كشف عضو لجنة أصدقاء المرضى بمنطقة حائل خالد الصبي أن المنطقة بحاجة عاجلة لدعم مرافقها الصحية ومستشفياتها بالأجهزة الطبية والكوادر الفنية والأطباء الاستشاريين والذين لازالت منطقة حائل تفتقد لخدماتهم. وطالب وسائل الإعلام بتسليط الضوء على نواقص المنطقة الكثيرة في المجالات الطبية، متسائلاً عن سر تعثر المشروعات الصحية الخاصة بمنطقة حائل، ومدللاً على ذلك بمستشفى النساء والولادة سابقاً والذي أخذ عشرات السنين حتى افتتح فيما بعد، وقال شبيهه حالياً مشروع مستشفى تخصصي حائل والذي ما زال منذ ما يقارب (5) سنوات في طور البناء (عظمة) للهيكل الأساسي للمبنى ولم ينته حتى الآن. وقال إن الحديث العام دائماً يجعل الحديث وكأنه استقصاد للصحة في عموميات ولكنني هنا سأتطرق لمثال في مستشفى الملك خالد بحائل والحائز على شهادة الاعتماد المركزي لاعتماد جودة المنشآت الصحية (CBAHI) مؤخراً، وسأستعرض إلى إمكانيات ومعاناة وحدة غسل الكلى كمثال لحالة الصحة بالمنطقة والتي بات مرضاها يبحثون عن العلاج في المستشفيات القريبة كالقصيم أو مستشفياتنا في الرياض والمناطق الأخرى، فعدد المرضى المراجعين لهذه الوحدة 262 مريضاً بمعدل غسل ثلاث مرات أسبوعياً، ومقابل هذا لا يوجد أي استشاري كلى ليتابع حالاتهم رغم أهمية وضعهم الصحي، والمفترض حسب معايير وزارة الصحة أن يخصص لهذه الوحدة عدد 2 استشاري، ولا يوجد استشاري أوعية دموية ليقوم بعمل جراحات الأوعية الخاصة بعمليات الغسل مثل (بيرما كات) و(فستيلا)!! فأين الجودة مقارنة بهذا القصور الواضح؟ وقال: الأطباء 4 طبيب مقيم و1 طبيب أخصائي لكافة أرجاء المستشفى بما في ذلك العيادات الخارجية والطوارئ وأقسام الكلى الداخلية (تنويم) بالإضافة إلى متابعة وحدة الكلى!! وعدد الممرضات 23 ممرضة مقارنة بعدد 262 مريضاً، أي أن نصيب كل ممرضة هو 11.3 مريض! فأين هي الجودة من هذه النسب، علماً أن معايير الجودة التي يحتكم إليها في وحدات الغسل يجب ألا تتعدى 1 ممرض لكل 2 إلى 4 مرضى كحد أقصى!وقال: وبجولة ميدانية على أقسام هذه الوحدة سوف تجد الملاحظات الآتية: الموقع غير كاف، والمرضى يتم غسلهم في الممرات وأمام كاونتر التمريض والصور شاهد على ذلك، والتوسعة الجديدة متواضعة ولا تحل المشكلة. وقال: لا بد من عمل توسعة عاجلة وفق أسلوب حديث ومتطور. وأشار إلى تقادم أجهزة الغسل الحالية، وقال لابد من زيادتها على وجه السرعة لمقابلة الزيادة في عدد المرضى مع ضرورة إيجاد أجهزة احتياطية لتعويض الأجهزة الخارجة من الخدمة، وقال تعاني الوحدة من نقص خطير في الاستشاريين كون هذه الوحدة تخدم منطقة كاملة وليس مدينة حائل فقط، لذلك لا بد من إعطاء الأمر أهمية قصوى. وأبان أن مهنية بعض الممرضات متواضعة مما يسبب أضراراً بأجهزة الغسل المركبة بالمرضى إضافة إلى عدم اهتمام بعضهن بأهمية التعقيم في كل مرحلة وأجهزة الغسل تعقم في غرفة الغسل نفسها، أي بجوار أسرة المرضى فيستنشقون روائح المحاليل لمدة 3 إلى 4 ساعات وهي فترة بقائهم في أسرتهم، لذلك يجب إيجاد غرفة خاصة بالتعقيم كما في المستشفيات الأخرى والتي تطبق معايير حقيقية للجودة. مؤكداً أن الأبواب مشرعة الآن للغبار والحشرات وجميع أنواع ومصادر التلوث والصور خير شاهد لذلك، وقال لا بد من رفع مستوى النظافة والتعقيم في الموقع وتطبيق معايير صارمة للعزل وفقاً لمعايير الجودة، كما قال لا يوجد موظف للاستقبال ولا مواعيد رسمية تحدد موعد دخول كل مريض ومدة غسله ووقت خروجه، يصاحب ذلك عدم انضباط بالمواعيد بصفة مستمرة، ولا يوجد موظف أمن ينظم السير أمام المدخل الرئيس للوحدة ويحافظ على الكراسي الخاصة بالمرضى. وقال أجهزة التكييف كثيرة الأعطال وتحتاج إلى إحلال عاجل، ولا يوجد مراوح طرد كافية لسحب الروائح المنبعثة من المحاليل المستخدمة بتعقيم الأجهزة والروائح الأخرى، وكثيراً ما تتم عمليات الترميم والصيانة والدهان والمرضى على أسرتهم، وهذا خطأ يتنافى مع أبسط المعايير الطبية والصحية. وقال نحن لا نتكلم عبثاً ولا ننطق زوراً بل نتكلم من واقع ألم ومعاناة وقصور في الخد مات والتشخيص والطبابة والعلاج عاشها مرضانا في هذا المستشفى، وتساءل مستغرباً ما هي المعايير التي احتكم إليها ليحصل المستشفى على شهادة الجودة ؟ وكرر: هذا المستشفى لا يوجد به استشاري كلى! ومستشفى به 300 سرير ويخدم 700.000 نسمة لا يوجد به استشاري كلى! هل يعقل هذا؟؟؟ يا لها من جودة!ولا يوجد استشاري أوعية دموية! أي أن منطقة بأكملها تفتقر إلى هذا التخصص المهم جداً، وقس على ذلك الكثير الكثير. واختتم بتأكيد أن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني لم تألوا دعماً ولا جهداً في تطوير الخدمات الصحية في جميع المناطق ومنطقة حائل، كما أن معالي وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة هو رائد النقلة الطبية في المملكة والتي أبهرت العالم في عمليات فصل التوائم السياميين، مشيراً إلى تفاؤله بإيجاد حلول عملية من قبله تجاه تطوير الخدمات الطبية بحائل، كما وجه عضو لجنة أصدقاء المرضى بحائل الدعوة لمعالي وزير الصحة لزيارة المنطقة ومشاهدة الواقع الصحي بالمنطقة والجهود الأخرى المبذولة لتحسين الخدمات الصحية من قبل العاملين بالمديرية العامة للصحة بالمنطقة والتي ما زال المواطن ينتظر أثرها الإيجابي على صحته وصحة المرضى المنومين في المستشفيات بعد تأمين كل الأجهزة والاستشاريين الذين تفتقد خدماتهم المنطقة حالياً!