تظاهرة بحثية وعلمية مهمة تشهدها المملكة بانعقاد المؤتمر العلمي الخامس لطلاب وطالبات التعليم العالي في الرياض خلال الفترة من 28/6 إلى 2/7/1435ه، حيث يعد المؤتمر أكبر مناسبة تقام في المملكة على مستوى البحث العلمي والابتكار. وبالنظر إلى ما يشهده المؤتمر من تنوع في أوراق عمله وفعالياته ومخرجاته، فإن دور الإعلام يصبح أكثر أهمية في تقديم المواكبة الاحترافية التي تحيط بأبعاد هذه التظاهرة وتسبر أغوارها وتعبر عنها بكل تفاصيلها الثرية والمثرية أمام الرأي العام. حول هذا الجانب، يتحدث لنا الدكتور حمد بن ناصر الموسى، رئيس اللجنة الإعلامية في المؤتمر العلمي الخامس لطلاب وطالبات التعليم العالي، والذي سيكشف من خلاله أهمية التغطية الإعلامية، مبيناً الدور الكبير الذي يتطلب من الإعلام القيام به ودعمه للمبتكرين والمبتكرات، والعديد من الأمور في الحوار التالي. -حدثنا عن الدور الإعلامي الذي سيواكب انطلاقة وفعاليات المؤتمر العلمي الخامس لطلاب وطالبات التعليم العالي في الرياض؟ لاشك أن التغطية الإعلامية تقوم بدور رئيس في تحقيق أهداف المؤتمر، وهو دور لا يتوقف عند مواكبة المناسبات والفعاليات المتخصصة بشؤون العلم والبحث والابتكار، بل ينبغي أن يكون الإعلام منصة مستمرة على مدار العام لمتابعة أخبار الطلاب والموهوبين، وعرض أبحاثهم وابتكاراتهم وتجاربهم العلمية والإبداعية المختلفة، وإتاحة المجال للتعبير عن رؤاهم عبر الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية، على اعتبار أن هذا سيوسع دائرة المعرفة بهم، ويأخذهم إلى نطاق أوسع على مستوى التلقي والمشاركة والتفاعل. وقد عملنا من خلال اللجنة الإعلامية في المؤتمر العلمي الخامس لطلاب وطالبات التعليم العالي على توفير فريق يمثل جميع الوسائل الإعلامية من قنوات وصحف وإذاعات ووسائط إعلام جديد، كما يقدم الدعم للجهات الإعلامية الزائرة والمتابعة، وذلك من أجل توفير أكبر مساحة إعلامية للمشاركين في المؤتمر من طلاب وطالبات وأعضاء هيئات تدريس وباحثين ومتخصصين. الدور الإعلامي المرتبط بفعاليات المؤتمر العلمي الخامس لا ينفصل عن دور الإعلام الكلي تجاه مجمل حركة التعليم العالي في المملكة بما فيها من تطور نوعي خلال السنوات القليلة الماضية. وإذا كان هذا المؤتمر يتسم بالإبداع والابتكار في صميم فكرته ومخرجاته، فإن أمراً كهذا يتطلب تغطية إعلامية مبتكرة أيضاً، بحيث تخرج عن الإطار المجرد والتقليدي الذي يتم التعامل به مع المناسبات عموماً، وصولاً إلى رؤية جديدة يتم من خلالها استكشاف المزيد من أفكار الطلاب ومهاراتهم، وجعلهم هم المادة الرئيسة للعمل الإعلامي، والمستهدف الأول به أيضاً. -في تقديركم كيف يمكن أن يسهم المؤتمر العلمي الخامس في تشكيل الإضافة للكفاءات الإعلامية الوطنية؟ حين ننظر إلى فكرة المؤتمر أولاً، وإلى محاوره ثانياً، وأخيراً.. إلى توسع نطاق المشاركة فيه بشكل غير مسبوق فسنعرف دونما شك أننا نتكلم عن فعالية علمية تنموية تتماس منتجاتها ومباحثها مع مختلف مجالات الحياة وهذا لا يستثني المجال الإعلامي بكل تأكيد. الإعلام لن يقدم الإضافة فقط بل سيحصل عليها أيضاً من هذا المؤتمر، ولاسيما حين ننظر إلى محاور تخصصية تم اعتمادها رسمياً هذا العام لتكون محل تنافس وإبداع الطلاب والطالبات من جميع جامعات المملكة، سنجد أن بعض هذه المحاور تتناول أدوات تنتمي إلى صميم العمل الإعلامي، سواء تحدثنا عن فن الإلقاء، أو عن الإنتاج الفيلمي والوثائقي، أو عن التصوير الفوتوغرافي، وغيرها من المهارات والمواهب التي تؤكد لنا أن المؤتمر سيكون له إسهامه المقدر في دعم المشهد الإعلامي بكفاءات موهوبة مميزة. الأمر الآخر، هو أن الطالب قد يكون قادراً على تطبيق مفهوم مهم، ربما يصح لي تسميته بريادة الأعمال الإعلامية، ليس فقط لأن المؤتمر يشجع الشباب في صنع مشاريعهم الخاصة، بل لأن الإعلام أيضاً أصبح صناعة ومشروعاً يمكن للشاب أن يتجه إليه ويستثمر فيه عبر أكثر من طريقة، متى ما توفرت لديه عوامل النجاح من فكرة مميزة وتسويق جيد وعلاقات إيجابية بناءة. -هل تعتقد أن الإعلام يؤدي كل ما هو مطلوب منه على صعيد تنمية المواهب والدفع بحركة البحث العلمي؟ هناك اجتهاد بلا شك، ومازال المطلوب أكثر، خصوصا حين نؤمن أن مهمة الإعلام لا تقف عند نقل الأحداث، وإنما التكامل مع جميع معطياتها وتفاصيلها وأهدافها من أجل تحقيق رسالة تصب في مصلحة الجميع، أما المسؤولية الإعلامية تجاه دعم المواهب وتنمية الحركة العلمية فهي تبدأ من توفير المادة الإعلامية التي تقدم الإضافة المعرفية للطلاب والمتخصصين في أكثر من مجال، بحيث يكون لدينا إعلام يكتب لهؤلاء المبدعين، تماماً كما يكتب عنهم. أعتقد أن على الإعلام أن يعمل على التواصل مع الموهوبين أينما وجدوا، كما لا يجب أن نغفل قدرة الإعلام في الوصول إلى الأكاديميين والعلماء من ناحية، وقدرته من ناحية أخرى على الوصول إلى أصحاب القرار في المؤسسات الداعمة سواء كانت حكومية أو خاصة، وهو ما يعني اختصار مسافة طويلة كان الطالب يحتاج لقطعها من أجل تقديم نفسه والتعريف بأفكاره وابتكاره. -وهذا يعني أننا بحاجة إلى إيجاد مفهوم خاص لنوعية التناول الإعلامي مع المنتج الابتكاري والإبداعي ؟ من المهم أن ندرك أن التناول الإعلامي لموضوع الباحثين والمبتكرين يتجاوز مجرد الاحتفاء بتجاربهم ومنجزاتهم كما جرت العادة، لا بد من الخروج من الصيغة الاحتفالية والتعاطفية البحتة إلى تأسيس الوعي بأهمية نشر ثقافة الابتكار والتنمية الفكرية والعلمية، بحيث يسهم هذا التوجه في تعزيز ثقة المجتمع تجاه هذه الثقافة ودعم المشتغلين بها. الجانب الآخر متعلق بالمهنية الإعلامية، لأن موضوع البحث العلمي والابتكاري يعد مادة صحفية ثرية في حد ذاتها، خصوصا حين ننظر إلى نتاج الموهوبين من الأفكار الموجهة لإيجاد حلول نوعية في مجالات صحية وتعليمية واجتماعية وخدمية وغيرها، ونحاول قراءة هذه الحلول بمنظار الواقع الحالي، واضعين في اعتبارنا حجم التأثير الحياتي المترتب عليها فيما لو جرى التثبت من فائدتها وتحولت إلى منتجات متداولة بين الناس. -كونك ترأس الواجهة الإعلامية للمؤتمر العلمي الخامس أمام الرأي الأكاديمي والجماهيري عموماً، ما أبرز الرسائل التي تحرصون على وصولها؟ رسائل هذا المؤتمر هي قيمه الأساسية المتمثلة أولاً في رعاية خادم الحرمين الشريفين التي تمثل تجسيداً لحرصه حفظه الله على دعم العلم و الاستثمار في الإنسان بوصفه المورد الأثمن والأبقى للوطن، وهي الرؤى التي ينقلها كذلك معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري في حديثه المستمر عن هذا المؤتمر باعتباره فرصة لتنمية القدرات البحثية ودعم روح المبادرة والابتكار، من خلال تهيئة جميع السبل التي يحتاجها الطلاب والطالبات للوصول إلى أهدافهم التي تلتقي مع أهداف المجتمع والوطن ونموه وتقدمه. إحدى أهم الرسائل أيضاً هي ضرورة تحقيق حالة من التكامل بين التأسيس العلمي السليم، والمهارة الإبداعية الخلاقة وهما مساران حرص المؤتمر على أن يجعلهما يسيران جنباً إلى جنب في جداول أعماله ومحاور أبحاثه ومنافساته. وكذلك يمكن التأكيد على عدة مفاهيم يعبر عنها هذا المؤتمر الطلابي الذي يعد الأكبر من نوعه في تاريخ المملكة من حيث حجم الأعمال البحثية والابتكارات المقدمة فيه، ومنها دعم المبادرات الطلابية، وبث روح العمل الجماعي، وغرس ثقافة الإبداع والابتكار، وتبادل التجارب لتطوير الأفكار، وأيضاً قيمة العلم التي تتصل مباشرة بمدى نفعه وتأثيره على حياة الناس، وهذا ما يمكن تلمسه في الكثير من البحوث والابتكارات المقدمة والتي ينتظر إلى أن تتحول إلى مشاريع حقيقية ملموسة، ومثمرة. - حدثنا عن اللجنة الاعلامية وجهودها في هذا المؤتمر ؟ اللجنة الاعلامية تمارس نشاطاتها عبر خمس فرق عمل متخصصة هي (فريق الصحافة، وفريق الإذاعة والتلفزيون، وفريق الإعلام الجديد، وفريق خاص لإصدار النشرة الصحفية اليومية، بالإضافة الى فريق المركز الإعلامي)، وركزنا في اللجنة على التكامل بين الاعلام الجديد والاعلام التقليدي، لذا سيتم بث كل فعاليات المؤتمر مباشرة على الموقع الالكتروني للمؤتمر حيث إن اللجنة الإعلامية تدير التواصل الرقمي للمؤتمر بكافة مناحيه من موقع الكتروني وحسابات تواصل اجتماعي، ولضمان سرعة التواصل تم انشاء مجموعة على تطبيق (الواتس أب) تضم كل اللجان العاملة في المؤتمر لتوجيه الأسئلة الواردة عبر البريد الالكتروني أو حسابات التواصل الاجتماعي إلى اللجنة المعنية مباشرة لإعداد رد على السؤال وتقوم اللجنة الإعلامية بنشر الإجابة بحسب القناة الاتصالية التي ورد السؤال منها. -كلمة أخيرة لقراء «الجزيرة»؟ أشكر صحيفة «الجزيرة» على إتاحة هذه الفرصة التي نتمنى أن نكون قدمنا ولو شيئا بسيطا عن المؤتمر ووقائعه للقارئ العزيز، متمنياً التوفيق حليف الطلاب والطالبات المشاركين في جميع محاور المؤتمر العملي الخامس، مقدماً شكري الجزيل للجزيرة على تغطيتها المميزة لفعاليات المؤتمر قبل بدايته وبإذن الله يستمر التميز غير المستغرب أثناء وبعد المؤتمر.