بدأت عجلة دوري عبد اللطيف جميل في الدوران، وبدأت الحياة تدب في أوصال ملاعبنا بعد أن تمتع الجميع بعطلة كافية للراحة وترتيب الأوراق كل حسب حاجته ومتطلباته. شاهدنا الجولة الأولى بما واكبها وما جسدته من مستويات، وما تمخضت عنه من نتائج لا يمكن القياس عليها كمؤشرات.. فمن المتعارف عليه أن البدايات كثيراً ما تحفل بقدر من التناقضات والأمور التي لم تكن في الحسبان كنتيجة لقاء الشباب والاتحاد على سبيل المثال.. ولكنه مع الدخول شيئاً فشيئاً إلى صلب المنافسة، ستتضح الكثير من الأمور، بما فيها قياس قدرات كل طرف من أطراف المنافسة، أما التسرع في الأحكام ودلق التوقعات بنجاح هذا وإخفاق ذاك من الآن فهذا هراء؟!. على أن المؤمل والهاجس هو أن نشاهد خلال القادم من الجولات ما ينم ويشير إلى ارتقاء المستويات بما يعزز التفاؤل بحدوث نقلة ملموسة يصب ريعها في خانة منتخباتنا الوطنية التي عانت وتعاني جراء هبوط المستوى العام للكرة الخضراء. بالتوفيق إن شاء الله. في الاتحاد.. من الجاني ومن المجني عليه؟! على الرغم من تعمد بعض الأقلام الاتحادية (الصدئة) استفزاز واستثارة الأقلام الأخرى للنيل من العميد كردود أفعال على ما تدلقه على الورق من إساءات بحق كيانات ما فتئت تقض مضاجعها، وتسلب النوم من أجفانها.. ورغم وفرة المآخذ و(البلاوي) التي تمكّن وتتيح للأقلام الأخرى مساحات أوسع لرد الصاع صاعين، إلاّ أنها ظلت أكثر رقياً وترفعاً في تناولاتها وطرحها سواء في ما يتعلق بالعميد أو بسواه من أنديتنا الأخرى إيماناً منها بحجم الفوارق بين الطرح (الصاحي) وبين عكسه، وبالتالي فإن المهنية والأمانة تحتم عليها الارتقاء بطرحها ولو من باب احترام الكيانات، وعدم الهبوط إلى مستوى أولئك (المرضى). المهم والمحير حقيقة هو اختلاط الحابل الاتحادي بنابله.. فلم يعد المرء يعلم من هو الجاني ومن هو المجني عليه.. ومن هو الذي يعمل لصالح العميد ومن يعمل ضده، فلا ترى ولا تسمع إلاّ كيل الاتهامات.. على أن المحير أكثر هو أن الفريق يسير بخطى واثقة، ويحقق نجاحات ملموسة تمثلت في تحقيق كأس الملك للأبطال والتأهل عبرها للمشاركة آسيوياً كإنجازكبير تجاوز سقف طموحات أكثر المتفائلين الاتحاديين، ومع ذلك لا يُعجب.. فهل يريدونه استناءً في كل شيء؟!!. وتظل الحقيقة الثابتة هي أن من أكبر (رزايا) العميد الراهنة إنما تتمثل في وجود عينات ممن دلفوا إلى المشهد الإعلامي الاتحادي عبر الأبواب الخلفية لا يهمهم إلاّ مصالحهم الخاصة حتى وإن تمسحوا برداء العميد زوراً وبهتانا. احترموا التفاهة!! كأني بالتفاهة تضج احتجاجاً على كوننا جعلناها إناءً نلقي فيه الكثير مما لا يندرج ضمن خصوصيتها.. ذلك أن أقصى صفات وعيوب التافه هو أنه غير ذي قيمة ولكنه غير ذي ضرر؟!. نعم.. من حق التفاهة أن ترفع عقيرتها استنكاراً واحتجاجاً على تصنيف ما جرى من (حكي) على مستوى الإعلام حول الزي الذي يرتديه مدرب الهلال (الجابر) على أنه تافه.. فلو أن ما قيل عن (بنطال الجابر) كان من بنات أفكار حَمَلة الدفوف وفي نطاقهم لجاز لنا أن نصنفه كذلك.. أما أن يأتي ضمن سياقات نقدية مُشاهدة ومقروءة، فمن أبسط حقوق التفاهة أن تقول: قليلاً من الاحترام يا هؤلاء.. إذ إن عليكم تأجيل مثل هذا الإبداع إلى الوقت الذي تسترد فيه الكرة الخضراء عافيتها، حينئذ يصبح من الملائم وضع تقطيع (فروة) الجابر أولوية نقدية على نحو ما جرى لأن جميع مشكلاتنا قد حُلّت ولله الحمد؟!!. [email protected]