وراء فكرة هذا التقرير معايشة كنت عشتها قبل شهور عندما رافقت شقيقي وهو طريح الفراش في المستشفى بعد تعرضه لحادث مما جعلني اكتشف حقيقة اشياء كنت اسمع عنها فقط ولا اعرف عنها الكثير، وهكذا هي الحياة تدفعنا دوما الى سبر غور الاشياء ومعرفة جوانب كنا نجهلها فيما مضى، لقد شاهدت في المستشفى قسم العناية المركزة والذي يضم عددا من الغرف المجهزة بأحدث الاجهزة والمعدات الطبية المختلفة والتي تعنى بالمريض الذي في حالة خطرة او يحتاج للعناية الفائقة، بعض المستشفيات تكون اسرة المرضى بجوار بعض بمعنى انهم داخل قاعة كبيرة ومكشوفة ومستشفيات تتوفر فيها غرف خاصة بالعناية المركزة ولكنها جميعا تتوحد في وجود مكتب رئيسي للممرضات عبارة عن مكتب مراقبة مزود بالعديد من الاجهزة والشاشات التي تراقب كل حالة مرضية بالقسم، وفي هذا المكتب الذي تجلس فيه العديد من الممرضات والطبيبات وهم يشاهدون ويتابعون المرضى الذين في حالة شديدة من المرض او الخطر وقد احاط بجسم كل منهم مجموعة من اجهزة حساسة ودقيقة تقيس النبض وضغط الدم ودرجة الحرارة ومعدل التنفس وتحويلها الى نبضات كهربية تنقلها التقنية الى مكتب الممرضات وهناك تظهر تلك الاشارات المهمة على شاشات الكمبيوتر والاجهزة التقنية الدقيقة وتستطيع الممرضات بادارة مفتاح خاص ان تنقل الة المراقبة هذه من سرير الى سرير وتحصل على قراءة علمية وطبية دقيقة لكل مريض كما يوجد جهاز اتصال مابين المريض ومكتب التمريض، وتوجد في بعض المستشفيات المتطورة والتي تم تحديثها وتزويدها بأحدث النظم والخدمات نظام اتصال صوتي تستطيع الممرضة والمريض المحادثة معا من غير إضاعة للخطوات والمرور المستمر. انها تقنية متطورة أليست كذلك انها وحدة العناية المركزة او العناية الفائقة ابعدنا عنها الله، ومع هذا لم تدخر الدولة وسعا في توفير كل مامن شأنه الاسهام في خدمة مستشفياتها ومرضاها من المواطنين والمقيمين في كل مكان من بلادنا العزيزة. لقد وفرت الدولة ومن خلال مختلف القطاعات الصحية بل وحتى الخاصة احدث الاجهزة والمعدات والتقنيات الطبية الحديثة والتي لاتوفر الا في المستشفيات العالمية، نجد مثل هذه الاجهزة وتلك المعدات تكاد تكون موجودة بل ومتوفرة في مستشفياتنا ومراكزنا الطبية المتقدمة. عالم غريب وعجيب نعم انه عالم عجيب وغريب وانت تشاهد عشرات المرضى واجسادهم موصولة بالاسلاك وكأنهم في حقل تجارب تقوم الالة المتطورة بمراقبتهم ولكن المسألة تختلف عندما ترى بنفسك ان هذه الاجهزة وتلك الاسلاك انما هي في صالح المريض الذي بات لاحول له ولاقوة، وبات طريح الفراش تحت رحمة الله ثم عناية واهتمام من يراقبه من الاطباء والممرضات وحتى الممرضون وتشير دراسات اجريت بالتوقيت الزمني الى ان المرضى في وحدات العناية المركزة يلقون من طاقم التمريض ضعف ما يلقاه المريض في الطوارىء العادية بالمستشفى وتستطيع الممرضة ومن خلال التقنية المتوفرة لديها أن تعرف مريضها حقا وتساعده فعلا. ان واحدا او أثنين من بين 100مريض هما اللذان يحتاجان الدخول العناية المركزة فالرجل الذي اصيب اجريت له عملية فتق والطفل الذي كسرت يده والام التي وضعت طفلها كل هؤلاء ومئات غيرهم يكونون على مايرام تحت العناية العادية ولكن الاطباء يؤكدون ان وحدة العناية المركزة لسيت نهاية المطاف او لاسمح الله المرور الى بوابة النهاية مع ان العديد من المرضى الذين يعهد بهم فيها يكونون في حالة سيئة فأن اغلبهم يشفى بمشيئة الله وهولاء المرضى الذين يمكن علاجهم، يمنحون عادة اقصى قدر من الرعاية والعناية.