لا يختلف اثنان بأن الصحة نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى على خلقه.. والصحة في الأبدان والأمن في الأوطان من أفضل النعم على الإنسان وهي أشرف وسام على رأسه. لقد وضعت حكومة المملكة العربية السعودية جل اهتماماتها بالرقي بالمستوى الصحي، حيث رصدت مبالغ هائلة للسمو بصحة المواطن والمقيم والوصول به إلى أرقى مكانة، فهيأت المباني الصحية والتعاقد مع الدكاترة، بالإضافة إلى الطاقم السعودي الذي أظهر مكانته في هذا المجال كما أنها أحضرت الأجهزة المتطورة.. كل هذا وذاك من أجل توفير راحة المواطن والمقيم ولينعم الفرد السعودي بأجل خدمة صحية متكاملة. والمرافق الصحية في المملكة متعددة في مسمياتها متحدة في هدفها وهو تقديم أرقى خدمة لكي يحصل من يحتاج لهذه المرافق على عناية واهتمام. وتنوع الخدمات الصحية تحتاج إلى أن تثبت تحت إطار (الصحة تاج على رؤوس الأصحاء) ولو أردنا أن نتحدث عن فرع من فروع الخدمات الصحية المقدمة للمواطن لاحتجنا إلى صفحات وصفحات، ولكني هنا أوجز خدمة من خدمات وزارة الصحة تحت مجهر معالي الدكتور عبدالله الربيعة، سوف أتحدث عن وحدة العناية المركزة في مستشفى عسير المركزي (intensive care) حيث الاهتمام الكبير من حيث الأطباء الاستشاريين والموظفين والاختيار الأمثل للممرضات والممرضين. وتعتبر العناية المركزة عنصراً أساسياً لكل قسم من أقسام المستشفى عامة، حيث تستقبل الحالات المستعصية والحرجة، تقوم برعاية خاصة وتتميز نسبة الممرضين إلى المرضى تساوي 1 إلى 1 أي ممرض أو ممرضة لكل مريض.. ووحدة العناية المركزة أنشئت منذ عام 1953 بواسطة (أربيورن ابسيف) وفي ستينيات القرن الماضي انتشرت فكرة العناية المركزة لرعاية أحوال المرضى ممن تكون حالاتهم تستوجب دخولهم لهذه الوحدة على سبيل المثال وليس الحصر الجلطات، أمراض القلب، وغيرها. ووحدة العناية أكثر تعقيداً عن سواها نتيجة لتطور الأجهزة الطبية وأهم ما يميز العناية المركزة وجود نخبة من الاستشاريين ونوعية خاصة من الممرضين والممرضات لكي يلقي مثل هؤلاء المرضى أجل عناية بعد عناية الله سبحانه وتعالى. وتأتي زيادة الاهتمام بالعناية خاصة نظراً لتطور التكنولوجيا الطبية، وحديثي هذا ليس بالشمولية ولكنه مختصر جداً. وأود أن أشير إلى ما تقوم به العناية المركزة في عسير المركزي، وما قامت به إدارة المستشفى من اهتمام كبير يضاهي معظم الدول المتقدمة، فقد لاحظت الاستقلالية في غرف المرضى حيث وضع كل مريض في غرفة خاصة بمساحة تقريباً 20 متراً مربعاً أو أقل قليلاً لكل سرير، مزودة بكل ما يحتاجه المريض بأجهزة متقدمة، وقد شاهدت عملية تعقيم سرير المريض قبل أن ينام عليه في غرفة تعقيم طبية لكي يكون وضع المريض سليماً من أي فيروس بعد عناية الله، وقد لقيت عناية مستشفى عسير نقلة نوعية جبارة واهتماما كبيرا بإشراف الدكتور عبدالله سعيد عوضة، ذلك الشاب قدم ولا زال يقدم كل وسائل الراحة والاهتمام لعموم أقسام المستشفى بقوة الشباب وإتقان العامل وخاصة أقسام التنويم ووضع لمساته لكل جناح بالمستشفى، بتضافر جهده وجهود موظفيه، فقد علمت أنه يزور كل مريض ويسأله عما يقدم له أو هل من ملاحظة فيستقبلها بصدر رحب، وكأني بهم يشيدون بمجهودات كل الطاقم الطبي والخدمة بالمتابعة الدائمة من قبل الدكتور عبدالله ومن معه وبتوجيهات من مدير عام الشؤون الصحية بعسير سعادة الدكتور إبراهيم الحفظي. أسأل الله رب العرش العظيم أن يحفظ لهذه البلاد قادتها المخلصين ممثلة في خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني ورجالات هذه الدولة المخلصين.