرفون ذويهم. مجتمعنا قادر أن يضمد وينتشل هذه الفئة من فوضى المجتمع وسياطه المؤلمة. ومع هذا وللأسف بين الحين والآخر نسمع أو نقرأ عن أطفال موجودين على قارعة الطريق في حديثي الولادة. إنها المعصية والخوف من العار مهما تكن الأسباب. الاندماج في المجتمع خطوة أولية لهؤلاء الفئة من المواطنين، المجتمع عليه تقبّل ومساعدة وشد يد والربت على كيف من يصادفهم في تفاصيل المجتمع. أخيراً قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى». دعوة للمجتمع الذين ينظرون نظرة دونية ومختلفة لمجهولي النسب، الدولة عبر سلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية تسن قوانين، وتضع آليات، وتراقب تنفيذها لضمان حماية الأيتام، ومن ضمنهم مجهولو النسب.